هاهو الملك في هذه العشرة الاخيرة من رمضان ، وقبيل العيد السعيد يفاجيء العالم والاردن معاً بتوجيه وعفو وصفح سامٍ عن ثمانية عشرة موقوفاً أطالوا ألسنتهم بقصيدة او قول او تصريح بحق المقام الملكي .
وهذا ليس بجديد على سيد البلاد الذي قدم المثل يتلو الآخر على التسامح الذي عهدناه فيه والمَقدرة المُقدّرة عند اهل الخلق الرفيع والتوبة النصوح ، وهي شيمة الرجال الفرسان الاقوياء بالحق ، وإن كانت الكلمات بحقه السامي كبيرة او ليست محسوبة عند ممن ظنوا إثماً ، فتابوا واصلحوا مقابل الصفحة البيضاء.
ولا نظن ان اردنياً واحداً يحب هذا الوطن والمليك قد يعيد الكرة فيأخذ الامر انه من باب غير زاوية القوة والمنعة والسماحة ، فيشكر ولا يكرر ويدعو ولا يمقت ، لان الكاظمين الغيظ العافين عن الناس لا يمكن الا ان يكونوا فرساناً في خلقهم ومسيرتهم لا تهزهم الكلمات او الاقوال غير المسؤولة في لحظة كان الشيطان ومن بمعيته يركبون الجو فيذهب صاحبه في غيابات الجب.
عفو جلالة الملك عن مجموعة من الذين اساءوا بتصريح او تعليق او قصيدة او كلمات في الايام الماضية وما زالوا يحاكمون في محاكم الدولة يؤشر ان ملكاً سديداً حكيماً ، لا ينسى ناسه وابناء شعبه وان اساء بعضهم او تناوله شخصياً مهما كلف الامر او اعتبر مخالفاً للبعض في امتنا التي رأينا كم دفع اناس دمهم وعظامهم ثمناً لتأوه او همس ، ورافقنا الراحل الحسين "ابو عبد الله" سنوات طويلة وها نحن ننظر للمستقبل بأمل كبير برفقة الملك "ابو الحسين" وكيف كان العفو عنواناً والصفح رسالة والتسامح مقدرة اهل العزم والكوفية الحمراء.
هي رسالة شديدة اللهجة والاشارات ، وتأتي في ليالي الجبر والمحبة والدعاء علّها تصل بقوة الى من شملهم العفو الملكي فيتوبون ويعودوا الى رشدهم ويقابلوا الاحسان بالاحسان والولاء ، لان القوة والشجاعة والاقدام على الرد بشدة الولاء والانتماء والتقدير مصدر منعة وصفحة بيضاء لا يجوز مقابلتها الا بمثلها او احسن منها وهذا عهدنا بكل الاردنيين الذين امر الملك ان تطوى صفحتهم ويكونوا بين عائلاتهم ومحبيهم قبيل حلول العيد السعيد علينا جميعاً شعوباً وقبائل وإن فرقتنا المشارب والآراء لكننا نلتقي على وحدة الارض وقوة الجبهة والولاء لملك هاشمي متسامح قلبه ابيض من الثلج.
المفضلات