عندما كنت طالبا في الثانوية سمعت بالقائد الخافق حافظ الأسد عندما استل سيوفه ووجهها إلى نحور أهلنا في حمص وحماه لم أكن أفهم ما يدور بشكل جلي ولكنني كنت متيقنا بأنه لا يجوز أبدا لقائد قتل شعبه مهما كانت الأسباب مع قناعتي التامة بأنه لا بد من محاسبةالمخطئ وبقدر خطأه وأعلم أيضا أن هناك فرق بين المخطئ والمسيء وفرق أيضا بين المسيء والخائن . واعرف أيضا بأن هناك مخطيء ولكن بنفس الوقت يوجد مجرم ومع كل هذا الكل منا يعرف تماما بأن كرسي الحكم في العالم الثالث غالي جدا وفي سبيله قد يضطر صحب الكرسي قتل الكثيرين لجريمة واحده فقط وهي منازعته على الكرسي . وقبل كل ذلك نعرف نحن كمسلمين بأنه لا يجوز لنا الخروج على ولي الأمر حتى لو كان فاجرا مالم يجبرنا على معصية الخالق وفي نفس الوقت على ولي الأمر عدم الركون لهذه القاعد وفعل ما يشاء فليتذكر بأن الناس قد تثور عندما يتم إجبارهم على الثورة .
حسب وجهة نظري إن ما يقوم به إخوتنا في سوريا لم يكن لهم خيار به بل وجدوا أنفسهم في غمار ثورة مجبرين عليها نتيجة ظروف تجمعت حولهم ولو رجعنا لهذه الظروف كان بإمكاننا تذكر ما يلي :
1 - ما زال الأهل والأحبة من هم في أعمارنا أو أكبر منا يتذكرون مرارة ما حدث في حمص وحماه قبل حوالي 40 سنة .
2 - إن منشاهم المنشار بشار وصل للحكم بطريقة غير دستورية ولا قانونية وحسب رأي الكثيرين إن الذين أوصلوه للحكم هم زبانية والده الراحل حافظ الأسد ولسبب واضح استمرارهم في نفوذهم .
3 - الكبت السياسي الذي ندر ما يكون حتى في العالم الثالث .
4 - قلة قليلة من العلويين يتحكمون في رقاب غالبية من البشر وبشكل متجبر .
5 - عدم وجود الرغبة الحقيقية للإصلاح حيث كان بإمكان النظام تغيير الدستور يوم وفاة حافظ الأسد في أقل من ساعة ليتسنى لبشار الأسد استلام الحكم أما عندما يتعلق الأمر بالإصلاح فالأمر مختلف كثيرا .
6 - إن السبب الذي هو القشة التي قصمت ظهر البعير لثورة الشعب السوري وانطلاقها من درعا هو : قيام بعض الأطفال بترديد عبارات " الشعب يريد اسقاط النظام " علما بأنهم لا يعرفون معناها بل سمعوها من الإعلام وربما يتوقعون إنها أغنية جميلة فقاموا بترديده مما حدى بزبانية النظام باقتيادهم وتقليع أظافرهم وفعل افعالا مشينة
بطريقة التعذيب لتأديبهم ( على ذمة بعض الرواة ) وربما تم اقتياد ذويهم للعقاب ( الله أعلم ) مما كان سببا لغضب ذويهم والكل يعلم الظروف الراهنة في العالم العربي وعدوى انفلونزا تونس حيث انتقلت جرثومة تونس لهم في درعا .
7 - ونتيجة لردة الفعل من الأهل في درعا بدأ الانتقام من سكان درعا وبعقاب جماعي حيث تم قطع الماء والكهرباء والحصار مما جعل القط يتحول لأسد ( مع يقيني بشجاعة أهل درعا ورجاحة عقولهم ولكنهم لم يكن لهم بد من خوض غمار الثورات )
8 - عندما قام المنشار بشار الأسد وعن طريق زبانيته بالانتقام من أهل درعا وبنفس الطريقة التي قام بها والده وضع العذر والحجة لكل منتظري الفرصة وحصل ما حصل .
9 - إن الذين بدأوا بالنتقام من زبانية النظام لم يكن همهم أمن سوريا وحمايتها بل خوفهم على زوال نفوذهم بزوال النظام ( وجهة و نظري ) لذلك حتى عندما يتحثون عن أمن سوريا فهي كلمات حق يراد بها باطل .
10 - كل أهلنا في سوريا على قناعة تامة بأن نظام المنشار بشار الأسد سيتنقم منهم شر انتقام إن نجح باسكاتهم لذلك لا سبيل لهم إلا من استمرار مقاومة النظام على أمل الخلاص .
حمى الله أهلنا في سوريا وحمى الله سوريا شعبا وبلدا حرا ابيا فهم منا ولنا ونحن منهم ولهم ورزقم الله المن والأمان وأرجوا قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء .
المفضلات