رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء حفظه الله
بقلم : الدكتور محمود سليم هياجنه
دولة رئيس الوزراء سمير الرفاعي وفقه الله
مما لاشك فيه ،أن تأثيل البناء لا يقوم إلا على هدم العدم ، وإن امتلاك القدرة على التحديث والتطوير والتغيير ، هي الضمانة الأكيدة للتوقيع على شرعنة تصحيح المسارات ، ومن ثمة التوقيع على ميثاق الشرف ، وها هي الشمس قد طلعت من مشرقها ، وجاءت اللحظة المناسبة ، التي توجب على الوعي إدراك جملة المغالطات التي فرّغت حياتنا من كاريزما إثبات الوجود ، فإن تكن خريطة الطريق التي اعتمدت بالأمس قد أضاعت الهدف ، فإن بصيرة زرقاء اليمامة هي ما تبقى من إرثنا لنضبط به عقرب الوقت ،فنعرف أن مجموعة من الأمور كانت عرضة للضياع ، لولا حكمة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني أعزه الله ، فتدارك الأمر وعقر الباطل ثم أخرج الحق من خاصرته ، وهاهو غرة جبين الدهر ، وتاج العز والمهابة ، وشيخ الحمى ، قد أناط المسؤولية لدولتكم ، بتكليف هو بعينه برنامج حكومة ، وخريطة طريق واضحة ، وسراج نور يهتدى فيه في غياهب الظلمات ، ومكانة عز في سرير العلياء ، وانفجار السحاب على أرض العطاش ، فكم هو حري بدولتكم أن تعضوا عليه بالنواجذ ، وتقوموا له على أمشاط أرجلكم ، ففيه شفاء المستشفي وكفاية المستكفي .
إن خطاب التكليف السامي ، لم يبق شاردة ولا واردة إلا أحاط بها ، ولذا فقد أصبح حري بدولتكم التوافق على جملة أهداف معلنة ، تلغى بوساطتها جملة المغالطات السابقة التي بنيت على شعارات كرست التشرنق والتقوقع حول الذات ، فكانت مقعدة على عدم تصويب لمفاهيم التنمية ، أو بررت استقطاب حالة الديمقرطية ضمن منظور لا يخدم برامج التحديث ، وأصلت- للأسف الشديد- صيغة التجزيء لإرادة المواطن ، على الرغم من أن كتب التكليف السامية ، واضحة الدلالة على تصويب مفاهيم التنمية ، والتحديث والتطوير والتغيير والإصلاح في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية ، وأخذت الأمور من أحكم الطرق في منافحة ومواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة ، وتحقيق الطموح الذي تنعكس آثاره الإيجابية على حياة المواطن وتمكنه من العيش الكريم .
ولعل المشكل الذي أفرز مثل هذا الاختراق ، في بنية العمل السياسي أردنيا ، هو تأصيل ثقافة العزلة مع المحيط المحلي ، وترقية الفوضى ، وشرعنة التخلف ، وتغييب مشاريع الإنماء الوطني ، والتجاوزات النمطية للمرجعية الدستورية ، إن تأصيل الوعي لدي المواطنين هو من الأولويات التي يجب رعايتها ، باستحداث وسائل ومشاريع يكون من شأنها تأهيل المواطنين ، وبخاصة إذا علمنا أننا نستقبل انتخابات برلمان ، ولا شك بأنها فرصتنا الأخيرة لملء استمارة الثقة بإرادتنا وقناعتنا بشكل المستقبل .
إن بلوغ مرحلة الانتقال من التوسل بفكرة التمركز خلف الذات ، الى يوتوبيا التواصل مع المحيط الثقافي ، والاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو التمثيل المناسب لوعي شعبي يريد أن يلتف حول حكومة دولة ، بكل المقاييس وبكل ما تعني الكلمة من معنى ، ومن هنا فإن التأسيس لقاعدة الاستنهاض لمتطلبات التكيف مع المرحلة الراهنة تستوجب التجاوز عن التقيد بإكراهات التمكين العشوائي لنظريات الفقه السياسي والاقتصادي ، إلى استيفاء شروط العمل لإقامة ورشة إصلاح تشمل كافة المجالات وتمثل خريطة تشريع لكل مشاريع الدولة ، ولا شك أن الوصول إلى ذروة الإنجاز ، يحتاج إلى تكاتف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد ، وفهم عميق للرؤى الملكية والتكليف السامي ، ولا مراء في أننا نثق بدولة من تربى في بيت هو بحد ذاته مدرسة للعمل السياسي ، ففيكم الكفاية والخبرة بحكم ذلك ، فضلا عن أنكم اقرب من يتفهم الرؤى الملكية بحكم القرب من صاحب الجلالة الهاشمية أعزه الله ، فعلى بركة الله وفي كلاءة الله وجعل الله الخير في ركابكم على المدى . وأهنئكم بالثقة الملكية
حمى الله الأردن ، وعاش الملك المفدى .
بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
hayaj64@gmai.com
المفضلات