--------------------------------------------------------------------------------
... وملني الشوق ...ضاق بي ذرعا يعد أنفاسي علي... ويحرق كل شمعات ميلادي... أستجدي أناي في حروفه... شوقي لا يعرف معنى للعطف او الشفقة ...ولد يتيما... لا كافل له... كل يوم يكبر شوقي... يزداد قساوة... يغتال نبضي... ويبعدني عن قريبي... يغير ملامح العودة ...يشوه الطريق ... يرصف ألوان الألم على جانبيه... يهشم الأسماء... يزرع مليون مطب... يحفر مليون حفرة ...وخائنة الأعين ترصد كل سكناتي ... كي لا أعود ... لكنني سأعود ... لا بدّ ان اعود.. فالعود احمد وانت الزاد يا شوقي ... فلا تغلق معابرك... أوتغير مسار العودة... لا تطمس حجارة الحقيقة ...أو تخفي رمال الصدق ... لا تحاول أن تكسر ماتبقى من مجاديف أيها الشوق ...أو أن ترهق خيلي وراء السراب ... ودعني اشكو لك الشوق يا شوقي... الشوق الذي فتك بجسدي... وأنهك ضلوعي... وذابت تحته عزيمتي... وانصهرت بسببه قواي ...ونفدت منه دموعي ... الشوق الذي حبس الآه في حلقي... وغرس الصمت في جوفي... الشوق الذي لطالما أذاقني مرارة الانتظار ...وعزف على أوتار ضعفي لحن الشامتين.... وبقيت ألهث وحدي... أبحث عن مفتاح عودتي... مفتاح عودتي الذي التهم الصدأ ثلثيه يقينا... لكنني ويقينا أقسم أن لن يستطيع التهام ما تبقى ... لكنه الوقت... يفترس العمر... ويلقمنا للتراب مضغة ... أخشى أن يمتد بنا بعيدا عن خفي حنين ... فأنا واثقة بأن حنين ألقى بخفيه قريبا منا... لكني أخشى أن أعود دونهما.
المفضلات