استعان برجال الأمن لإقناع زوجته للسماح له بدخول المنزل بعد أن طردته اثر خلاف بينهما.
ورغم أن ما قام به أبو محمد يقع تحت مظلة المحرمات التي لا يفصح عنها عدد من الرجال بسبب التابو الاجتماعي الرافض للبوح حتى ولو همسا بما يتعرضون له من عنف أسري ،تمارسه الزوجات ضدهم ولا يرغبون الإفصاح عنه الا انه وجد نفسه مضطرا لفعل ما يكره.
وكان موقع اخباري الكتروني عرض مؤخرا حالة ام محمد التي عاقبت زوجها ومنعته من دخول المنزل، ووفقا للرواية فان الزوجة عاقبته بمنعه من دخول المنزل بسبب خلافات بينهما وبعد ان فشل في مفاوضتها اضطر الى الاستعانة بالشرطة على أمل أن يقضي ليلته في منزله وليس بالشارع
حوار عناصر المركز اقنع الزوجة بالسماح له بالعودة، ولكن هذه الحالة من العنف ضد الرجل شكلت علامات الاستغراب التي ارتسمت على وجوه القائمين على المركز الأمني. ورأى دكتور علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مجد الدين خمش، أن الشخص يتعلم من محيطه أساليب الاضطهاد في داخل الأسرة، وان المرأة تكون ضحية عندما تتعرض منذ صغرها للعنف من قبل الرجل سواء كان الأب أو الأخ ، فتفرغ الطاقة العدوانية عندما تصبح امرأة وتستخدمها فيما بعد للدفاع عن نفسها.
ورغم أن الروايات والقصص عبر التاريخ ربطت سلوك النساء النمطي بالكيد، وتعززت روايات الرجال حول كيد النساء، وقبلت النساء هذه الإشارة، أو هذا النمط، كما ارتبط سلوك الرجال وصورتهم بالغباء وبأنهم يقعون ضحية لكيد النساء، وقبل الرجال هذه الصورة النمطية.
الا أن الدكتور خمش يعتبر المرأة بطبيعتها مسالمة رغم ما توصف به من كيد عظيم، ولكنها حين تتعرض لأساليب عنف لفترة طويلة فأن ذلك ينعكس على سلوكها حين تنتقل للعيش مع الزوج.
وربط خمش بين حالات العنف الأسري مع الأوضاع الاقتصادية التي غيرت من النمط السلوكي بين أفراد المجتمع خصوصا في المناطق الشعبية التي أصبحت فيها العلاقات قاسية وصعبة.
وأقر مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي، أن المشكلة في عدم وجود قاعدة معلومات مؤكدة وواضحة، تمكن من معرفة العدد الحقيقي للرجال المعنفين، ويتوقع بأن النسبة ضعيفة ولا تتجاوز العشرين من الألف.
وبين أن الرجال من الفئة العمرية من ثلاثين فما فوق هم الأقل عرضة للعنف، وفي حال تعرض له فانه لا يشتكي لأنها تعد من المحرمات الاجتماعية وغير المقبولة فهو يفضل السكوت عنها لأن إخفاءها أخف وطأة عليه من أن تعلن، لذا فهي لا تصل للقضاء.
وبين بما أن العنف مرفوض اجتماعيا على مختلف الأطراف، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد انتهاكات خصوصا على كبار السن سواء من الذكور أو الإناث، ولكن هناك من يتخذون من العنف ذريعة للحصول على الطلاق السريع.
وأوضح أن الأطفال الذكور الأقل من سن (12) يتعرضون للإيذاء الجسدي أكثر من الإناث بسبب المشاغبة، كما أن حالات وصولهم إلى حماية الأسرة أقل من الإناث.
وقال خمش أن لدى الرجل خصوصا الشرقي مفاهيم مجتمعية مكتسبة وهي انه الاقوى، لذا فهو يضطر أن يتكتم ولا يعترف بأنه يتعرض للعنف الاسري.
ويرى ان العنف أصبح ظاهرة طبقية، ففي المجتمعات الفقيرة تكثر هذه الحالات بينما تكاد تكون معدومة في الطبقتين الوسطى والعليا.
وسجلت أرقام مديرية الأمن العام حول العنف الأسري حتى نهاية أيار الماضي أن عدد الاعتداءات الجنسية للمجني عليهم من الذكور (111)، مقابل (206)إناث، وتعرض للإيذاء الجسدي خلال نفس الفترة ذكور (22) وإناث (300).
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب، أن عدد القضايا التي وصلت للقضاء بشكل عام (608) عنف اسري، وعدد الحالات التي حولت إلى مكتب الخدمة في المديرية (1514)، وعدد الحالات التي حولت للحاكم الإداري بلغت (195).
واستحدثت إدارة حماية الأسرة مركز تدريب إقليميا لعقد دورات وورش عمل تدريبية لغايات تدريب وتأهيل طاقم المؤسسات المختلفة للتعامل مع قضايا العنف الأسري ذات الحساسية الاجتماعية الخطرة، ويستقطب من دول عربية ضباط ومعنيين بهذه القضية.
وبين الخطيب أن أكثر جرائم العنف تقع في العاصمة يليها اربد ثم الزرقاء، وأقل مدينة يحصل فيها العنف هي الكرك.
ويرى اخصائيون أن حديث الرجال المتكرر عن خداع النساء و كيدهن ، وعن أنه لا يمكن فهمهن، وعن وعن، كلها صورة نمطية عن النساء تبرر لجوء الرجال للعنف الفيزيائي. بل هناك العديد من الروايات الذكورية تتحدث عن كيفية استسلام المرأة وعشقها للرجل الذي يستعمل القوة الفيزيائية والعنف ضدها. فالصورة النمطية للمرأة التي تلجأ لأساليب الخداع تبرر وتمنح الشرعية للرجل ليستعمل القوة ضد المرأة.
في المقابل، فإن تركيز النساء على عنف الرجل وعلى لجوئه للقوة الفيزيائية وعلى أن المرأة ضحية (لعنف وقهر فيزيائي) من قبل رجل أو أكثر، وزوج وأخ وأب وحبيب وصديق، وأحيانا زميل عمل، كلها وقائع لا تجد المرأة غضاضة من تقديمها ومن الاعتراف بها ما دامت مثل هذه الوقائع تبرر للمرأة استمرار اللجوء للسلطة الناعمة، أو القوة الذكية، أو استمرار اللجوء لآليات الخداع والهيمنة.
ويصف خمش، العلاقة الصحية بين المرأة والرجل بالتكاملية حيث تكون الأسرة هي الحاضنة للجميع و تقدم الإشباع العاطفي لتمكن أفرادها من تحمل أعباء الحياة.
ويرى محللون آخرون انه رغم تعرض رجال لقهر فيزيائي من قبل النساء إلا أن هناك نساء ضحايا كيد ومكائد من قبل الرجال .
المفضلات