عمان - الدستور
أبدت شخصيات قانونية ونقابية استغرابها من اتهامات قناة الجزيرة للاردن بأنه مصدر التشويش على بث القناة لمباريات كأس العالم لكرة القدم الاخيرة.
واعتبرت هذه الشخصيات في حديثها لـ"الدستور" ان هذه الاتهامات غير مسؤولة وسياسية ولا تمت للواقع بصلة ، مشيرين الى ان اسرائيل ربما تكون خلف هذه الفتنة للاساءة للعلاقات الاردنية القطرية التي أكدوا أنها لم تتأثر بهذه الاتهامات.
طبيشات: الأردن ملتزم بالقوانين المرعية دوليا
وقال نقيب المحامين احمد طبيشات أنه لا يصدق بتاتا ان الاردن يقف خلف هذا العمل وإن اثبتت التحقيقات أن التشويش مصدره اردني فهو بالتأكيد عمل مدسوس من قبل الموساد الاسرائيلي الذي يسعى دائما الى بث بذور الفرقة بين العرب.
واضاف ان علاقتنا بقطر الشقيقة ممتازة ولا تشوبها شائبة وعلى الجانبين التنبه لما هو قادم ، داعيا الى مطالبة الاردن بالقيام بالتحقيق في الموضوع الذي أكد انه سيسفر عن عدم وجود اي علاقة للأردن بهذا التشويش.
وأبدى طبيشات استغرابه من اتهام الاردن بمثل هذا العمل "فمن غير المعقول ان يقوم الأردن بالتشويش على أبنائه ومواطنيه" ، مؤكدا انها "فتنة بامتياز يقف خلفها الموساد الاسرائيلي".
وحول الموقف القانوني من هذه الاتهامات بين طبيشات أنه لا وجود لقانون خاص في الأردن يتعامل مع هذا النوع من القضايا ولكن قانون العقوبات يحتوي على نصوص تتعامل مع موصوع الاتصالات وبعض التفاصيل المرتبطة به ، مشيرا الى أن الأردن مرتبط باتفاقيات دولية في هذا المجال وبالتالي يلتزم بالقوانين المرعية دوليا والتي ترتب غرامات مالية على الجهة التي يثبت بحقها أي خروقات من أي نوع.
العرموطي: ليس هناك أي دليل تقني
من جانبه قال نقيب المحامين السابق صالح العرموطي إن الاتهامات الموجهة من قناة الجزيرة تحتاج الى بينة ، مشيرا الى انه يعتقد ان ما أثير ما هو الا شغب على الأردن وتشويش على سمعته الدولية وصورته في الداخل.
وأضاف "ليس هناك أي دليل تقني أو غير ذلك يثبت ادعاءات القناة ، منوها ان الأردن ليس لديه أي توجه سلبي مسبق من القناة ولم يعرف عن الأردن في السابق أنه قام بأفعال كهذه.
وأشار العرموطي الى أنه وبمجرد قول الجزيرة "قيل" فمعناه انها لا تستند الى اي دليل وبدون ان يكون هناك دليل قطعي فسيتم رد أي دعوى ترفعها الجزيرة ضد الاردن ، لافتا الى ان "العدو الصهيوني" هو من يمتلك أجهزة حديثة ومتطورة لفعل هذا الشيء وربما يكون هو من يقف خلف هذا التشويش.
وأشار الى أن هذه "الافتراءات" ترتب المساءلة القانونية من جهة الاردن والمطالبة بالتعويض عن كل ضرر وعطل نتج عن هذه الاتهامات في الداخل والخارج ، مشيرا الى انه لا مصلحة سياسية أو رياضية للأردن للقيام بهذا العمل اضافة الى عدم وجود أي اجهزة من أي نوع في المنطقة التي ادعت القناة صدور التشويش منها.
واستنكر العرموطي موقف قناة الجزيرة بقوله "انهم يتعاملون مع دولة ذات سيادة وبالتالي لا يجوز لهم التصرف على هذا النحو" ، مشيرا الى ان الأردن منفتح في علاقاته مع جميع الدول العربية وعلاقاته "غير جدلية" معها جميعها ومن غير الممكن ان يسيء لقطر لا سيما أن لنا أبناء بالآلاف يعملون في هذه الدولة العربية الشقيقة.
وأكد العرموطي أن "هذا العمل يعتبر عملا مغرضا يقصد منه الاساءة للأردن ولقطر ، وعلى وزارة الخارجية ووسائل الاعلام ان تنشط لتوضيح الصورة لجميع الاطراف ذات العلاقة".
السقاف: نحن بحاجة الى تحقيق مستقل ووجهة نظر قضائية
ويرى عضو لجنة خبراء حقوق الانسان في جامعة الدول العربية المحامي طالب السقاف أن الامر يحتاج الى تحقيق مستقل ، ووجهة نظر قضائية ، حتى يتم حسم الامور بالاتجاه الصحيح الذي يضمن ان تتضح تفاصيل القضية.
واشار السقاف الى ان المزعج في كل ما يثار هو تحميل الدولة المسؤولية بما حصل ، ما يعطي القضية أبعادا ليست ايجابية ، "الامر الذي يجعلنا نتساءل ما مصلحة الاردن في القيام بمثل هذا التشويش ، ولمصلحة من نقوم بذلك ، وعليه فان الامر يجب حسمه قضائيا".
وأكد السقاف أن هذه المسألة يحسمها التحقيق المستقل ، ذلك انه ليس من مصلحة احد تبادل الاتهامات ، فالامر يتعلق بأدلة مادية وقانونية ، ويجب التريث قبل اتخاذ أي خطوات ، "فنحن بحاجة الى تحقيق مستقل ووجهة نظر قضائية".
التاريخ : 04-10-2010
المفضلات