عمان – أحمد الطراونة - أقامت دارة المشرق للثقافة والفنون وبالتعاون مع اللجنة الثقافية في ديوان أبناء الكرك أمسية شعرية شارك فيها الشعراء حكمت النوايسة وعاطف الفراية وقدم لها الكاتبة هيام ضمرة.
الشاعر حكمت النوايسة الذي قرأ مجموعة من أشعاره، هو من أبرز الشعراء الذين ظهروا في فترة التسعينيات امتاز بصوت خاص، مزج بين الشعر والنثر، انحاز إلى هواجس الناس، كتب معاناتهم، وهو يجاور بين الأشكال الشعرية في دواوينه، قصيدة النثر ، والتفعيلة والقصيدة العمودية، مبررا ذلك انه يعيشه في نفسه، حيث لم يستطع أن يقنع نفسه بعدم جدوى الشعر العمودي، كما لم أستطع أن أبعدها عن تذوّق قصيدة النثر إلى الحد الذي يجعلني أضمّن كل ديوان من دواويني بواحدة على الأقل.
النوايسة قرأ قصائد قوس الكرك، دخول، معراج الكرامة، حارت بي الدنيا، الأصدقاء، الفقر ارحم، ومن قصيدة حارت بي الدنيا قال النوايسة:
«حارت بي الدنيا ، أليس لها سوايَ عجينةً لفنونِها.
لبست جنونَ الوحشِ مُعْجَبَةً وصار حكيمُها مجنونَها.
وأنا فريستُها وتنهشني وحوشُ ظنونِها.
للظنِّ ، محضِ الظنِّ ، نمتُ معلّماً ، وصحوت منبوذاً ، وكِيْسَ درونِها..»
ثم ألقى قصيدة من ديوانه مسلة نبطية (معراج الشهيد ، الكرامة) قال فيها:
«لولا سماؤك ما رفعت سمائي
وعميم فضلك ما وثقت بمائي
يا سيد الجود الوفي وجودنا
لولاك كان تضارب الأهواء
زلزلت بالدم الزكي حشودهم
ونقشت مجدك باهر الآلاء
وقهرت ، كان الناس قبلك قنطاً
أعتى العتاة وجيشه المترائي
حتى غدوت شذا الكرامة سلسلاً
عذب النمير يفيض في الأرجاء...»
ومن قصيدة قوس الكرك قال:
«لا تقولي: تسم.
فأنا لو سألت الحجارة بالسفح لتنسمتني
قانيا جعفريا
أنا بعض يعرب، ظله السرمدي، وبعثه في
زوابع الدهور.
رسولا يستعذب الأجاج ويرخي على الأهل.
عذبا عذيا ...»
الشاعر المغترب في الشارقة عاطف الفراية ألقى عدد من القصائد منها: أغنية للكرك، حوارية الملح، وهي القصيدة التي كتبها عام 1989 وكانت هذه القصيدة بالقرب من البحر الميت وأمام المسطحات الملحية الواسعة، حاور فيها البحر والملح، وكانت هذه أول القصائد الدرامية التي كتبها، ومن حوارية الملح قال:
«لإيلافك الرمل ….
رملك سجادة للصلاه
وحر هوائك برد سلام
وموتك يستأنس الغور منه حياة الأبد.
فها أنت ميت ….
ولكنك السرمدي المدد
غريب ولست ككل البحار
فلا (الهيلاهيلا)
ولا مركب الصائدين
ولا شاطئ يحضن الزائرين
هو الملح يصطاد كل الجياع
وملحك في زمن الحر ثلج جمد
هو البحر ميت …
وفي الغور يُتْمٌ طويل الأمد
صوت تائب
لإيلافك الرمل …
أستغفر الملح إذ لست أدري
بأي نعيم كفرتُ إذا قلت إنك ميت …
فمن لي سواك ليحضن جرحي..
ومن لي سواك ..
ليشفي دمامل وجهي …
ولكن دملة القلب أكبر
لو كنت تدري
فمن يبريء الجرح يا أيها البحر
إن الطبيب قتل
وليس الجراح سواء
لأن جراح الأحبة في الظهر
لا تندمل...»
الشاعر النوايسة المولود في قرية مؤتة جنوب الأردن عام 1964 حاصل على شهادتي البكالوريس في الجغرافيا من جامعة بغداد 1987 ، والبكالوريس في الأدب العربي من جامعة مؤتة 1996 ، وهو يتابع دراساته العليا في النقد الأدبي في الجامعة الأردنية ، صدر له : عزف على أوتار خارجية 1994 ، الصعود إلى مؤتة 1996 ، شجر الأربعين 2000 ، كأنني السراب 2002 ، أغنية ضدّ الحرب 2005 ،مسلة نبطية الذي صدر العام 2008 ضمن سلسلة إصدارات التفرغ الإبداعي عن وزارة الثقافة، كما أصدر في النقد :المآل: دراسة تأويلية في القصة القصيرة 2000 , وفي المسرح « بائع الأقنعة» ، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين وعدد من المؤسسات الثقافية المحلية ،
كما أنه فاز مؤخرا بجائزة عبدالرحيم عمر للشعر التي تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين ، وهنا حوار حول ديوانه الأخير « أغنية ضد الحرب « وانشغالاته الإبداعية والثقافية .
الشاعر الفراية من مواليد عام 1964 في الكرك جنوب الأردن، يقيم في الشارقة، صدر له عام 1993 مجموعة شعرية بعنوان «حنجرة غير مستعارة» عن وزارة الثقافة الأردنية وفاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2000 عن مسرحيته «كوكب الوهم» التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب. ثم فاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي عام 2002 عن مسرحيته « أشباه وطاولة» أصدرت له وزارة الثقافة الأردنية عام 2007 كتابا يضم مسرحيات ثلاث عنوانه «السقف» أصدر له الانتشار العربي عام 2008 مسرحية «عندما بكت الجمال» وحاز على جائزة ناجي نعمان العالمية عام 2007، صدر له عن دار أزمنة مؤخرا ديوان «حالات الراعي» .
المفضلات