اتهم الجيش السوداني الحركة الشعبية بحشد القوات التابعة لها على النقاط الحدودية بين الشمال والجنوب في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين الجانبين بشأن الاستفتاء، ويتزامن ذلك مع زيارة وفد مجلس الأمن الدولي إقليم دارفور غرب السودان للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والأمنية هناك.
ووصف المقدم الصورامي خالد سعد الناطق باسم الجيش السوداني في تصريحات للجزيرة حشود الجيش الشعبي التابع للحركة بـ"العمل المعادي"، والمخالف للبروتوكول الأمني، متعهدا بالتعامل معها بكل جدية.
واعتبر الجيش الحكومي أن ذلك من شأنه أن يعوق تنظيم الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر في يناير/كانون الثاني المقبل.
وتأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من انتقاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم لتصريحات لرئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لوح فيها بإجراء الاستفتاء بشأن مصير الجنوب دون تنسيق مع الشمال.
سلفاكير لم يستبعد إجراء استفتاء دون تنسيق مع الشمال (الفرنسية)
وكشف مندوبا بريطانيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن أن سلفاكير أبلغهم أن ذلك محتمل إذا ما عطل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إجراء الاستفتاء، لكنه لن يعلن الاستقلال من جانب واحد.
بالمقابل اعتبر ربيع عبد العاطي القيادي في حزب المؤتمر الوطني أن هذا أمر غير مقبول، ومخالف لاتفاقية السلام الشامل في جنوب السودان، مؤكدا أن حزبه لن يعترف بنتائج أي استفتاء يجري دون تنسيق مع الشمال.
الوفد الدولي
وفي تطور آخر من المنتظر أن يزور وفد مجلس الأمن الدولي اليوم مخيما لنازحي دارفور قبل التوجه إلى الخرطوم، ولا يتوقع أن يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير.
وكان الوفد قد وصل إقليم دارفور أمس الخميس سعيا للاطلاع على الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك.
وقبل وصول الوفد بساعات، أعلن الجيش السوداني أنه هاجم مواقع المتمردين في دارفور. وقال المتحدث باسم الجيش إن قواته هاجمت صباحا مواقع جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور في سوني شرق جبل مرة.
الوفد الدولي زار دارفور للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والأمنية (الجزيرة)
وجرت المعارك صباح الخميس على مسافة أكثر من 150 كلم من قاعدة قوات السلام الدولية في الفاشر التي وصلها الوفد الدولي ظهرا. وأوضح الجيش في بيان تلاه متحدث باسمه أنه لم يلق عند دخوله للمنطقة أي مقاومة تذكر.
لكن جيش تحرير السودان أكد حدوث معارك الخميس شرق جبل مرة غير أنه نفى أن يكون الجيش سيطر على المنطقة. وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم حركة التمرد إنه "جرت معارك هامة هذا الصباح".
وأضاف "نطلب من مجلس الأمن القدوم إلى القطاعات التي تدور فيها معارك وإنهاء التطهير العرقي"، مشيرا إلى سقوط 47 قتيلا في المعارك منذ الأحد.
من ناحية أخرى قالت القوة المشتركة التابعة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور بغرب السودان إن مسلحين خطفوا مدنيا من أفرادها بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال متحدث باسم القوة المشتركة إن مسلحين دخلوا مقر إقامة أربعة من أفراد البعثة المدنيين وقاموا باقتياد اثنين منهم. لكن أحدهما تمكن من الإفلات من أيدي الخاطفين ولا يزال الآخر مفقودا.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات