بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أولا : مخالفة القرآن :
1ـ قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
2ـ قال الله تعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَـجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْـجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
3ـ قال الله تعالى :
{ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا بْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }
ثانيا : مخالفة السنة :
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إن الله يرضى لكم ثلاثا ً، ويكره لكم ثلاثا ً: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا . ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال »
رواه مسلم
2ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة ؛ فليلزم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة ؛ فإن ثالثهما الشيطان ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته ؛ فهو مؤمن "
صحيح ـ السلسلة الصحيحة
3ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الجماعة رحمة و الفرقة عذاب "
صحيح السلسلة الصحيحة
4ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة "
رواه البخاري ومسلم
5ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك "
رواه مسلم
6ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة "
رواه البخاري
7ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة "
رواه مسلم
8ـ سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال :
" اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم "
رواه مسلم
ثالثا الإجماع :
أجمع السلف على عدم الخروج على الأئمة وان كانوا ظلمة ، أو ولاة جور .
نقل الإجماع :
1ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( أن الأمر قد استقر بعد ذلك على المنع من الخروج ) .
منهاج السنة (4/529) .
2ـ البخاري رحمه الله :
فقد ذكر هذه العقيدة ، أي : ترك الخروج على الولاة ، وقال : ( لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم لقيتهم كرات ، قرنا بعد قرن ، ثم قرنا بعد قرن ، أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء ) شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/321 – 323 .
3ـ وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان رحمهما الله :
فقد قررا هذه العقيدة ، وقالا : ( أدركنا العلماء في جميع الأمصار : حجازا ، وعراقا ، وشاما ، ويمنا …) المصدر السابق /1321 -322 .
4ـ ابن بطة العكبري رحمه الله قال :
( ثم من بعد ذلك الكف ، والقعود في الفتنة ، ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا ) الشرح والإبانة / (276- 277) .
5ـ والمزني صاحب الشافعي :
قال رحمه الله : ( ترك الخروج عند تعديهم وجورهم ، والتوبة إلى الله عز وجل ؛ كي ما يعطف بهم على رعيتهم ) .
6ـ النووي رحمه الله :
( وأما الخروج عليهم وقتالهم : فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين ؛ وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، وأجمع أهل السنة على أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ) [شرح صحيح مسلم (12/229) .
7ـ الطيبي :
( وأما الخروج عليهم ، وتنازعهم ؛ فمحرم بإجماع المسلمين ، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ؛ لتهيّج الفتن في عزله ، وإراقة الدماء ، وتفرق ذات البين ، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه ) الكاشف عن حقائق السنن (7/181- 182) .
8ـ ومحمد بن أحمد بن مجاهد البصري الطائي :
[مراتب الإجماع] لابن حزم (ص178) .
9ـ وابن المنذر :
( كل من يحفظ عنه من علماء الحديث ، كالمجمعين على استثناء السلطان ؛ للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره ، وترك القيام عليه ) سبل السلام 3/262 .
وأختم بقول الله تعالى :
{ واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلمو ان الله شديد العقاب }
فاتقوا الله يا عباد الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
المفضلات