لا تُكذّبي على نفسِك أكثر أيّتها "المَلِكة" ..
لا تُرَوِّجي في بلاطِك القديم ما تُقنعي نفسكِ قبل الحاشية السخيفة "الملعونة" أنّكِ أنتِ مَن خَلعتِ "المَلِك"!
أنا الّذي "تَنحيّتُ" بِملءِ إرادتي .. !
وليسَ انصياعاً "لثورةِ" أهل الحق، فَهُم يرفلون في ثوبِ العافية، ولكِن إحتراماً لِذاتي "المَلَكيّة" ولِذاتِكِ "الطيّبَة" أصلاً !
تعلمينَ جيّداً أنّني أنا الّذي أقصيتكِ عن حدود ملكي!
وعَزلتُ نفسي قبلكِ ..
كان ذلك بعد أن استطبتُ "مملكتنا" الجديدة الفريدة
لَم "يَخلعني" أحدٌ.. ولَم "يُنزع" منِّي مُلكاً تَملكتُهُ بحنيني، وليسَ مِن شيمتي أن لا أسوسَ مُلكَ النِّساء !
كيفَ لا أسوسُ إمرأةً أعلمُ أنّي أجري في شرايينها مجرى الدّم..
تعلمين تماماً أنّي أفضلُ مَن يسوس الخيول الجامحة أيضاً
لكنّكِ توهمين نفسكِ بذلك كي تجدين ذريعةً تسوغين ما تريدين أن تُخالفي بِهِ إيمانكِ بي !
أنتِ عِندما أحببتني، أو عندما "ملكتكِ"، لم أكن قد وضعتُ "خُطّةً خَمسيّةً" لإحتلالكِ .. بل ما دارَ في ذِهني أن تصبحي أيّتها "الغريبة" مِن صميم "أهل البيت" !
لِذا .. فأنتِ تعلمين أنّني لم أكن "أكثر من أنا"
بعفويّتي معك وصِدقي في حبّي لكِ، ووضوحي في رؤيتي لعلاقتنا وثباتي على منهج السلامة أو أقلّ الضحايا، ودِفئي الّذي تشعر بهِ وتُبادِلُنيه الكائناتُ، وجموحي وجُرأتي في تنفيذِ عِشقي ..
لهذا أحببتني .. وبِهذا ملكتكِ.. وهو لم يتغيّر عندي.. لكنّني تقتلني "الإزدواجيّة" و "نِصف الموقف" و "الأرض البوار"
هل هكذا يكون ثأركِ لنفسكِ، مِنّي ؟!
أحقاً أقنعتِ نفسكِ أنّني صاحب جِنايةٍ وخيانةٍ أستحِقّ عليها تحوير حبّكِ الجارِف .. إلى سيلِ لعناتك الأسطوريّة
أنا لستُ صاحب السكين التي في خاصرتك
بل هي ذات السكين التي تتغلغل فينا سوياً
لا أستحق هذا مِنكِ .. تعلمينَ جيّداً أنّي أفضل مِمّا يوسوس بهِ لكِ خيالكِ المهزوم
لماذا لا تَلمسينَ حقيقةَ أنّني ضحيتُ بِنا لأجلكِ أنتِ، أولاً..
صحيح أنّني شكوتُ لكِ أعباء امتداد السلطة وتوسّع الرّقعة الجغرافيّة لحدود ملكي
وأنني لا أحب وليس مِن أصالتي كملكٍ مُحافِظ أن أجتَثّ مقاطعاتٍ مِن مُلكِ غيري
شكوتُ لكِ ذلك .. وتبرّمتُ مِن الترهّل الإداري "للكونفدرالية" الجديدة .. وأنّني تعبتُ حقّاً مِن إقتسام السّلطة
ما بين الحقيقة والمجاز، والواقع والمحال من الخيال رغم وقوعه بيننا !!!
أتعبني ذلك .. ولم أخفِهِ عنكِ
ووصلُ الأمرُ بكِ أنّكِ أيضاً لم تتحملي ذلك .. قبلي، ومِثلي، وربّما أكثر
كان تنازلي عن "المُلكِ" .. رحمةً بكِ .. وبي
ولذا .. وإزاء ذلك يا "فيلسوفة الغَبرة"، لا ينبغي لكِ أن تواصلي إستنزاف مشاعري ومشاعرك على سفوحِ الضياع
أنظري ..
كارثة ما بيننا أنّه كان بيننا .. ليسَ بينَ سِوانا !!
رجلٌ مَلَكَ ما تعلمين .. وإمرأةٌ ملكت ما تعلمين أيضاً
في كل حالات الإتِّحاد كانَ قوةً عُظمى.. ولكنه استحال بيننا إلى هشاشةٍ إتِّحاديّة
نحن أقوى مع غيرنا ..
أفصح لساناً .. وأنصعُ بياناً .. وأصوبُ رأياً !
نحن إذا إتّحدنا .. طاشَ عقلنا .. وفقدنا حصافتنا .. وخارَت قُوانا
لِهذا كان لا بُدّ مِن "فكِّ الإرتباط" .. حتّى نتمتّع بِ "حق تقرير المصير" .. و "حق العودة" للجذور !
سأمرّ كثيراً على "عَرَصاتِكِ" الّتي أدمنتِ عليها .. والتي لم يَطِب لي فيها المَقام
وأنتِ أيضاً .. تستطيعين –إن هاج بكِ الحنين- أن تخطفي نَظرةً عَجلى لِ "بيتي" !
لا يتِسع لنا بيتُ واحد .. ولا "زَنقةٌ" حتّى !!
وجميلٌ جِدّاً أن أراكِ تنهضين مِن جديد .. ولو على ضَعفٍ لا يعلمه سواي
لكن دعيهم يرونكِ ك"الأرزة" اللبنانيّة .. عاليةً شامِخةً، بِرغم المِلَل والنِّحِل والإنقسامات والحروب الداخلية ..
أنتِ حقّاً بيروتيّة المزاج !!
لكنني سأبقى حتّى النخاع -بإذن الله- واضحاً صادقاً..
وهذا ما يُميّز حُبّي لكِ، وللأشياء، ولأولاد الحارة
ولِذا ستموتين قبل أن يموتُ حبّكِ لي
أنا لا أريد أن ندخل في مزايدات .. بل مُناقصات على مِهراق ذبيحنا المُشتَرَك
ما بيننا ..
حقّاً .. ما بيننا ؟!
إن كان ما بيننا ذاكرة جسد فقد انتهى
إنتهى، كنقشٍ في حجرين!
وإن كان ذاكرة روح .. فالروح لا تفنى
وإن كانا كلاهما معاً .. فهو بسبعة أرواحٍ كما تعلمين !
ليسَ ينتهي ما بيننا بكبسةِ زر .. أو بِقرار أو بِ"شِبهِ قرار"
دعينا نُحوّل ألم الفراق إلى لذّة استحضار ..
ولنبقى حيث استطعنا أن نقف
لا تلومي شيئاً.. ولا تظلمي أحدنا
.. أيتها الملكة في طفولتك وفي برائتك وفي جمالك وعلو إحساسك
لا تزدري العرش الذي تربعتِ عليه..
فيكفي أنّهُ قد ضمّكِ كما لم تتخيلي!
أنا الذي لم تُفلِح أحلامكِ في صُنعِ عُشرَ حقيقتي التي قدمتُها بينَ يديكِ ناصِعةً كالشمس
جامِحةً كالريح .. وحالِمةً كفرحة أطفال العيد
وحيثُ أننا "تنحينا" إمتثالاً لإرادة البُسطاء فقد كُنّا "أبطالاً" !!
صدقيني ..
غيرنا ما كان يُفلح في مُلك الدنيا ثُمّ التنازل عنها لمصلحة "الشعب"
علينا أن نفهم أننا أجمل مِمّا نكتب ومما نقول ومما نشكو
هيّا ..
لِنَدَع كل هذا جانباً، والقي خلفكِ شهور "إمبراطوريّة" الورد الّتي بدأتِ تحولينها إلى أشواك، بغرورك وتعاليكِ المُصطنع الّذي في غيرِ مَحلّهِ ..معي أنا تحديداً
كنتُ أرقُّ مِن الحرير وطبع النسيم معكِ
كنتُ دائماً أحبّ فيك أن تكوني مزهوّةً بِنفسِك..
لكن لا تُمارسي هذا عليّ أنا، فلّديّ فائِضٌ مُتَضَخِّم مِنه وفيضٌ مِن غيضِكِ الّذي تلعبين بِهِ .. وتُلقينَ بِهِ للفراشات الّتي تدور حولك ..
لا تفعلي هذا بِنا .. فطروادة إحترقت، وما عاد يُجدي أن يَحسدُ ذليلاً على هوانِهِ صاغِرٌ بينه وبين ذاتِه !!
..أيّ لَعنةٍ تُصيبني وقَد تركتكِ "لله" !!!!
تُهدّديني وتُلقينَ في روعي، وتُقرِّرين بأنّ لعنةَ حُبّكِ ستطاردني ؟!
أهذا هو مفهومكِ الرّاقي ..!
هل تظنين أنّني سأتنكّرُ يوماً لقلبي الذي أحبكِ كما لم يُحب إمرأةً قَط
أم سأنكرُ أنني سيشيب في حبّكِ ما بقي من خصلات شعري الأسود الذي تهيمين بِهِ
أنسيتِ أنّني رَجلٌ لا يخجل مِن حُبِهِ .. ولا مِن ضَعفِهِ .. ولا مِن إشهار إفلاسه
تعلمين كم أكونُ جريئاً ولا مبالياً لحظة صِدقي، ويأسي ..
كل لحظاتي معكِ كانت أصدق مِن وجودكِ في هذه الدنيا !!
ولو كان الأمرُ تبادل طعنات ولعنات .. فها أنتِ تتجرعين أوّل قطرات" مفعولي "ولا أقول لعنتي .. فلستُ أحب اللعن ولا الطّعن
إنّما أهيم بالرحمةِ والوداعة والدِّفء .. يا مَن لم يسري فيك الدِّفءُ يوماً قبلي !
هل ترين أن حبّك تحوّل مِن "رحمةٍ" و "نَعيمِ" .. إلى "لَعنةِ سِحرٍ أسود" !
لماذا تفعلين هذا بنفسك .. لماذا تخدعينها وتوهمينها أنني أُضاهيء غيري ؟
كيفَ تقيسين الأزمنة والأمكنة وأثرها..
فرقٌ عريض بين أعوامٍ طويلةٍ من الرّكود والعبثيّة الهامشيّة، وبينَ سِتّة سنوات من الضياع والنوم في عسلٍ باردٍ راكِد، وبين بِضعة شُهور مِن سِفرِ التكوين، وممارسة الجموح، وإندلاع الورود، وتنفيذ العِشق، والتحليق في أرحب الفضاءات، كنتِ طليقةً معي..تملكين كلّ احساسٍ قرأتِ عنه يوماً مِن أباطِرة الحواس !
مُنذ أن ناديتِ بي مَلكاً عليكِ، وأنا أحاولُ أن أتملّص من هذا المُلك العقيم
كنتُ أقول لكِ بالحرف الواحِد : بل أنتِ حُرّةٌ، لا أريدكِ جاريةً عِندي
وأنتِ تُصرّين على ترسيخ الرِّق .. واسترقاقي لكِ .. وأنا أقول لكِ : بل أنتِ "مَلِكَة" !
لطالما أنكرتُ هذه المُلكيّة؛
لأنني لستُ دستورياً ولا شَرعيّاً
رغمَ أنّكِ تعلمين أنّني الملك الوحيد الذي فاضَ على الرُّبى عَدلاً .. وصِدقاً..وفهماً..ومُراعاةً.. وحَناناً
لماذا تفعلين هذا بنا .. وتقولين كذباً وزورا
كنتُ أعلمُ أنّكِ مريضة .. وحاولتُ أن أعالجكِ بِحبّي، لكنك تعشقينَ مرضكِ هذا
ثُمّ ها أنتِ تعيبين رجولةً فيّ استعصى فهمها عليكِ .. ما حنوتُ عليكِ إلاّ كما احنو على بُنيّتي الصغيرة، لكنّكِ إمرأة تتجاهلين الحقائِق..
وتوهمين نفسكِ بأنّي تجبّرتُ و "تمسكنتُ حتّى تمكّنت" ومِن ثَمّ فاضت منّي رائحة الرجولة العتيقة التي تكرهين !
تعلمين زورَ قولكِ .. أنا لستُ كما توهمين نفسكِ لتُعزيها بأنّ خسارتي "مكسب" !
واللهِ إنّي حتّى هذه اللحظة لا يطيبُ لي أن أجرح فيكِ شعوراً أو صَفعكِ على "قفاكِ"
وكنتُ أقول لنفسي : دعها تهرفُ بِما تشاء، ففقدك ليسَ كأي فقدٍ لديها !
لكنني -والله- الذي فطرني وجعلني صاحب فضلٍ على احبتي دوماً .. أنني ما أقول ما أقول الآن إلا لتستيقظي مِن خيالك المكروب ولأنصفَ نفسي منكِ إليكِ!
لا أريدُ بعد ذا أن أكون ملِكاً على مصحّة أمراضٍ نفسيّة
بل أنا راجعٌ لمملكتي الّتي هي بحجم قبضةِ يدي
وحيداً ..منبوذاً مِن عقلي .. مُطارَدٌ بخياناتِ مبادئي
أقولها لكِ، أيّتها الملكة المطرودة من مملكتي .."وأقولها مُشفِقاً على حنيني"
لديكِ ما بقي من العُمر توزعينه على تناسي وتجاهل بِضعة شهورٍ فقط !
ولديكِ "سبعة مَوتات" قبل أن تموتي ..
رَحمةُ اللهِ عليكِ ..
والسلام
المفضلات