كلما خوى نجمٌ طلع نجمٌ بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
ليس ثمة شك بأن آل هاشم محلُهم من العرب محل القطب من الرّحى ينحدر عنهم السيل ولا يرقى إليهم الطير ، فلقد أقاموا العرب على سَنن الحق في جواد المضلًة ،في الوقت الذي كان العربُ يلتقون ولا دليل ويحتفرون ولا يميهون،فجاء بنو هاشم لينطقوا للعرب العجماء ذات البيان ، واصطفى من آل هاشم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ،فكان مستقره خير مستقر ومنبته اشرف منبت في معادن الكرامة ومماهد السلامة ،فصُرفت نحوهُ أفئدة الأبرار وثُنيت إليه أزمّة الأبصار ثم جعل من محمد عليه الصلاة والسلام عترته وآل بيته ،فقادوا الناس حتى بوؤوهم محلّتهم وبلغوهم منجاتهم ،فاستقامت قناتهم واطمأنت صفاتهم ،فكم فقؤا عين الفتنة بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبُها وكم بقروا الباطل حتى أخرجوا الحق من خاصرته ،وإنهم –وأيمُ الله- لأولى الناس بالناس ، كيف لا ؟ وهم شجرة النبوة وأهل البيت وعترة النبي ومحط الرسالة ومعادن العلم وينابيع المعرفة وضياء الأمر.
وإن من حسن طالع هذا البلد ( أردن الكرامة والعز والشهامة ) أن قيض الله له من يواصل حمل الراية -اللواء المعقود على الحق والعز والإباء والشمم – بكل أمانة وإخلاص وشجاعة وإقدام من الهاشميين البررة الذين كانوا وما زالوا على العهد والميثاق صمودا وثباتا ، معتصمين بعرى القيم النبيلة والمباديء العظيمة التي جاء بها جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ،فما لانت لهم قناة وما انحنت لهم جباه إلا للمولى عز وجل.
ولقد عهدناهم على أريكة إمرتهم لنا شمُّ الأنوف حماة الذمار وذادة الحمى ،وهم للعلم عيش ، وللجهل موت ، وحلمهم منبعث من علمهم وصمتهم منبجس من حكم منطقهم ، ولذا صادفوا الأرواح قبل الأجسام وأجابتهم القلوب قبل الألسنة وها نحن الان في عهد نجم من نجومهم وفارس من فرسانهم في عهد صاحب الجلالة الهاشمية عميد آل البيت وشيخ الحمى الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أيده الله ورعاه وجعل النصر في ركابه على المدى .
ولقد ضربت أنف أمر هذه الأمة وعينه وقلبت ظهره وبطنه ، فرأيت الأعلام قائمة والآيات واضحة والمنار منصوبة ؛ فأين يتاه بهم وأين يعمهون وبينهم عترة نبيهم وهم عين الحق وألسنة الصدق .
إيه بني قحطان أنزلوا بني هاشم بأحسن منازل القران وردوهم ورود الهيم العطاش يستقم انحناء ظهركم ويذهب ارتعاد فرائصكم وإلا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار الى دليل .
ألا إن مثل آل محمد صلى الله عليه وسلم كمثل نجوم السماء ،إذا خوى نجم طلع نجم .
بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
Hayaj64@gmail.com
المفضلات