في حديقة فسيحة .. وسط ورود من شتى الألوان..
جلست وسط هذه الحديقة.. اتأمل كل وردة فيها..
هنا ورود حمراء.. وهناك ورود بيضاء.. وعلى بعد بضع خطوات هناك ورود صفراء..
ورود عديدة.. لكن وردة واحدة فقط هي التي شدت نظري اليها.. وردة ذابلة تتوسط هذه الباقة من الورود..
هذه الوردة انتزعها الزمن من قلبي..
كانت مغروسة في قلبي.. هي الشاهد الوحيد على حب عشته.. حب مات وانتهى..
هي التي حملت مشاعري واحتظنتها بين بتلاتها..
كانت كالمنديل الذي اجفف به دموعي..
دموع الحزن والألم من الفراق.. دموع تلونت بلون الدم لعمق الجرح الذي تركه هذا الحب في قلبي..
نزلت هذه الدموع من عيني.. دموع حمراء من شدة الحزن.. نزلت على هذه الوردة .. فاعطتها اللون الاحمر..
هي وردة.. رائحتها الحب والاخلاص..
رحيقها .. الوفاء والصدق..
تحط عليها فراشات الصداقة الأبدية..
لكن للاسف انا قتلت هذه الوردة..
نعم لقد قتلتها.. لقد رميت عليها كل دموعي وأحزاني..
قتلت رائحتها العبقة..
أبعدت الفراشات الذهبية عنها..
كم كنت أنانية!!!
لم أفكر في هذه الوردة..
حزني اعماني عن التفكير فيها..
لونتها بلون الدم الممتزج مع دموعي..
تركتها ذابلة .. وسط باقة من الورود المتفتحة..
تركتها تموت.. ماتت وردتي.. اختفت رائحتها.. نفد رحيقها..
لابد ان أعيد وردتي الى سابق عهدها..
لابد أن أرجع لها رحيقها ورائحتها..
لابد أن أنسى حبي القديم من اجل وردتي..
من الان فصاعدا.. لابد ان أعيش الواقع..
لابد ان أغوص في بحر اليوم..
ليس من أجل شئ.. بل من أجل وردتي الذابلة..
المفضلات