احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: رمضان الأردن.. ذاكرة شعبية تقاوم الانقراض

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2009
    المشاركات
    1,356
    معدل تقييم المستوى
    17

    Cool رمضان الأردن.. ذاكرة شعبية تقاوم الانقراض

    بسم الله الرحمن الرحيم





    لشهر رمضان ثقافة خاصة وواجهة يمتاز بها في عدد من البلدان العربية وللشهر الفضيل أصالة في كثير من البلدان العربية، غير أن لرمضان في الأردن نكهة خاصة ووجها ثقافيا مختلفا يبتعد عن الأصالة حينا، ويغرق في التفاصيل حينا آخر فما ملامح هذا الشهر الفضيل في العاصمة الأردنية عمان وبعض المدن الأردنية الأخرى؟، وهل يختصر رمضان في الأردن بالمسحراتي الذي لم يعد موجودا وفوانيس رمضان التي استعيض عنها بأحدث أساليب الإنارة وموائد الرحمن التي صارت "برستيجا" اجتماعيا لدى البعض؟.
    ما الشيء الذي تغير في رمضان اليوم؟ وكيف كان الأهل والأجداد يقضون ساعاته ولياليه من غير فضائيات ولا فوازير؟.

    الحاضر والماضي

    "لو كنت رمضان لما مررت على عمان!!" بهذه الكلمات يعبر أحد المثقفين الأردنيين عن رؤيته لملامح الشهر الكريم في العاصمة الأردنية وعموم المناطق الأردنية، ويقول الكاتب والصحفي موفق محادين: إنها تغتال هذا الشهر وتحوله إلى طعام فقط، لا طقوس لشهر يحتاج إلى قلب، حتى الشوارع تصبح متوحشة عصبية تنوء بسيارات يتسابق أصحابها نحو الشراء والشراء فقط.
    أما في المساء فنشاهد خيما تسمى رمضانية هي في حقيقتها لتناول النارجيلة والسهر حتى الصباح، الإحساس هو الذي يعطي معنى لهذا الشهر، ولكنه في عمان لم يتعدَ مظهر الواجب الذي لا يرافقه ذلك الدفق الروحي، ولكن هل كانت عمان هكذا قبل عقود؟.. وإن كانت الإجابة بلا فما الذي أوصلها إلى هذه الحال؟.

    رمضان.. وسط البلد

    عقارات.. سيارات.. نارجيلة و"هرايس" وفقر.. وكل ذلك تكوّن بفعل طفرات اجتماعية واقتصادية أفقدت المجتمع توازنه، وأفرزت ظواهر عديدة أبرزها ذلك الاندفاع المحموم نحو بناء العمارات المرتفعة والمجمعات التجارية، بالتزامن مع تزايد معدلات الفقر والبطالة وشيوع النمط الاستهلاكي في الثقافة والفن، فالمدينة شهدت هجرات داخلية وخارجية عديدة وبعضها كان يثقل كاهلها بصورة أوقفت نموها الطبيعي والحضاري بالشكل الصحيح، وأمام ذلك كله يظهر السؤال ملحا: إذ كيف يمكن لمدينة تنوء تحت مأزق الهوية أن تشكل نمطا ثقافيا مميزا يصبغ حياة سكانها في كل زمان وليس في شهر رمضان فقط؟.
    ومع ذلك كله نستطيع أن نلتقط بعضا من مظاهر احتفاء مختلف بالشهر الكريم في أماكن محدودة من عمان وبشكل أكثر تحديدا في وسط البلد، وهو المكان الذي ما زال يحوي بين جنباته المسجد الحسيني الكبير –أكبر مساجد عمان- وعددا من الأسواق المميزة مثل سوق البخارية نسبة إلى التجار القادمين من بخارى وسوق اليمانية نسبة إلى تجار اليمن، إضافة إلى سوق العطارين، وهذه الأسواق تشهد حركة وإقبالا في رمضان، ولكنها تكون مميزة في الليل بعد ساعات الإفطار ولقربها من المسجد.
    ولعل استعراضا لأسماء الأسواق المحدثة في العاصمة يدل بصورة كبيرة على النسق الثقافي الذي وصلت إليه، لنجد سوقا في وسط العاصمة تحمل اسم سوق الحرامية لأن الكثير من القطع المسروقة تباع فيها، ولا تتوقف حركة بيع المسروقات خلال الشهر الفضيل، وهناك أيضا سوق الجورة، وهي سوق شعبية يباع فيها كل ما يخطر ولا يخطر على بال فإضافة إلى الملابس والأدوات الكهربائية تباع أيضا أقراص مدمجة ممنوعة، وينشط فيها باعة المخدرات والممنوعات، ويروج التجار لبضائعهم بعبارات ملغزة لا يفهمها إلا أبناء "الكار" نفسه.
    وتواكب هذه الأسواق وتسير على منوالها سوق الملابس المستعملة "البالة"، وهي السوق التي تشهد إقبالا كبيرا في العشر الأواخر من رمضان، حيث تتعالى أصوات الباعة والمنادين: "اللي ما له باله.. ما له عيد".

    أكلات رمضان

    الحلوى الأردنية من مظاهر الشهر الفضيل
    ولرمضان عند سكان الأردن عموما "أكلات" مشهورة، ولكن "القطايف" تحديدا هي الحلوى التي توجد بشكل يومي ودائم على مائدة الجميع، وفي وسط البلد يصعد الناس يوميا درجا صغيرا يؤدي إلى أقدم وأشهر محل لبيع القطايف في عمان وهو محل يعود إنشاؤه إلى ستينيات القرن الماضي، ولعل الجانب المتعلق بالطعام يجعل الأسر تشعر بالإرهاق المادي خاصة مع شيوع الدعوات إلى موائد الإفطار، في إطار واجب اجتماعي لا تلغيه الظروف الاقتصادية الصعبة لبعض الأسر..
    وعلى موائد الرحمن التي تنظمها وزارة الأوقاف، إضافة إلى عدد من الجمعيات والمحسنين يجتمع عدد كبير من الناس ليس جميعهم من الفقراء، وقد أصبحت هذه الموائد تقليدا تشهده عمان طوال أيام الشهر الفضيل.
    وفي تقليد لما يحدث في القاهرة ودمشق يحاول بعض سكان عمان أن يحدثوا طقوسا تستقبل الشهر الزائر بالترحاب، حيث بدأت في السنوات الأخيرة تنتشر ظاهرة فوانيس رمضان التي يقبل على شرائها الأطفال، إضافة إلى أنشطة ثقافية لبعض المنتديات.. ولكنها بقيت في المجمل أقل من أن توصف بأنها ملمح ثقافي عام يتعدى إطلاق الألعاب النارية التي تطلق في سماء المدينة بمناسبة الأعراس ونتائج الثانوية العامة والمناسبات الوطنية الصغيرة والكبيرة.

    مدافع القدس وبدء رمضان

    مخزون كبير من الذاكرة الرمضانية لدى كبار السن والكهول حول رمضان في الأردن حيث إن أهل مدينة السلط على سبيل المثال كانوا يعلمون بقدوم الشهر الفضيل من مدافع مدينة القدس قبيل النكسة.
    بينما أصبح لهذه المدينة الواعدة -التي ينحدر أغلب سكانها من أصول شامية أو نابلسية- مدفعها الخاص عام 1970 وفي تلك الأوقات أي قبل نحو 50 عاما كان المسحراتي شاهدا أساسيا على شهر رمضان وعاملا مهما في الحياة الرمضانية الأردنية.
    وللمسحراتي في الأردن شكل آخر فهو رجل من أفاضل الناس في حيه أو مدينته يقوم بهذا العمل بدافع شخصي، وبشكل تطوعي يحمل كل ليلة طبلته المصنوعة من الفخار وجِلْد الغنم يسير فجرا بين الأزقة والحواري ويردد بعض الأطفال من خلفه:
    لا إله إلا الله..
    اصحى يا نايم.. وحد الدايم..
    وفي الأيام الأخيرة لرمضان يردد المسحراتي بعض الأهازيج الخاصة بتوديع الشهر الكريم:
    الوداع الوداع يا رمضان..
    يا شهر الصيام عليك السلام..
    رمضان كريم أبو الخيرات..
    رمضان كريم أبو الطاعات..
    عليك السلام يا شهر الصيام..
    ولوداع رمضان طقوس خاصة في الأردن قديما أيضا فمع انقضاء النصف الأول من شهر رمضان أو ثلثيه يبدأ المؤذنون في المساجد بما يسمى بـ"التوحيش" وهو نداء يقول فيه المؤذن:
    لا أوحش الله منك يا رمضان..
    لا أوحش الله منك يا شهر الخير..
    لا أوحش الله منك يا شهر التسابيح..
    لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح..

    عادات انقرضت

    مثلما كان إفطار الأردنيين قديما بضع لقيمات من التمر والبندورة والرشوف أو العدس كان سحورهم متواضعا أيضا، لكن لم يعد أحد يسمع بـ"اللزاقيات" و"المطابق"، وهي أكلات شعبية بسيطة وغير مكلفة مثلما كانت أدوات إعداد الطعام والحلويات قديما أيضا بسيطة وغير مكلفة فهي ليست إلا مغارف خشبية وطناجر من نحاس.
    وكانت العلاقات الاجتماعية الوطيدة أهم ما يميز رمضان في الأردن.. كان الأردنيون يستيقظون باكرا ويبدءون نهارهم الرمضاني مبكرا وينهونه قبل الأذان بقليل، وكثيرة هي العادات المحببة التي ارتبطت بالشهر الفضيل، مثل الصلاة في المسجد قبل الإفطار والإفطار الجماعي لأهل القرية، كانت كل عائلة تحضر طبقا أو نوعا من الطعام، ويفطر الجميع على مائدة واحدة مستمتعين بأصناف الطعام والحديث والسمر.
    ويذكر كهول الأردنيين أن أغلب أشهر رمضان كانت تأتي صيفا مما يضاعف الجوع والعطش، ويسرد بعضهم مشاعرهم ليلة تحري هلال رمضان والاستعداد لبدء رمضان بالدعاء وقراءة القرآن وتعليق القناديل والفوانيس المضاءة وسط البيوت الطينية القديمة.
    "الشعبانية" عادة رمضانية أخرى انقرضت، ولم يعد لها وجود، حيث كان يقيمها الأردنيون الرجال لأخواتهم وخالاتهم أرحامهم خلال شهر شعبان.
    ويذكر بعض الأردنيين أن الرجال وحدهم فقط في بعض المناطق كانوا يجلسون إلى مائدة الإفطار، وتنتظر النساء لحين انتهائهم من تناول الطعام، وكانت النساء ينشغلن بإعداد "الرشوف" وهو عدس وجريشة ولبن مخلوط بخبز "شراك" أو إعداد الفويرة وهي مكونة من اللبن الجميد والبندورة مع البصل والسمن البلدي، وظل المنسف العربي حتى يومنا هذا سيد الموائد الرمضانية.
    أما إبريق الشاي المعد على شعلة "البابور" أو النار الموقدة من خلال الحطب فكانت حلوى رمضان في ذلك الوقت، وفي بعض الأحيان كانت القطايف المحشوة الحلوى الرئيسية.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Oct 2007
    الدولة
    بقلـــب ابي وامي
    المشاركات
    14,701
    معدل تقييم المستوى
    32
    مشكووورة اختي ع المعلومات الحلوة عن رمضان و اجواءه بالاردن
    بارك الله فيكي اختي

  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    الف شكر للمعلومات
    يعطيك العافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    اشكرك على طرحك للمعلومات القيمه

    كل الامانى الطيبه

    ودى

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Apr 2009
    الدولة
    عرين الاردن
    المشاركات
    20,622
    معدل تقييم المستوى
    21474872
    بارك الله فيكي اختي

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Feb 2009
    المشاركات
    6,527
    معدل تقييم المستوى
    266220

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Mar 2008
    الدولة
    ღ.. House.. ღ
    العمر
    31
    المشاركات
    3,324
    معدل تقييم المستوى
    20
    يسلموو ع المعلووومات المفيد والموضووع الحلو

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Jun 2007
    المشاركات
    2,056
    معدل تقييم المستوى
    2260286
    بارك الله فيكي اختي

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2009
    الدولة
    في بلدي المحبوب
    المشاركات
    1,914
    معدل تقييم المستوى
    2147502
    بارك الله فيك ونفع الله بكي اخية

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669


    بارك الله فيك ,,وجعل ماسطرته يمناك
    في ميزان حسناتك يوم القيامه
    ولاحرمك الاجر والمثوبه ,,



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كيف نحمي الحيوانات من الانقراض , وسائل حماية الحيوانات من الانقراض
    بواسطة ريحانة الوادي في المنتدى صور الحيوانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2017, 10:50 AM
  2. رمضان فى ذاكرة التاريخ
    بواسطة amal ahmad في المنتدى منتدى شهر رمضان المبارك
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 29-07-2010, 01:11 PM
  3. ذاكرة الرحيل من القوقاز الى حمى الأردن
    بواسطة محمد الحويطات في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-01-2010, 04:35 PM
  4. قافلة شعبية مصرية لكسر الحصار على غزة في 10 من رمضان القادم
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-08-2008, 01:01 PM
  5. من ذاكرة رمضان
    بواسطة alone في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-08-2008, 03:37 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك