﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]
فحسب مكَّة أنَّ من رَحِمِها خلق الله الأرض ومنها دُحيت[2]، وكعبتها المشرَّفة التي تقع في وسط العالم هي سُرَّة الأرْض ومركزُها، هذا يعني: أنَّ مكَّة هي أُمُّ الدُّنيا بحواضرها ومدنها وقراها وكل معمور منها، والعاصمة العالميَّة للأرض، وهي بالتَّالي أم الثقافات الإنسانية جميعًا، هي بَحرها ومحيطها، ضحى شمسها وقمر ليلها، نجوم سمائها وأبجديَّة أرضها، والثَّقافة بكلِّ ما تَعنِيه الكلمة من إرثٍ حضاري تراثي معنوي ومادي بدَأت خُطاها الأولى من مكَّة، وآية ذلك كلِّه ما تشهد به المأثورات التاريخيَّة القديمة القائلة بأنَّ أبانا آدم - عليه السلام - يومَ هبط الأرض خارجًا من الجنَّة، تملَّكه خوفٌ شديد، فرَفَع بصرَه إلى السَّماء وتوسَّل إلى ربِّه قائلاً: ربِّ ما لي لا أسمع صوت الملائكة ولا أحسُّ بهم؟! فكان الجواب: "إنَّها خطيئتُك يا آدم... اذهب وابنِ لي بيتًا، وطُفْ به، واذكرني حولَه، فطَفِق يبحَث عن مكانٍ يَبنِي فيه الذي أمَرَه ربُّه أن يبنيه، فانتَهَى به المطاف إلى وادي مكَّة، وبنى البيت العتيق، الذي أصبَحَ منذ ذلك الزَّمن وإلى يومنا هذا وحتَّى يرث الله الأرض وما عليها، مكانًا مباركًا يحجُّ إليه النَّاس من كلِّ فجٍّ عميق؛ طلبًا للرَّحمة والغفران.
أوَّلاً - مكَّة المكرمة:
1/1 - الجذور التَّاريخيَّة - قداسة المكان والزَّمان:
تذهَب الرِّوايات التي تتحدَّث عن الجذور التاريخيَّة لمكَّة إلى أبعد من ذلك؛ فتذكر أنَّ الملائكة هم الذين بنَوْا بيت الله في هذا الموقع (مركز الأرض)؛ لتكون مَزارًا ومَطافًا لهم فيه، لا جرم أنَّ مكَّة المكرَّمة تعدُّ واحدة من أعظم وأكثر مدن الأرض وعواصمها مكانةً وشهرة، ولم تَحْظَ أيُّ مدينةٍ في العالم بِمثل ما حَظِيَتْ به مكَّة من تكريم، ويَكفِيها أنَّ الله بارَكَها وجعَلَها أوَّل مكانٍ يُعبَد فيه من أبي البشَر آدم - عليه السلام - من ثَمَّ آثَرَها - جلَّ وعلا - على غيرها من بِقاع العالم طهرًا وقدسية، وجعَلَها بعد حينٍ من الدَّهر، قبلةً للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بعد أنْ أوحى الله لسيِّدنا إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - أن يُقِيمَا بِناءَ البيت مرَّة ثانية؛ ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96].
مهْما اختَلَف المؤرِّخون والرُّواة وأهل العلم والدين حولَ تاريخ ظهور مكَّة إلى الوجود، يَبقَى هناك اتِّفاق بينهم على أنَّ مكَّة المكرَّمة ليست عريقةً في القِدَم فحسب، بل من أقْدم مدن المعمورة - ما كان معلومًا منها ومجهولاً - وأنَّ البيت الحرام الَّذي يعدُّ اليوم واحدًا من أعظم المساجد وأكبر دُورِ العبادة على وجه الأرض - هو أوَّل بيت وُضِع لأهْل الأرض ليَعبُدوا الله - عزَّ وجلَّ - فيه، وليهتَدُوا بفضله إلى صراط الحقِّ، الصراط المستقيم، وأنَّ واضِعَ حجر الأساس لمدينة مكَّة الصغرى هو النَّبي إبراهيم - عليه السلام - لتُصبِح مدينةً مأهولة في عهد قُصَي[3] بن كلاب[4] بن مرَّة بن كعْب[5] بن لؤيّ، وفي عهد قُصَيٍّ شهدت مكَّة تَوسِعة كبيرة، وعُنِي بتنظيمها خيرَ عناية، حتَّى أضحت في زمانه مدينةً عامرة مستطيلة المساحة ذات شعاب واسعة.
2/1 - مكة: موقعًا:
تقع مكَّة المكرَّمة في الجانب الغربي من جزيرة العرب، في بطن وادٍ ضيِّق طويل، من أودِيَة جبال السَّراة، غير ذي زرْع، يسمِّيه المكيُّون وادي إبراهيم، وعمرانها بيوتها منتشرة على امتِداد هذا الوادي على شكل هلالٍ يَمِيل إلى الاستِطالة - حيث يتَّجِه جانباه نحو سفوح جبل قعيقعان غربًا، وجبل أبو قبيس شرقًا، ومن محلَّة المعابدة طولاً إلى محلَّة المسفلة جنوبًا - تُحِيط به الجبال والتلال الجرداء والصخور الصلبة من كلِّ جانب؛ لتشكِّل حول مكَّة وكعبتها دائرة، ومن أضخم جبال مكة وأعظمها أبو قبيس، ويقع إلى الجهة الشَّرقيَّة منها، ويطلُّ على المسجد الحرام، ومن جبالها المعروفة قعيقعان، وفاضح، والمحصب، وثور، والحجون، وحراء، وتفاحة، والفلق.
وكانت المناطق المنخفضة نسبيًّا من ساحة مكَّة تسمَّى البطحاء، وكلُّ ما نزَل عن الحرم المكي يسمُّونه "المسفلة"، وما ارتَفَع عنه يسمُّونه "المعلاة"، ومكَّة تقع عند خط تقاطع درجتي العرض 21/28 شمالاً، والطول 37/54 شرقًا، وترتَفِع عن سطح البحر بنحو 280مترًا، هذا يعني أنَّها تقع ضمن سهل تهامة السَّاحلي الذي يمتدُّ على طول ساحل البحر الأحْمر من أقصى شماله عند خليج العقبة إلى نهايته الجنوبيَّة عند باب المندب، أضِف إلى ذلك أنَّها تمثِّل نقطةَ التِقاء بين تهامة وجبال السروات[6].
3/1 - مكَّة: مناخًا:
أمَّا مناخ مكَّة وجَوُّها فهو حارٌّ جافٌّ، تَتفاوَت حرارته بين 18 درجة في شهور الشِّتاء وبين 30 درجة إلى ما يَزيد على 40 درجة في شهور الصيف، حيث ترتَفِع الحرارة فيها ارتِفاعًا شديدًا، وتكون دافئة في الشتاء؛ لوقوعها ضمنَ المنطقة المداريَّة الشماليَّة، ولتأثيرات مناخ البحر المتوسط والمناخ الموْسمي الانتِقالي وتأثير البحر الأحمر على مناخها نسبيًّا، رياحها في الشتاء شماليَّة غربيَّة وفي الصيف شماليَّة شرقيَّة جافَّة، ولموقع مكَّة في وادٍ غير ذي زرعٍ لجأ أهلُها إلى الاعتِماد على غيرهم في حياتهم المعيشيَّة وفي أقواتهم، الطَّائف والسَّراة بخاصَّة[7].
4/1 - مكة: أسماءً:
عُرفت مكة - وللدَّلالة على شرف مسمَّاها وسموِّ مكانتها - بأسماء كثيرة، فمِن أسمائها التي ورَدتْ في القرآن الكريم "مكَّة" و"بكَّة"، و"البلد الأمين"، ومِن أشهر أسمائِها "أم القرى"، ولها أسماء أخرى منها "أم رحم"، و"الحاطمة"؛ لأنَّها تحطم مَن استَخَفَّ بها، و"البيت العتيق"؛ لأنَّه عتق من الجبابرة، و"الرَّأس"؛ لأنَّها مثل رأس الإنسان، و"الحرَم الأمين"، و"القرية"، و"الوادي"، و"البلدة"، و"البلد"، و"معاد"، و"صلاح"، و"العرش"، و"القادس"؛ لأنَّها تقدس من الذنوب؛ أي: تُطهِّر، و"المقدسة"، و"الناسة" و"الباسة" بالباء الموحَّدة لأنَّها تبسُّ؛ أي: تحطم الملحِدين.
ويُروَى أنَّها سميت مكَّة لقلَّة مائها، من قول العرب: "امتَكَّ الفصيل ما في ضرع أمِّه"؛ أي: امتصَّه مصًّا شديدًا، وقيل أيضًا: لأنَّها تمكُّ الذنوب؛ أي: تذهب بها، وقيل: سميت مكَّة لأنَّها تمكُّ الظَّالم (الجبَّار) فيها؛ أي: تنقصه وتُهلِكُهُ، وقيل: إنَّما سُمِّيت "بكَّة" لأنَّ الأَقدام تَبُكُّ بعضها بعضًا، كذلك لأنَّها تَبُكُّ - أي: تَدُقُّ - عنق الفاجر ورقاب الجبابرة الذين يبغون فيها، وفي اللسان العربي: "مكَّة" هي "بكَّة"، والميم بدلٌ من الباء مثل: "ضربة لازم" و"ضربة لازب"، ورُوِي أنَّ بكَّة موضع البيت، ومكَّة هي الحرم كلّه، وقيل أيضًا: إنَّ بكَّة الكعبة والمسجد، ومكَّة هي ذو طوِيِّ، "الطَّوِيُّ" وهو البئر المطويَّة بالحجارة، (بطن الوادي) بأعلى مكة، وفيه قيل:
إِنَّ الطَّوِيَّ إِذَا ذَكَرْتُمْ مَاءَهَا
صَوْبُ السَّحَابِ عُذُوبَةً وَصَفَاءَ
وهناك قول: إنَّ العمالقة عندما سكنوا مكَّة أطلَقُوا عليها اسم "بكا" "بكَّة" وهي كلِمةٌ بابليَّة معناها البيت، وسمَّاها الله - كما تقدَّم - بـ"أمِّ القرى"، فقال: ﴿ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الأنعام: 92]، وسمَّاها - تعالى - "البلد الأمين" في قولِه - جلَّ وعلا - : ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ [التين: 1 - 3]، وقال - عزَّ مِن قائل - : ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1 - 2]، وقال - عزَّ وجلَّ - : ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29]، وقال - تعالى - : ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97]، وقوله - تعالى - على لسان إبراهيم - عليه السلام - : ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال - تعالى - أيضًا على لسان إبراهيم - عليه السلام - : ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم: 37]، ولعلَّ اسم "مكَّة" كان يُعرَف باسم "مكرب"؛ أي: مقدَّس، ثم تحوَّل الاسم إلى مكَّة[8].
5/1 - مكة: اقتصادًا وثروات:
لا ريب أنَّ العرب حتى في جاهليَّتهم، كانوا يرَوْن مكَّة - منذ نشأتها - بقعةً مقدَّسة، يشدُّون إليها الرِّحال من كلِّ أرجاء جزيرة العرب، كما أنَّ وادي مكَّة احتَفَظ بمكانته الحيويَّة كمحطَّة مهمَّة لمرور قَوافِلهم التجاريَّة - بين اليمن وبلاد الشَّام خاصَّة - وسوق رئيسة لهم لوقوعه وسط الطريق بين شمال الجزيرة العربيَّة وجنوبها من ناحية، فضلاً عن غِناه بعيون الماء الوفيرة الَّتي تحتاج إليها القوافل التجاريَّة في حلها وترْحالها بين اليمن جنوبًا والشام شمالاً من ناحِيَة أخرى، ومن المعروف أنَّ قريشًا احتَكرَتْ منذ نهاية القرن السَّادس الميلادي، تجارة الهند بفضْل جهود زعيمِها هاشم بن عبدمناف[9]، جَدِّ عبدِالله والد النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الَّذي يُعَدُّ أوَّل مَن سَنَّ رحلة قريش، (الإيلاف)[10] رحلة الشتاء إلى اليمن (والحبشة والعراق) ورحلة الصَّيف إلى الشَّام، ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4].
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُحَوِّلُ رَحْلَهُ
هَلاَّ نَزَلْتَ بِآلِ عَبْدِ مَنَافِ
الآخِذُونَ العَهْدَ مِنْ آفَاقِهَا
وَالرَّاحِلُونَ لِرِحْلَةِ الإِيلاَفِ
لا ريب أنَّ مكة أدَّتْ - قبل الإسلام - دورَ الوسيط الناجح والمُحايِد بين عالمين، فموقعها الجغرافي من ناحية، وحفاظها على حياديَّتها من ناحيةٍ أخرى - حقَّق لها مكانةً عظيمة في هذا الميدان الاقتصادي، ويَكفِي دليلاً على ذلك أنَّ الإمبراطوريَّة الرومانيَّة الشرقيَّة (بيزنطة) استَعانت بتجَّار مكَّة الكِبار من القرشيِّين، كوسطاء أُمَناء للتجارة، بنقْل مُنتَجات الهند والصين إلى أسواقها - كما تقدَّم - أنَّ القرشيِّين عقَدُوا المعاهدات التجاريَّة مع أُمَراء العرب في الجزيرة العربيَّة؛ مثل: شيوخ قيس، وأقيال[11] اليمَن، وأمراء اليمامة، وملوك غسَّان والحيرة، هذا فضلاً عن الأتاوى التي كانت تَفْرِضُها قريش على التجَّار الأجانب، وعلى العرب الَّذين لا يرتَبِطون معها بحلفٍ، من أهمِّ هذه الضَّرائب ضريبة العشور، وفي الوقْت الَّذي كان يقوم فيه تجَّار بلاد الشَّام يحملون معهم إلى مكَّة القمح والزُّيوت والخمور ومصنوعاتهم المتنوِّعة، كان لِمُتْرفِيهم مجالس للسَّمر ينصبون لها الأرائِك، ويمدُّون فيها الموائد، ويَتَفكَّهون بما طاب من ثِمارهم ويتلذَّذون بفَواكِه الطَّائف الطَّازجة أو مجفَّفات الشَّام وفلسطين المستوردة لمتاجرهم، ويعرفون طعام الفالوذج (حلوى فاخرة تُخلَط مع العسل) نقلاً عن الأمم المجاورة[12]، كان تجَّار الجنوب يَحمِلون معهم حاصِلات الهند: من ذهَب، وأحجار كريمة، وعاج وخشب الصندل، والتوابل، والمنسوجات الحريريَّة والقطنيَّة والكتانيَّة، والأرجوان والزعفران والأواني الفضيَّة والنُّحاسيَّة، هذا إلى جانب ما كانوا يَحمِلونه معهم من منتجات إفريقيا الشَّرقيَّة واليمن؛ كالعطور والأطياب، وخشب الأبنوس، وريش النعام، واللبان والأحجار الكريمة، والجلود[13].
وقد وَشَتْ هزيمة القرشيِّين في بدرٍ بأثْرِيائها المتْخمين بالثَّراء، بدَفعِهم مبالغ كبيرة فديةً لأسْراهم في بدر، وقد عُرِفَتْ أسرة بني مخزوم[14] من الأسرات المكيَّة المشهورة بالثَّراء الفاحِش، ولعلَّ الوليد بن المغيرة[15] (ت 1هـ/ 622م) كان أثْرى شخصيَّات هذه الأسرة.
وكان لتجَّار مكَّة في الوقت نفسه تجارةٌ رابحة مع الحبشة والصومال، تتمُّ بواسطة طريقٍ بحري، حيث كان لمكَّة ميناء على البحر الأحمر يُعرَف بميناء الشعيبة، أمَّا العملة الَّتي عرفَتْها مكَّة والحجاز عمومًا فكانت الدِينار والدِرْهم[16].
ولعلَّ من أهمِّ الصِّناعات التي اشتَغَل بها أهل مكَّة صناعة الأسلحة من سيوف ودروع ورماح ونبال وسكاكين، كذلك صناعة الفخار من أباريق وصحاف وقدور، فضلاً عن صناعة الأَسِرَّة والأرائك، ولصِلات أهل مكَّة التجاريَّة بالشُّعوب والقبائل والأُمَم القريبة والبعيدة، ازدادوا فهمًا بأهميَّة التجارة البينيَّة والدوليَّة مع تأثُّرهم واقتِباسهم للمَظاهِر الحضاريَّة، من اجتماعيَّة وثقافيَّة التي عرَفُوها من الرُّوم والفرس[17].
يتبع
المفضلات