بسم الله الرحمن الرحيم
س33: هل تفسير استواء الله –عز وجل- على عرشه بأنه علوه – تعالى- على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح؟
الجواب: تفسير استواء الله –تعالى- على عرشه بأنه علوه –تعالى- على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح . قال ابن جرير إمام المفسرين في تفسيره ((من معاني الاستواء: العلو والارتفاع كقول القائل: (استوى فلان على سريره يعني علوه عليه)) . وقال في تفسير قوله –تعالى- (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) . ((يقول جل ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا)) .أ.هـ. ولم ينقل عن السلف ما يخالفه .
ووجهه: أن الاستواء في اللغة يستعمل على وجوه:
الأول: أن يكون مطلقاً غير مقيد فيكون معناه الكمال كقوله –تعالى-: )وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى)(القصص: من الآية14) .
الثاني: أن يكون مقروناً بالواو فيكون بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماء والعتبة .
الثالث: أن يكون مقروناً بإلى فيكون بمعنى القصد كقوله –تعالى-: ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ)(البقرة: 29) .
الرابع: أن يكون مقروناً بعلى فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله –تعالى-: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .
وذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون بإلى كالمقرون بعلى فيكون معناه الارتفاع والعلو . كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار إذا كان مقروناً بعلى .
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/1303 عن خارجة بن مصعب في قوله –تعالى-: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) قوله: ((وهل يكون الاستواء إلى الجلوس)) .أ.هـ.
وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس –رضي الله عنهما- مرفوعاً . والله أعلم .
العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله
المفضلات