يمثل قلق الامتحان حالة من الشعور بعدم الارتياح والاضطراب والشعور بالضيق وانشغال الفكر الذي يؤثر أثرا بالغا في التحصيل خصوصا لطلبة الثانوية العامة ، فتعطل سير الامتحان و قلق الامتحان ضروري إذا كان معقولا ومحفزا لكنه يصبح معطلا وعائقا إذا ما ارتفع بدرجة كبيرة وساور هذا القلق الطالب إلى درجة مبالغ فيها.
ويكمن مصدر قلق الامتحان في الطالب نفسه من جهة وفي أولياء الأمور من جهة أخرى. ولهذا القلق مسببات يمكن تلخيصها كالتالي:
• توقع الفشل والإحباط والرسوب وهذا سببه قلة الثقة بالنفس.
• عدم الاستعداد المبكر ، الجيد والكافي للامتحانات وتأخير الدراسة الجادة إلى ليلة الامتحان.
• الخوف من رد فعل الأهل وخيبة أملهم والعقاب أيضاً.
• الرغبة في التفوق.
• عدم الفهم الكافي لمادة الامتحان.
• الضغط النفسي الذي يتعرضه الطالب من قبل الأهل بسبب توقعاتهم الكبيرة من دون مراعاة قدرتهم وإمكاناتهم.
• عدم توفير الوقت الكافي للاستعداد للامتحان.
• عدم توفير الأجواء المناسبة للدراسة في البيت.
• مقارنة الطالب بزميل له، أو بقريب متفوق عليه؛ مما يؤدي إلى إحباطه وإعاقة تقدّمه.
وللتخلص من قلق الامتحان يجب القضاء على مسبباته وتلعب الأسرة دورا هاما في ذلك عن طريق:
• توفير الجو العائلي الذي يتسم بالاستقرار والهدوء والشعور بالطمأنينة .
• تهيئة الأبناء على مدار العام الدراسي لاستقبال فترة الامتحانات بشكل طبيعي.
• توفير جو هادئ ومريح للدراسة.
• عدم إبداء مظاهر الخوف والقلق أمامهم.
• دعم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخ أو ضغط يضعفان ثقتهم بأنفسهم مما يؤدي إلى المزيد من القلق والخوف والإحباط .
• التعامل مع قدراتهم بموضوعية وعدم المبالغة في قدراتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم وخاصة أمام الآخرين .
• عدم مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق بشكل يحبطهم ويعيق إنجازهم.
• النظر إلى ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم والاهتمام بها ومراعاتها.
• مساعدتهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات منها.
• عدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية .
• إقناعهم بتجنب الإكثار من تناول المنبهات كالشاي والقهوة والكولا.
أما دور الطالب في التخلص من القلق فيكمن في تجميع المادة وتعيين الوقت المناسب اللازم لدراستها بارتياح تام عند اقتراب موعد الامتحان والاعتماد على فهم المادة أولا وليس على حفظها فهذا أفضل بكثير ، ووضع برنامج دراسة خاص للمادة مع مراعاة البدء بدراسة موضوع ما واستكماله كلياً وعدم تركه والبدء بآخر، والتحضير الجيد والمبكر من بداية السنة الدراسية، والاستغلال الأمثل للوقت، والتمرن على حل اكبر عدد ممكن من الأسئلة حول مادة الامتحان وخاصة نماذج امتحانات سابقة.
تلعب المدرسة دورا مهما في التخفيف من قلق الامتحان لدى الطلبة ، فيستطيع مدير المدرسة بخبرته الواسعة أن يوضح للطلبة ماهية الامتحان وكيفية التعامل معه ، كذلك يستطيع المرشد التربوي أن يساعد الطلبة من خلال حصص التوجيه الخاصة بقلق الامتحان من خلال التطرق لطبيعة الامتحان واعتباره حدث عادي يمكن التعامل معه بسهولة إذا ما تم الاستعداد له بشكل مناسب ، وللمعلم دورا مهم في التخفيف من قلق الامتحان لأنه هو الذي يضع الامتحانات ويديرها ومن هنا تقع عليه مسئولية إيجاد المناخ التعلمي الإيجابي عند طلابه ويمكن ذلك من خلال إعلام الطلاب ومساعدتهم للتحضير للامتحانات ومن خلال تدريب الطلبة على نماذج امتحانات سابقة وتوضيح طريقة التصحيح الدقيق للطلاب.
هناك مجموعة من الإجراءات يمكن أن تفيد الطلاب في تقليل قلق الامتحان وتتمثل هذه الأساليب بالاتي:
* إتباع طرق الدراسة الصحيحة من اجل السيطرة على المادة.
* أخذ قسط كافي من النوم.
* تناول وجبة مناسبة من الطعام قبل الامتحان.
* النظرة الايجابية للذات والإمكانات والتركيز على مواطن القوة وعوامل النجاح.
* إلقاء نظرة شاملة على المادة قبل فترة مناسبة من الامتحان.
* حل الأسئلة السهلة من أجل تعزيز الثقة بالنفس والإسهام في استغلال الوقت.
* الانتباه إلى الوقت دائما وقراءة الإرشادات والأسئلة بدقة .
فيما يتعلق بقلق الامتحان يجب أن نميز ما بين القلق المحمود والقلق المرفوض، فالقلق المحمود هو الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات وهو قلق محفز ومطلوب ،أما القلق المرفوض فهو الذي يؤثر على الثقة بالنفس ويثبط الهمة ويقلل من التحصيل وهذا القلق يجب علاجه والتخلص منه.
بسمة عُزبي فريحات
ماجستير في التربية/ وزارة التربية
* نقل من جريدة الرأي
المفضلات