يركض الطفل لا هثاً نحو أمه ، وهي تجلس تحضر وجبة الغداء على الفحم ، وتحرك قدر الطعام ، و تمسح آثار التعب والإرهاق والسهر بالبسملة ، والدعاء أن يبارك الله لها بالطعام ، ويسد رمق الجوع الأفواه التي تزيد على حالة البرد همهمات فلذات الأكباد " أنا جائع وبردان يمة"..
يسأل أمه: العيد على الأبواب يمة ، أريد ثياباً جديدة، وأريد حذاءً، ووجبة طيبة حبذا لو كانت لحمة أو صيادية " سمك يمة سمك! زمان ! والله زمان، لم أتذوق طعمه!
لا تزيد في همي!
الثياب حين ترسو السفينة شواطىء غزة!
" وجبة العيد السعيد" حين يذبح جارنا أبو أحمد " الخروف"!
ارفع يديك للسماء وردد معي : إنشاء الله "يطيب الخروف ويشفى"؟!
ابتسم الطفل ، وهو يخلع رداء المدرسة المهترىء، ورمى بكتبه ودفاتره جانباً، وقال بعصبية: وإذا ماطاب يمة؟!
لا نأكل ، ولا نشرب، ولا يزور العيد بيتنا؟!
المفضلات