العلاقة بين الحك والذكريات المؤلمة
إيمان شعبان خوري - في دراسة علمية تعد الاولى من نوعها في استخدام تقنية عرض الصور لفهم ماذا يحدث في الدماغ عندما يبدأ الشخص بحك جلده، توصل الباحثون الى نتائج مثيرة.
في الدراسة قام باحثون من جامعة ويك فورست في كارولينا/ الولايات المتحدة الامريكية بالكشف عن أدلة جديدة عن سبب شعور الشخص بالراحة عند حك جلده بعد اصابته بالحكاك، ولماذا يصعب عليه بعد ذلك التوقف عن الحك.
ويقول د. جيل يوسيبوفتش، اختصاصي الامراض الجلدية في الجامعة، والمشرف على الدراسة:- ان الدراسة تظهر ولأول مرة كيف يزيل حك الجلد الاحساس بالرغبة في الحكاك. فمن الضروري فهم سبب الشعور بالراحة بعد الحك ليمكن تطوير علاجات ذات فعالية اكبر ضد الحكاك. ويقول أن بعض الاشخاص يعانون حالة من الحكاك المزمن الذي بدوره يؤثر على الصحة العامة.
قام د. جيل باخضاع مجموعة من المتطوعين الأصحاء للفحص بتقنية الرنين المغناطيسي لتعرّف مناطق معينة من الدماغ تنشط عند أداء الشخص لنشاط معين. وطلب من المتطوعين حك المنطقة السفلية من أرجلهم بفرشاة صغيرة، لمدة 30 ثانية يليها توقف لمدة 30 ثانية أخرى، وذلك لمدة خمس دقائق كاملة.
وقد ادهش الباحثون اكتشاف أن مناطق في الدماغ مرتبطة بالذكريات والعواطف غير المرغوب فيها عند المتطوعين، يقل نشاطها بشكل ملحوظ، أثناء قيام المتطوعين بحك الجلد. ويقول د. جيل: نعلم أن عملية حك الجلد توفر متعة للشخص بطريقة ما، لكننا لا نعرف السبب، ومن المحتمل أن هذه العملية تعمل على تثبيط الذكريات والعواطف غير المرغوب فيها، مما يعطي شعوراً بالراحة.
كما أظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية journal of investigative dermatology ، أن نشاط المنطقتين الامامية والخلفية من قشرة الدماغ وهي المناطق المرتبطة باحساس الشخص بالذكريات السيئة وبالكره الشديد تجاه بعض التجارب في حياته، قد انخفض الى مستويات كبيرة جداً أثناء عملية حك الجلد، مما أدى الى شعور كبير بالراحة بخاصة عندما اصبحت عملية الحك شديدة جداً. وهذا يفسر اضطرار الشخص الى الاستمرار بهذه العملية.
كثيراً ما يشعر مرضى الحكاك المزمن بالراحة عندما يصل حك الجلد الى مرحلة يتم فيها كشط الجلد ونزول الدم، وبالطبع لا ينصح الاطباء بذلك لأنه يؤدي الى تلف الجلد. ولكن فهمهم لآلية العمل قد تؤدي الى علاج جديد لمرضى الحكاك واسع الانتشار، واكتشاف ادوية تعمل على افقاد هذه المناطق من الدماغ فعاليتها.
ويشار الى ان أكثر من 30 مليون أمريكي يعانون من اكزيما الجلد، وأن 42 % تقريباً من مرضى الفشل الكلوي يعانون من مرض الحكاك الجلدي. ويدرك الاطباء ان مرضى الفشل الكلوي الذين يعانون من الحكاك معرضين للوفاة بنسبة 17 % أعلى من الذين لا يعانون من الحكاك، وقد يكون السبب قلة نومهم بسبب معاناتهم من الحكاك المزمن.
المفضلات