من يستعمل تلك الكلمة كثيرا هم اهل البدو
اولا :
اما المعنى هو
أظن أن (سنحك) أو (سانحك) التي يستخدمها الأردنيون وخاصة أهل الشمال تعني (بعدا لك) أو (سحقا لك) أو (تبّاً لك)، وأعتقد أن أصلها عربي فصيح من (سنح) أو (سانح) وهو الطير أو الحيوان حين يأتي من يمين فيتيمن و يتفائل به، أو يأتي من يسار فيتطير ويتشائم به ويسمى (بارح) ـاً.
وكان بعض العرب يتطيرون أحيانا من (السانح)، ويبدو أن المعنى المستخدم عند الأردنيين جاء من هنا.
والله أعلم،
ثانيا:
- هي كلمتان؛ الاولى ( سَنَحَ ) و الثّانية ( لَكْ )، و سنح هنا فعل ماضٍ يدلّ على حصول الفرصة أو الغنيمة.
و تقال لمن كان قاب قوسين او أدنى من تحقيق شيئ ما، و في اللحظة الأخيره بسبب الحظ أو التّهاون أو غيرها يفقده، فيقول له ممن يهمهم أمر هذا الشخص ليظهر له التأنيب و الحسرة الشديدة و التّعجب: (سنحت لك ) و كلفظ ستكون ( سَنَحَتْلَكْ ) و على ما أعتقد أنّها تسبقها جملة إمّا تلفظ، أو تأتي مفهومة و مقدرة تقديراً من واقع الحال أو القرينة، فما رأيك لو وضعنا أمامها عندما تُقال: ( الله يسامحك؛ سنحتلك!!! ) أي الفرصة أو الحاجة التي يتحدّث عنها صاحبها لآخر، و من هذا الآخر، و حسب طبيعة العلاقة بين الاثنين؛ جاء تحريف الكلمة على ما أعتقد.
فإذا كانت العلاقة إبن بأبيه؛ فلشدة تحسّره و لبيان غضبه لإبنه على ما فاته من خير مجزي، فيقول في البداية: يا رجل الله يسامحك سنحتلك...، و هنا لشدة فقدان الأمل يمكن أنّ أحداً لفظها أمام مجموعة كبيرة و تستمع فعدّلها و قال: ( أقولك مش سنحتلك، سنحك) أو لم يعرف أن يلفطها بشكل سليم فخرجت معه (سنحك)، و كون قائلها يتصف بكاريزما أو شخصيّه محببة و مضحكة؛ تم نقلها للآخرين على سبيل الضّحك و النّهفات، و أصبح الآخرون يكررونها كلّما حصلت خبرة، أو موقف مشابه فأضحت نمذجة ( نموذج )، فيقولها الصّديق لصديقه، و الاخ لأخيه...، و لا أعتقد أنّها ستقال بين لمن لهم علاقة رسميّة مع بعضهم بعض، و هكذا إلى أن أصبحت تدل على عدم الرّضا و التأنيب في مثل هذه المواقف و السّلوكيّات السّابقة.
- و هناك إحتمال ؛ و هو تحوّلها مع الزّمن و كثرة الاستخدام؛ و عدم فهمها بالشّكل الصحيح من السّامعين، و بخاصة الأطفال الصّغار، فعند تقليدهم للكبار في لفظها يقولون بدلاً من ( سنحتلك ) ( سنحك ) فيضحك عليها الكبار لحلاوتها و جمالها عندما تخرج من الطّفل، فيأخذون بالطّلب من الطفل بتكرارها...، و هكذا الى أن أصبحت مألوفة و متداوله لدى الجميع و انحرف معناها مع الزّمن لتحلّ أساسيّة بدلاً من اللفظة الاصليّة...، و لعدم التّوثيق؛ أصبح الأصل مندثراً، و لم يعرف سوى مشتقتها ( سنحك ) و هذا هو تطوّر اللغة، و إنقراض إستخدام بعضها.
- و يمكن أن تكون مؤلفة من ( سَن ) و ( حَنَكْ )...، فلو إفترضنا أحدهم سأل آخر ماذا تعمل، او ماذا لديك عمل، فيقول و الله لا عمل و لا شيئ؛ قاعد، فيقول له طيّب وش تسوّي قاعد، فيقول له: شو اساوي؟ سن حنك، و لكونها لفظة إقترنت بعيبة أو سيئة على صاحبها؛ و مع الزّمن و لصعوبة لفظها، ادغمت و أصبحت تقال للفاشل بالعمل، فبدلاً من قاعد شغل سن حنك، أصبحت سنحك...، و الله أعلم.
معاني لبعض المجتهدين من هنا وهناك
وفي لسان العرب
يقال من الفعل س ن ح
سنح (لسان العرب)
السانِحُ: ما أَتاكَ عن يمينك من ظبي أَو طائر أَو غير ذلك، والبارح: ما أَتاك من ذلك عن يسارك؛ قال أَبو عبيدة: سأَل يونُسُ رُؤْبةَ، وأَنا شاهد، عن السانح والبارح، فقال: السانح ما وَلاَّكَ مَيامنه، والبارح ما وَلاَّك ميَاسره؛ وقيل: السانح الذي يجيء عن يمينك فتَلِي ميَاسِرُه مَياسِرَك؛ قال أَبو عمرو الشَّيباني: ما جاء عن يمينك إِلى يسارك وهو إِذا وَلاَّك جانبه الأَيسر وهو إِنْسِيُّه، فهو سانح، وما جاء عن يسارك إِلى يمينك وَولاَّك جانبه الأَيمنَ وهو وَحْشِيُّه، فهو بارح؛ قال: والسانحُ أَحْسَنُ حالاً عندهم في التَّيَمُّن من البارح؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: أَرِبْتُ لإِرْبَتِه، فانطلقت أُرَجِّي لِحُبِّ اللِّقاءِ سَنِيحا يريد: لا أَتَطَيَّرُ من سانح ولا بارح؛ ويقال: أَراد أَتَيَمَّنُ به؛ قال: وبعضهم يتشاءم بالسانح؛ قال عمرو بن قَمِيئَة: وأَشْأَمُ طير الزاجِرِين سَنِيحُها وقال الأعشى: أَجارَهُما بِشْرٌ من الموتِ، بعدَما جَرَى لهما طَيرُ السَّنِيحِ بأَشْأَمِ بِشر هذا، هو بشر بن عمرو بن مَرْثَدٍ، وكان مع المُنْذرِ ابن ماء السماء يتصيد، وكان في يوم بُؤْسِه الذي يقتل فيه أَولَ من يلقاه، وكان قد أَتى في ذلك اليوم رجلان من بني عم بِشْرٍ، فأَراد المنذر قتلهما، فسأَله بشر فيهما فوهبهما له؛ وقال رؤبة: فكم جَرَى من سانِحٍ يَسْنَحُ (* قوله «فكم جرى إلخ» كذا بالأصل.)، وبارحاتٍ لم تحر تبرح بطير تخبيب، ولا تبرح قال شمر: رواه ابن الأَعرابي تَسْنَحُ. قال: والسُّنْحُ اليُمْنُ والبَرَكَةُ؛ وأَنشد أَبو زيد: أَقول، والطيرُ لنا سانِحٌ، يَجْرِي لنا أَيْمَنُه بالسُّعُود قال أَبو مالك: السَّانِحُ يُتبرك به، والبارِحُ يُتشَاءَمُ به؛ وقد تشاءم زهير بالسانح، فقال: جَرَتْ سُنُحاً، فقلتُ لها: أَجِيزي نَوًى مَشْمولةً، فمتَى اللِّقاءُ؟ مشمولة أَي شاملة، وقيل: مشمولة أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ.
والسُّنُحُ الظباء المَيامِين.
والسُّنُح الظباء المَشائيمُ؛ والعرب تختلف في العِيافَةِ، فمنهم من يَتَيَمَّنُ بالسانح ويتشاءم بالبارح؛ وأَنشد الليث: جَرَتْ لكَ فيها السانِحاتُ بأَسْعَد وفي المثل: مَنْ لي بالسَّانِحِ بعد البارِحِ.
وسَنَحَ وسانَحَ، بمعنًى؛ وأَورد بيت الأعشى: جَرَتْ لهما طيرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ ومنهم من يخالف ذلك، والجمع سَوانحُ.
والسَّنيحُ: كالسانح؛ قال: جَرَى، يومَ رُحْنا عامِدينَ لأَرْضِها، سَنِيحٌ، فقال القومُ: مَرَّ سَنيحُ والجمع سُنُحٌ، قال: أَبِالسُّنُحِ الأَيامِنِ أَم بنَحْسٍ، تَمُرُّ به البَوارِحُ حين تَجْرِي؟ قال ابن بري: العرب تختلف في العيافة؛ يعني في التَّيَمُّنِ بالسانح، والتشاؤم بالبارح، فأَهل نجد يتيمنونَ بالسانح، كقول ذي الرمة، وهو نَجْدِيٌّ: خَلِيلَيَّ لا لاقَيْتُما، ما حَيِيتُما، من الطيرِ إِلاَّ السَّانحاتِ وأَسْعَدا وقال النابغة، وهو نجدي فتشاءم بالبارح: زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً، وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ وقال كثير، وهو حجازي ممن يتشاءم بالسانح: أَقول إِذا ما الطيرُ مَرَّتْ مُخِيفَةً: سَوانِحُها تَجْري، ولا أَسْتَثيرُها فهذا هو الأَصل، ثم قد يستعمل النجدي لغة الحجازي؛ فمن ذلك قول عمرو بن قميئة، وهو نجدي: فبِيني على طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه، وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها وسَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً وسُنُحاً، وسَنَحَ لي الظبيُ يَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَياسرك إِلى ميَامنك؛ حكى الأَزهري قال: كانت في الجاهلية امرأَة تقوم بسُوقِ عُطاظَ فتنشدُ الأَقوالَ وتَضربُ الأَمثالَ وتُخْجِلُ الرجالَ؛ فانتدب لها رجل، فقال المرأَة ما قالت، فأَجابها الرجل: أَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامِحُ، كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحُ (* قوله «أسكتاك إلخ» هكذا في الأصل.) فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.
وسَنَح لي رأْيٌ وشِعْرٌ يَسْنَحُ: عرض لي أَو تيسر؛ وفي حديث عائشة واعتراضها بين يديه في الصلاة، قالت: أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه أَي أَكره أَن أَستقبله بيديَّ في صلاته، مِن سَنَحَ لي الشيءُ إِذا عرض.
وفي حديث أَبي بكر قال لأُسامة: أَغِرْ عليه غارةً سَنْحاءَ، مِن سَنَحَ له الرأْيُ إِذا اعترضه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمعروف سَحَّاء، وقد ذكر في موضعه؛ ابن السكيت: يقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَي رَدَّه وصرفه.
وسَنَحَ بالرجل وعليه: أَخرجه أَو أَصابه بشرّ.
وسَنَحْتُ بكذا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ؛ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب: وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ لها، جعلتها، للتي أَخْفَيتْتُ، عُنْوانا والسَّنِيحُ: الخَيْطُ الذي ينظم فيه الدرُّ قبل أَن ينظم فيه الدر، فإِذا نظم، فهو عِقْد، وجمعه سُنُح. اللحياني: خَلِّ عن سُنُحِ الطريق وسُجُح الطريق، بمعنى واحد؛ الأَزهري: وقال بعضهم السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ؛ قال أَبو داود يذكر نساء: وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْـ ـأَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ: ما الأَخبارُ؟ وفي النوادر: يقال اسْتَسْنَحْته عن كذا وتَسَنَّحْته واستنحسته عن كذا وتَنَحَّسْته، بمعنى استفحصته. ابن الأَثير: وفي حديث عليّ: سَنَحْنَحُ الليل كأَني جِنِّي (* قوله «سنحنح إلخ» هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً، وهما من سنح وسمع؛ فالسنحنح: العرّيض الذي يسنح كثيراً، وأَضافه إِلى الليل، على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه، والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية.) أَي لا أَنام الليل أَبداً فأَنا متيقظ، ويروى سَمَعْمَعُ، وسيأْتي ذكره في موضعه؛ وفي حديث أَبي بكر: كان منزلُه بالسُّنُح، بضم السين، قيل: هو موضع بعوالي المدينة في منازل بني الحرث بن الخَزْرَج، وقد سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً.
المفضلات