كتب - فيصل ملكاوي
بالامس جدد جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة شديدة الوضوح الى سلطات الدولة مجتمعة، «لا توجد توجيهات من فوق» بمعنى ممارسة كل مسؤول صلاحياته كاملة بكل امانة وشجاعة ولا مجال للاختباء وراء احد في هذا الشان.
كما هي رسالة الى المواطن الاردني بكافة شرائحة ، بان كرامة المواطن هي من كرامة جلالته، فهو على راس الاولويات في، اماله واحتياجاته وهمومه، ولايحتاج «لواسطة في تمشية اموره» كما اكد جلالته.
هذه الرسائل تعني ايضا، التخلص من حالة التردد والقصور والتقصير واضاعة الفرص في اتخاذ القرارات، وهذه الحالة تقتضي بالضرورة نهجا من الصراحة والشفافية والوضوح، في التعامل مع المواطن في كل بقعة من الوطن، بروح كاملة من المصداقية.
لا يمكن لاي مسؤول ان يتذرع، بعد، تكرار هذه الرسالة الملكية، بان «لا توجيهات من فوق» بان يبقى اسيرا لحالة من التردد، والمراوحة بمساحات رمادية، فالصلاحيات واضحة كل الوضوح، لمن اراد العمل، والمبادرة البناءة التي تضع الصالح العام ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار متاحة ومطلوبة، والوقت مناسب، للمضي في مسيرة الاصلاح والتنمية، لدى القائمين على ادارة الشان العام في سلطات الدولة.
كما ان هذه الرسالة كما اوضح جلالته بجلاء، تحتاج الى اشراك المواطن، في اطر التنمية والاصلاح، من خلال اطلاق حوار وطني شامل، لا يتعدى ولا يتجاوز أي احد، للانتقال الى مرحلة جديدة في ادارة شؤون الدولة.
بموجب الدستور فان صلاحيات سلطات الدولة، معرفة وواضحة نصا وروحا، والواجب الاخذ بزمامها لا شرحها، فالحكومة بالتعريف المتفق عليه هي صاحبة الولاية في ادارة الشان العام، ومجلس النواب واجبه الرقابة والتشريع، والقضاء هو كلمة الفصل، فيما يطرا ويستجد من قضايا، في مختلف شؤون الحياه التي تستوجب، قوله الفصل فيها.
هذا الاطار الشامل من منهجية العمل ، يقتضي اقصى درجات انسجام السلطات والقائمين عليها، في تعزيز وتجذير مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يظل الثابت راسخا، في نهج القيادة الهاشمية متمثلا بنموذج الحكم الفريد في المنطقة، القائم على مباديء التسامح وقيم الحرية الذي لم ترق خلاله قطرة دم اردني او يختفي احد عن وجه الارض كما هو الحال في انماط اخرى في المنطقة وخارجها.
اكد جلالة الملك على الدوام، في مناسبات عديدة، منذ ان تولى امانة المسؤولية الاولى، ان الاردن كان على الدوام اقوى من ظروف المنطقة وتحدياتها ، التي لم تهدا عواصفها وحرائقها يوما.
كما ان هذه الظروف والتحديات الاقليمية وفق الرؤى الملكية لم تكن في أي وقت او مرحلة، ذريعة للارتداد عن مسيرة الاصلاح والتنمية، او مشجبا تعلق عليه ، حجج من يريد المراوحة مكانه او العودة الى الوراء.
كلما كانت تشتد الاهوال في المنطقة، كان جلالة الملك يؤكد على المضي قدما في مسيرة الاصلاح والديمقراطية والتنمية ، ويتعدى هذه التحديات بثقته وايمانه الكامل، بشعبه والنموذج الاردني الراسخ، بان هذا هو الوقت المناسب، لاستمرار العمل والمراكمة على الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية من تاريخ الاردن، ونظامه السياسي الاقدم والاكثر استقرارا في المنطقة الذي يحظى دون سواه بالشرعية الدينية والتاريخية.
المفضلات