اخواني الاعزاء
بصمات الاردنيين حول العالم لا تعد ولا تحصى ، وهذه واحدةٌ منها نقلتها عن جريدة الدستور الصادره صبيحة هذا اليوم
ارجو ان تنال أعجابكم .
نجم أردني في الخرطوم * رمزي الغزوي
رجل معاق من توالي الحرب البغيضة ، كان يتخذ عكازاً صغيراً ، يقطع شارع الفضل في بغداد بتثاقل وتعب ، ثم يقعد على حاشية رصيف ، بعد أن نزع رجله الاصطناعية ، ليعرضها للبيع،،: فتباً للحروب وتباً للجوع. تلك حكاية قديمة قشرت قلبي وتعتعتني حزناً عميماً لازمني لسنوات،،.
في بحر الأسبوع الماضي ، زرت الخرطوم بدعوة كريمة من مدينة تواصل الأمل لرعاية المعاقين ، فوجدت ما عوض عني بعض حزني على ضحايا الحروب ، وسرى عني لأنسى حكاية بغداد المرة ، فرأيت أيادْ بيضاء ماهرة مدربة وحنونة ، تمنح أمل المسير ، والحياة الطبيعية ، لكثير ممن أكلت الحرب أقدامهم: فكل الحب لهؤلاء الرائعين.
الأردن الذي هو بحجم وردة ، لا يملك نفطاً دفاقا ، أو أرصدة عابرة للبنوك ، أو مشاريع عملاقة ، لكننا نملك رجالاً ونجوماً ، فاينما كان الأردني أو الأردنية ، يكون نجماً لامعاً بعطائه الموصول وعمله المتفاني ، يتميز ويبدع ويمنح طيبه للجميع ، وهذه حقيقة واقعة ، لا أبالغ فيها ، يلمسها كل من زار بلدا فيها أردنيون. فتحية لكل ابنائنا المغتربين النشامى ، الذين ينشرون خيرهم في كل أقاصي الأرض،.
في مدينة تواصل الأمل بالخرطوم ، هناك نجم أردني ساطع ، هو المستشار والخبير الدولي في الاطراف الصناعية (محمد اسماعيل الخطايبة) ، وستجد سيرته الطيبة العبقة تعلق بكل لسان ، محبوب للجميع ، متفان ، يندغم بعمله على مدار الساعة ، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها السودان ، أبدع شيئاً هاماً وعظيماً للمعاقين الذين فقدوا أرجلهم. فالطرف الاصطناعي يكلف في الظروف الطبيعية ، ما يزيد عن الألفين يورو ، ولكن محمداً استطاع أن يصنع أطرافا اصطناعية بتكلفة لا تتعدى المئتين يورو ، بجودة ومتانة عاليتين ، الأمر الذي جعل أمل المسير بحياة طبيعية يعود للآلاف.
شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا أرى محمداً ببساطته الكبيرة ، وحيويته المتدفقة ، يمتلك كماً هائلاً من محبة الناس ، ويتمتع بعرفان قرأته في عيون كل من عادوا للمشي بسلاسة ويسر. فتحية لهذا النجم الأردني ، وتحية لمدينة تواصل الأمل ، بكل كوادرها وفنييها وعامليها ، التي أخذت على عاتقها أن تزرع بذور أمل الحياة الحقيقية في درب المعاقين،،.
المفضلات