أسوأ ما في التكنولوجيا
الانتخابات الأردنية.. صراعات وانقسامات عشائرية بسبب لقطات مسروقة او أصوات مسجلة على الخلوي او تعليقات على الإعلام الالكتروني
تثير الامكانات التي تتيحها انظمة الاتصالات الحديثة صراعات ذات بعد عائلي وسياسي وفي بعض الاحيان عشائري على هامش الاستعداد الجماعي للحملات الانتخابية بعدما دخلت البلاد في مزاج التحضير لانتخابات 2010 المقررة في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) العام الحالي.
وينجح مرشحون وحلفاؤهم احيانا في توظيف ما تتيحه امكانيات التصوير والتنصت عبر اجهزة الهاتف الخليوي لصالح منافسين او لوضع العراقيل في طريق بعض المرشحين.
ويقول الصحافي جمال محمد ان عشيرته اصبحت منقسمة افقيا وعموديا عشرات الانقسامات بسبب تسجيل المكالمات عبر الخليوي او الصور احيانا خصوصا تلك التي تطرح في اجتماعات ضيقة اوفي لحظات انفعال.
ويؤكد محمد ان اقرباء له ينجحون في تصوير لقطات فيها انفعال واحيانا شتائم تجاه بعض المرشحين للانتخابات سرعان ما تتحول الى مشكلة على صعيد عائلي واحيانا عشائري.
بنفس الوقت يلفت توفيق بدران الخبير المتخصص في استخدامات شبكة النت النظر الى استثمار غير مسبوق لظاهرة الاعلام التفاعلي عبر نشر عشرات التعليقات على المواقع الصحافية لصالح مرشحين دون غيرهم حيث تلجأ المواقع الصحافية لنشر هذه التعليقات لاستقطاب المتصفحين المتحفزين للخوض في الاطار المحلي لخارطة الانتخابات.
ويرى بدران ان نمطية التعليق على صفحات الكترونية اصبحت سببا لتبادل الشتائم والتشكيك حتى داخل بعض العشائر في مختلف المدن والمحافظات الاردنية بدلا من ان تكون معززا لمبادىء المشاركة في العملية الانتخابية.
وتنشر مواقع الشبكة يوميا آلاف الرسائل الداعمة لمرشح او المشككة بمرشح اخر وتزداد التعليقات حدة لان اصحابها لا يوقعونها بأسمائهم الصريحة مما يعني انهم لا يتحملون كلفتها لكن التعامل معها في الاجتماعات التحضيرية يصبح جديا وغالبا ما يزيد الشقاق والصراع والانقسام.
ويرجح بدران ان التقنيات التي تتيحها انظمة الاتصال تستخدم بكفاءة في تصفية الحسابات الشخصية والعائلية وتعزيز الصراع الانتخابي من قبل مهووسين في الانتخابات او حتى من قبل انصار بعض المرشحين حيث تعقد اجتماعات تناقش لعدة ساعات في بعض الاحيان شتيمة صورة عبر جهاز خليوي او تعليق ورد في احد مواقع الشبكة ويتم تبادل الاتهامات.
ويعبر ذلك عن استخدام مفرط لتكنولوجيا الاتصالات بأسوأ صورها خصوصا في مجتمع الانحياز الاساسي عنده في الانتخابات لصالح العصبية العائلية او المناطقية.
المفضلات