يقولون عني سفينه الصحراء ...
وها أنذا الان لا اعادل قارباً صغيراً منفوخا بالهواء يلهو به طفل صغيرفي بركة ماء .
من قبل طلوع الشمس انتظر على قارعه الطريق انا و صاحبي بل انا و مالكي انه سيدي ... أليس الذي يطعنمي بسيدي , إنتظاري ممل جدا على جانب طريق يؤدي الى ما يطلقون عليه منتجعات سياحيه.
سئمت الانتظار ، مللت الترقب ... واقفا ... جالساً ، تعبت اعاود الجلوس والوقوف مرات ومرات واثناء ذلك فمي يمضع اللاشيء فقط اجتر الذكريات وابتلع الاحزان.
وانا الان جاثيا على الارض وفوق ظهري (( الشداد )) المزركش والملون والغالب من الوانه الاحمر الزاهي كي يلفت نظر الذين يودون ركوبي وهم كثر !! أصبح ظهري مطية للجميع امامي كرمة من الحشائش والاشواك وكالعاده اجتر واجتر , وقبالتي تحت شجرة السدر يجلس سيدي كوفيته البيضاء صار لونها مائلا للبنى منذ زمن طويل لم يغيرها ويحرص دوما على تثبيت عقاله فوقها اما وجهه فقد ازداد اسمرارا من حرقة الشمس اليوميه، شنبه تهدل للاسفل حتى اغلق جزءا من فمه و الشعر الابيض فيه تغلب كثيرا على الشعر الاسود ، بين يديه لغافة تبغ رفعها نحو فمه ، لحس بلسانه طرف الورقه التي لف فيها التبغ وقضم باسنانه قطعا صغيرة جدا وضغط باطراف اصابعه على الورقه كي تلتصق ثم بصق جانبا بقوه وعنف عدة مرات ، اغلب الظن انها الطريقه الوحيده للتعيبر عن الحال التي ال أليها .
أبتسمت وقلت في نفسي ليتني استطيع ان اعبر عما يجيش بخاطري مثل سيدي ..
صوت المحرك،،، سياره قادمة .. انها سياره اجرة .. أرتبكت ، ماذا عساي أن أفعل أقف ام أجلس.
توقفت سياره الاجره على مقربة مني نزل منها شاب وسيم وفتاة جميلة شقراء ، ملامحهم افرنجيه عندها جثوت على الارض دونما امر من سيدي وأومأت براسي للأسفل.. تقدمت الفتاه نحوي وأمتطت ظهري وهي تبتسم وعندما نهضت ضحكة ضحكة أنشرح لها صدري وقادني سيدي بضع خطوات للأمام والشاب الوسيم يلتقط الصور للفتاه التي فوق ظهري ، أغمضت عيني لحظه وتسائلت في نفسي هذا العز والدلال هل حصل للخنساء ، ام سلمه ، زنوبيا وغيرهن من نساء العرب!؟ لم ابتعد كثيرا بتفكري إذ امرني سيدي بالجلوس على الارض لأنزال الفتاة، عندها تقدم الشاب الوسيم واعطى سيدي بعض القطع النقديه ، ورفض ان يركب مثل الفتاه متمتما بكلمات معناها ان هذا الحيوان خلق للعرب وسيبقى للعرب .
الان جوله اخرى من العذاب والملل من الوقوف والجلوس وأنتظار أناس ليمتطوا ظهري .
اخر النهار وقبيل غروب الشمس وانا جالس وغارق في التفكير واجتر الاحزان ، الاحلام و الامال نهضت من مكاني وتوجهت لسيدي الجالس تحت الشجره وانزلت راسي الى جانب راسه وقلت له :
- سيدي اسمح لي ان لا أحضر هنا غدا ...
- لماذا
- اريد ان اذهب الى الصحراء اهيم على وجهي مثل مجنون ليلى اكل الاشواك أركض وأركض امرغ جسدي برملها الحار الحنون لا اريد أن أرى هؤلاء الناس.
... قفز سيدي من مكانه وصرخ وانا مثلك أريد الصحراء أريدها ولا أرغب بالرجوع الى هنا.
المفضلات