حرفة الجهاد
المجاهد الأستاذ ونزاد الكركوكلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فحرفة الجهاد في سبيل الله هي حرفة الأنبياء والرسل هي حرفة الشرفاء هي حرفة الغيارى هي حرفة الرجولة فكل من سلك هذا الطريق العظيم فله أن يعتز بهذه الحرفة العظيمة لأنها حرفة خيرة البشر وهم الأنبياء والرسل ومن تبعهم من بني البشر ممن صدق برسالاتهم وسار على نهجهم الواضح والجلي ، والمجاهد أكرم الناس عند الله لأن الكرامة تكون على قدر ونفاسة ما تجود به ، فعندما اقترف ذلك الصحابي حدا من حدود الله والذي استوجب رجمه حتى الموت فرماه احد الصحابة بكتف أو لحي بعير فأصاب الدم ثوبه فلعنه فقال الرسول العظيمصلى الله عليه وسلم )لا تلعنه وهل تجد أعظم ممن جاد بنفسه لله (،فالمجاهد اليوم خرج مختارا إلى ساحة الجهاد أي أنه قدم نفسه مختارا راضيا تقربا وطاعة لله سبحانه وتعالى فهو والله أفضل الوجود اليوم ، فمعركتنا اليوم هي من المعارك الصعبة جدا فعدونا قد تمكن من بلدنا ودخل في كل زاوية وبيت وأصبحت عيونه ترقب كل حركة وسكون ، ففي كل معارك المسلمين نرى بأن العدو قد انحاز إلى جهة والمسلمين انحازوا إلى جهة أخرى فلا خطر على الجهتين إلا في ارض المعركة فقط ، أما اليوم فقد أصبحت ارض المعركة البلد بأجمعه سماءه ، أرضه ، محافظاته ، أقضيته ، نواحيه ، قراه ، طرقاته ، مياهه ، لقد دخل العدو بكل صغيرة وكبيرة فلم يعد للمجاهدين مكان يأمنون فيه على أنفسهم لا بل حتى بيوتهم ، ليس لهم مأمن أبدا فالعدو أصبح ينافس الهواء في وجوده ، فلله در المجاهدين الشرفاء فهم والله الرجال الذين قل نظيرهم على مر الأزمنة والدهور فلا ينافسهم أحد في منازلهم عند الله إلا من عاش في القرون الثلاث الأولى لأن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم قطع لهم بالخيرية إلى آخر الزمان ، لقد انتصر الشرفاء على هذا العدو الذي لم يسبق له مثيل في القوة والدهاء ،انتصروا بفضل الله ومعونته ولم يبق لهم إلا النصر الأكبر والأعظم فللجهاد ثمرة لايقطفها إلا من كان بارا بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) "سورة محمد فالنصر المطلوب منك أيها المجاهد العظيم أن تنصر الله على نفسك وهواك حتى تتذوق النصر العظيم كما تذوق الصحابة الكرام رضية الله عنهم حلاوة الفتح العظيم وكتب الله لهم الخلود في الدارين فرفع الله ذكرهم وأعلى لواءهم وزكى طريقهم . نسال الله العظيم ان ينصرنا على من عادانا ويسدد خطانا.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد39
المفضلات