الجناح المتطرف والمسكون أو المعجب بما يحدث حولنا من حرائق وعنف وقتل ومبايعات على الهواء واعلان دول كرتونية ومتوهمة عبر خطابات «الامراء» المختفين في الكهوف والأنفاق ، يحاول ركوب الموجة ذاتها في الأردن ظناً منه ان المسألة لا تعدو صداماً مع اجهزة الأمن والاحتكاك مع مواطنين لهم رأي مخالف لرأي هذه الفئة الظلامية ولا تزيد عن تكسير زجاج بعض المركبات وضرب منازل المواطنين بالحجارة وتعريض ممتلكاتهم للاتلاف والضرر والتدمير..
نحن نتحدث عن الخطيئة الكبرى التي ارتكبها بعض عناصر جماعة الاخوان في اربد يوم امس الذين ظنوا ان بالامكان افتعال حدث صدامي ثم دعوة أجهزة الاعلام للتصوير وعندها سيُظهرون للعالم ان هناك ربيعاً أردنياً يقوده الاخوان المسلمون وان العنف في المنطقة آخذ في الاتساع بقيادة جماعة الاخوان المنتشي بعض منتسبيها بما يحدث في دول الجوار وبما ظنوا ان وصول جماعاتهم الى السلطة مرشح للتمدد..
هنا يجب على هؤلاء ان يدققوا جيداً في المشهد الأردني وأن يقرأوا بعمق تفاصيله ومعطياته وان يتأملوا في ما يمكن ان يأخذوا الشعب والوطن اليه وبخاصة ان الأردنيين كافة لن يسمحوا بمغامرات وجنون كهذا وهم الذين بنوا وطنهم لبنة لبنة ومدماكاً فوق مدماك وحفروا في الصخر وقبضوا على الجمر كي يكون الأردن وطناً يليق بابنائه وكي يبادله هؤلاء حباً بحب وفخراً بفخر وكبرياء وعزة..
ليس ثمة في الأردن ما هو خفي او سر بمعناه الديمقراطي والتعددي، ومسيرة الاصلاح متواصلة بزخم واصرار وارادة سياسية لن يستطيع أحد ايقافها أو عرقلتها ونحن لا تساورنا أية اوهام بأن ما تم تحقيقه غير كافْ بل لا بد من تعزيزه وتعظيمه وتكريسه على نحو لا يسمح لأحد بالتنكر له او القفز عليه لكن انضاج الامور وايصالها الى نهايتها الايجابية المرجوة لا يتمان باستخدام العنف او احتكار الحقيقة او الزعم بامتلاكها دائماً عبر التخفي خلف النصوص الدينية وتكفير الآخرين ورفع شعارات خيالية او ان اصحابها واخوانهم في المنطقة غير قادرين على تطبيقها مَن وصل منهم الى السلطة ومن تداعبه الاحلام بالقفز اليها من خلال العنف والتخريب وتدمير الممتلكات..
آن الأوان لأن يدرك هذا النفر من جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي انهم لن ينجحوا في تحويل الانظار عن خلافاتهم الداخلية عبر تعريض امن البلد واستقراره الى المخاطر والفبركة الاعلامية وانهم وهم لا يشكلون إلاّ قلة قليلة في المجتمع الاردني محظور عليهم ان يتحرشوا بمن يخالفهم الرأي او يدعو الى الحوار ورفض العنف والانخراط في العمل السياسي والحزبي بابوابه وقنواته المشروعة والتي ظنت الحركة الاسلامية انها بمقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي جاءت بعد رزمة قوانين اصلاحية ستجبر الاغلبية على الرضوخ لقرارها..
العملية الديمقراطية ومسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي مستمرتان ومتواصلتان ولن ينجح الذين يحلمون بعرقلتهما في تحقيق اهدافهم وربما يكون الوقت قد حان لأن يدركوا ان الذي يعبث بأمن وطنه واستقراره ويعرض مصالح شعبه للخطر.. مهزوم.
المفضلات