الاختناق ...الاكتئاب ... الطفش ..
الزهق ... اليأس ... كلها اسماء لحقيقة واحدة
كالموت بالضبط ...
حقيقة واحدة وتتعدد اسبابه وطرقه
والناس ازاء تلك العوارض يختلفون اختلافا رهيبا
منهم
ضيقي الافق ... صغيري القلب ..
سريعي الحنق والغضب ....
ومنهم
من يتسع قلوبهم لتغيرات الحياة وتقلبات الدهر والازمان
فيرضون بما كتبه الله وتستقبل انفسهم تلك
الاحداث بابتسامة الرضى
وعلى كافة الاحوال فاننا لا يمكن ان نحمل انفسنا السبب
لا يمكن ان نجعل من انفسنا كبش الفداء لكل
الاخفاقات التي تحيط بنا
هل يمكن ان تتحمل قلوبنا نظرات التأنيب والتعنيف
ممن حولنا فضلا ان نوجهها لانفسنا ؟؟
هل فشل زواج او خطوبة او فشل مشروع مادي
او رسوب بصف دراسي او مرض طفل او تأخر
بالانجاب او اختيار خاطيء؟؟
هل لا يوجدأي مخرج ونهاية طبيعية وخاتمة
ترضي لتلك الاحداث المأساوية الا ان نوجه
اصابع الاتهام لانفسنا ؟؟؟
انني لا ادعو الاخوان الى التنصل من المسؤولية
او تحمل تبعات اختيار القرارات لا
وكذلك ليست دعوى للهمجية والسطحية او
الرعونة والاستعجال ايضا لا
ولا ابرئ نفسي ...
ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي
فقط انني اقول ان كثيرا مما نعانيه ونقاسيه
انما هو لظروف خارجة عن ارادتنا
لا يمكن ان نقبل ان تكون نفسي التي بين جنبي
هي المتهم دائما وهي سبب الفشل دائما
لا يمكن ان اقبل بان ازيد الضغوط عليها فلا اكتفي
بضغوط العادات او الاهل والاقارب او
الضغوط المادية والاجتماعية
فلا اكتفي بذلك بل اقوم بالتعنيف والتسفيه لها
كأنها السبب الاول والاخير عن كل تلك الاخفاقات
والفشل بحياتنا بل ربما عزوت فشل الاخرين لها
ان كثيرا ممن يحيطون بنا يسوؤهم نجاحنا ...
يتعبهم تقدمنا .. فلا يجدون متنفسا لهم الا
بالقاء الشكوك بل والتشكيك بنا واننا
السبب المباشر او غير المباشر لما حدث
او ... لما سيحدث
هل يمكننا ان نعطي لهم الفرصة الذهبية لتدميرنا ؟؟؟
اللهم لا
بل نقدر الامور بقدرها ..
ما نتحمله نتحمله ..
وما لسنا السبب به فنحن بريؤون منه
لن نسمح لاحد بتدمير انفسنا ... ولا بتحميلنا تبعات
ما لانتحمله بالاصل ولا بمسؤولين عنه
بل نثق بانفسنا .. وباقدارنا ..
واننا وان واجهتنا ظروف عصيبة فان القدر
يحمل لنا التعويض مستقبلا ...باذن الله
المفضلات