الحب والعاطفة
الحب هو الطريق لكسب قلوب التلاميذ وهو بلسم الجراح وهو عطر الحياة, لكن إن كان بدون ظوابط فهو كاسح جامح قد يصل الى الشرك بالله نسأل الله العفو والعافية. والحب نوع من أنواع العبادة القلبية التي لا يجوز صرفها الا لله, ومحبة الله لا بد لها من حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه فالحب لله من لوازم محبة الله ففي حديث البخاري وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأما المحبة مع الله فهي شرك يقدح في أصل التوحيد كما قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) اذا فهناك حبا لله وحب في الله وحب مع الله ولا يدخل في هذا حبنا لأولادنا وأموالنا وأهلنا فهو حب فطري طبيعي مباح وإلا أن تعدى حده وكان همنا ومقصودنا فقد يصل لحد الخطورة والمساس بالعقيدة ومن هنا ظاهرة انتشرت في المدارس وفي مدارس البنات بشكل خطير وهي ما تسمى بظاهرة الإعجاب أو التعلق العاطفي, والإعجاب حب شديد يجد صاحبه مشقة وشغلا بمحبوبه ومن مظاهره الكلفة الشديدة بين المتحابين والانبساط الزائد عند اللقاء والضيق الشديد عند الافتراق والعزلة معا لساعات طويلة والكلمات والنظرات المائعة وبعض الحركات الريبة وإرضاء المحبوب ولو بسخط الله وهذا عشق وغرام وهو والله حرام وحرام وما كنت أحسب أن لمثل هذه الظاهرة أثرا كبيرا على بعض المعلمات اللاتي يفترض أنهن بلغن مرحلة النضج العاطفي .والعقلي
وهنا أنبه, يقع خلط شديد عند كثير من المعلمات بين حسن التعامل وبين العاطفة والإعجاب مع الطالبات وبين الدعوة إلى الله والدعوة إلى الذات فهذا إنحراف خطير في سلوك المدرسة مما كان له أثر سلبي في التوجيه والتربية, وفيه ظلم عجيب في التعامل والدرجات. في الإستبانة طرح هذا السؤال: هل للحب والعاطفة أثر عليك في التدريس ووضع الدرجات؟ أجابت 56% لا يوجد ذلك مطلقا. وقالت 40% منهن في التعامل نعم وأما الدرجات فلا. وقالت 4% منهن نعم للحب دور في التعامل والدرجات. وكتبت إحدى المعلمات تقول: وزعت إستبانة على إحدى المدارس الثانوية وكان فيها سؤال: إبعثي رسالة إلى مدرستك. فكان 95% من الرسائل إختصرت الكلام بعبارة أستاذتي اتقي الله ولا تفرقي. فأقول الا تتقي الله تلك المعلمة التي صرفت القلوب لذاتها فبدل أن تستغل إقبال القلوب عليها بالتوجيه والارشاد ووصبها وتحبيبها في الله, إذ بها تلمع نفسها وشخصيتها وتستغل دورها ومكانها لتقريب القلوب لها وهذا هو الغرور والعُجب وهذا مسلك شائك ودقيق ربما أشكل على الكثير من المعلمات الجادات ولكني أقول شتان بين من اتخذت الحب الطبيعي وسيلة للتربية والتوجيه وبين من اتخذت التعليم ومهنة التدريس وسيلة للحياة والعواطف والعلاقات الشخصية, الأولى مشكورة مأجورة والثانية منبوذة مأزوة, وأنصح بالأطلاع على كتيب بعنوان الإعجاب, أسبابه, اضراره, .مظاهره وعلاجه
يتبع
وفقنا الله وإياكم لمرضاته
المفضلات