رائعة بقلم :
محمد صالح المحارمة
بتمنى تقرأوا للاخير
/
\
في ثقافتنا العربيه والشعبيه والتربوية هنالك مصطلحان لم يعد الكثير من الناس يتذكرهما من قلة استعمالهما في ظل المرحلة الصعبة التي بتنا نعيشها والتي تسيطر عليها المنفعة المادية البحته ...
فلم يعد للمبادئ دورٌ او فاعلية في هذا الزمن الرديئ الذي تغيب فيه المعاني الادبية والدينيه والوطنيه.
فالعيب والحياء هاذان المبدئان لا يوجد بقعة على الارض ولا اي مجتمع يخلو منهما ولو خلا الدين من تلك البقعة او هذا المجتمع..
العيب هو ان تقوم بفعلٍ تخجل منه امام الناس ولكنك على استعداد لفعله إن أيقنت أنه لن يراك احد..أما الحياء فهو ان تخجل من القيام بفعل ليس رهبةً من أحد ولكن حياءً ممن لا تراه ...حياء من الله ثم من نفسك...
فالعيب هو الخوف ممن تراه العيون والحياء هو الخوف ممن لا تراه العيون ...
ومن هنا انطلق في موضوعي...
ما نراه ونسمعه ونعيشه من هذا الحِراك الذي بات زادنا الروحي في الآونه الأخيره فلا حديث بمنازلنا ومساجدنا وشوارعنا وأعراسنا وأتراحنا وحتى خماراتنا إلا حديث السياسه ..
رغم انّ اكثرنا حديثاً وخوضاً في شؤونها وتفاسيرها وعيوبها وتشعباتها ليسوا من اساتذتها ولا طلابها حتى ...
وفي ظل غياب مبدأ العيب من ان تتحدث بما لا تعلم ولا تعرف ولا تفقه فقدنا حتى الحياء في التطاول على ملك ليس لأحد مِنا الفضل عليه ولا على عرشه ولا على تاجه وملكه.
فمن العيب أن نستغل الظروف التي تمر بها المنطقه عامه والاردن خاصة لنكون في هذهِ المحنة على الاردن لا لهُ...
وعيب على وزير أو مدير أن يستغل منصبه ويكون في ظل هذهِ الظروف على الأردن لا له...
عيب ان تقوم قيامتنا من أجلِ عشرين دينار وهي التي لم تقم يوم تم الدوس على المصحف الشريف وعلى شرف العراقيات الذي هو شرفنا بلا استثناء...
وعيب على المواطن أن يشتم رجل الأمن ويمد يده عليه ويخرب ممتلكاتنا العامة لأنه في حِمى مضاهرة تطالب بقطع يد المفسدين الذين يعتدون على مالنا وأمننا...
وعيب على من ولد بعد الحرب وبعد الأستقلال وبعد استشهاد من ضحوا بدمائهم لنكون ما نحن عليه ان يبدأ حروبه القذره...
وعيب على اللحى التي تركت المصاحف ودور القرآن وتفقيهنا بديننا وتوعية شبابنا أن تقوم بمسيرة لمحاربة وزير وتمر هذهِ المسيره من أمام دور السينما والخمارات والملاهي اليليه والحناجر تهتف من أجل مطالب دنيويه زائله لا محاله ونحن معها زائلون...
وعيب على المسؤول الذي يمد يده لرشوه او لسرقة مال الدوله الذي هو مالنا ثم يخرج علينا بخطابات تتغنى بحب الاردن وشعبه ومليكهِ...
وعيب على المدرس الذي يقيم الدنيا ويقعدها من أجل تحصيل حقٍ من حقوقه ثم يُضيع حقوقنا وحقوق ابنائنا بتقصيره المتعمد من أجل درس خصوصي مدفوع الثمن...
وعيب على المتقاعد العسكري الذي عاد الينا دون ان يشارك بحرب او معركه والآن يشن حروبه المنسيه بالعرائض والدسائس والتواقيع ...
وعيب على الموظف الذي يستغل موقعه الوظيفي لتحقيق مصلحه شخصيه تضر بمصالح العباد وتؤذي ولائنا لسيد البلاد ويخرج ويهتف بمسيرات التأييد عاش الاردن عاش الملك...
وعيب ان يذكرنا البدوي الذي اتى من الحجاز ومن الشام ومن مصر أنني في سحاب وبعد اكثر من 130 عام انني مصري ...
وعيب ان يشتري النائب الاصوات ويزور في الانتخابات ثم يأتي ليحاسب الحكومه ويدعي الوطنيه والاصلاح...
وعيب على الطبيب ان يحنث قسمه ويخون من هو بين الحياة والموت ويهوي بمهنته من السماء الى الدينار من أجل زياده في مغنم...
وعيب على الصحفي الذي اكتشف ان سر قوته وقوة قلمه في شتم المسؤول وتأليب الآخرين عليه عشقاً للشهرة والنجاح الداعر فالقلم مثل العرض والشرف...
وعيب على المال والمكانه اللذان وهبك الله اياهما لتنفع فيهما الفقراء والمحتاجين وتسير بحاجة أخيك وتعمر مساجد الله ان تسخرهما لبناء الاحزاب حباً في عَرض من الدنيا وصيت بين الناس ...
وعيب ان نثور اذا ارتفع سعر الخبز في حين اننا منذ ولدنا لم نزرع سنبله واحده ولم نحصدها...
وعيب ان نشتم امريكا وان نعاديها وان ندعوا بعد كل وضوء بزوالها ثم تفرح قلوبنا وتستبشر خيراً مع كل منحه ماليه او حتى باخرة قمح تمن بها علينا...
وعيب على كل من يعارض ويعارض فقط ليس حبٌ في الاردن ولا خوف علينا لكن ليسجل اسمه في قائمة (الاسترضاءات)...
وعيب على كل من باع صوته ان يصرخ بأعلى صوته لاسقاط المجلس الذي يوماً بأرخص الرخيص اشتراه...
وعيب على مزعزع الولاء والفاشل في بيته وبين عشيرته أن يأتي ليعلمنا الحكمه والفضيله وكيف يكون الانتماء والف باء دستورنا كما يهواه...
وعيب على الوزير والمسؤول الذي يقدم اي شيئ حتى لو كان الاردن على الله فلا صلاة ولا صيام ولا خوف من رب ولا عيب عنده ولا حياء...
وعيب على المسؤول الذي يكون معيار الوظيفه بدائرته ليس الكفاءه ولا الحق المكتسب بل القرابه والمنطقه التي هو منها ونسيّ انه الاردني وكلهم اهله...
وعيب علينا وبعد انتشار الحبة الزرقاء وبعد كل هذا الوقت ان نكتشف اننا نستطيع الإنتصاب بقاماتنا ولنا الحق في الصراخ والمشاركه في الاصلاح بعد فوات الكثير من الفرص والوقت والعطاء التي كانت اسهل ما تكون في زمن الرخاء...
وعيب علينا اننا تذكرنا بعد ان صار الغرب كل الاتجاهات سفاسف حقوقنا ونسينا ان اتجاهاتنا اربع..عمان,والهاشميون,والقدس,واكفان من شيح وزيتون...
سيدي جلالة الملك بعد الله اشكو اليك كل هذا العيب في حياتنا وافكارنا وعطائنا وانتمائنا لا تعتب علينا أرجو أن تعاقب من علمنا ونحن صغار كلمات الولاء والإنتماء دون أن يزرعها فينا فنحن يا سيدي اكتشفنا أخيراً أننا فقراء ومفلسون ولكن ليس بمالنا نحن مفلسون بعقائدنا وولائنا وإنتمائنا ونهجنا وعطائنا
سيدي أرجوك أن تعاقب من علمني ورباني بأن الأردن لي مثل البحر وأنا لا املك إلا شباكي وسنارتي وقَرّب منك وإليك من يعلمنا أن الأردن أبي وشيبته ووطني الذي ولدت فيه ومهمتي كل مهمتي كيف أكون له أحميه وأعطيه
سيدي جلالة الملك نحن في سحاب وحياءً من الله أولاً ومن الأردن ثانياً ومنك يا ابن هاشم جدك محمد(ص) وحياء من انفسنا وحياءً من حيائنا تأكد يا مولاي اننا اهل الحياء واننا لن ننسى فضل اجدادك وأبيك وفضلك على هذا البلد ...
ونحن يا مولاي مع الاردن وله لا عليه .
وتأكد أنك ياعبدالله حصتنا ويشهد الله أننا يامولاي حصتك...
منقول
المفضلات