مواطنون قلقون من ارتفاع الحرارة والارصاد تقول أنها (اعتيادية)
عمان - طارق الحميدي - شهدت المملكة خلال الأسابيع الماضية موجة حر ارتفعت معها درجات الحرارة بأكثر من معدلها السنوي ب(8-12) درجة مئوية وهو ما اعتبره مواطنون أنها ظاهرة غريبة ومثيرة «للقلق».
وفي الوقت الذي أبدى فيه مواطنون انزعاجهم جراء ارتفاع درجات الحرارة التي وصفوها «بغير المسبوقة»، أكد مدير عام دائرة الأرصاد الجوية عبد الحليم أبو هزيم أن شهر آذار» عادة ما يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة أو موجات حر وأن هذه الظاهرة علميا اعتيادية».
وأشار أبوهزيم الى أن موجة الحر التي تشهدها المملكة حاليا «ليست الأولى إذ تأثرت المملكة وخلال الأعوام الماضية بموجات حر في شهر آذار أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة لتصل في بعض السنوات إلى أكثر من 14 درجة مئوية من المعدل السنوي لهذا الشهر».
وبين أبوهزيم أن شهر آذار من عامي 2001 و2002 شهد موجات حر كانت مشابهة للموجة التي تؤثر على المملكة حاليا من حيث الوقت أو الارتفاع في درجة الحرارة.
بينما أشار أن شهر آذار من العام 2004 شهدت فيه المملكة موجة حر ارتفعت بفعلها درجة الحرارة إلى أعلى من معدلها السنوي بـ (15) درجة مئوية واستمرت لمدة (5) أيام، مبينا أن في العام ذاته شهد في نهاية شهر آذار موجة حر أخرى.
واوضح أن العام 2008 شهد أكثر من موجة حر في شهر آذار استمرت قرابة الـ 14 يوما وارتفعت فيه درجة الحرارة أكثر من معدلها السنوي بـ (14) درجة في الوقت الذي جاء فيه شهر آذار العام الماضي باردا وماطرا.
وبين أن الأرقام تشير إلى أن شهر آذار يشهد موجات حر وطوال القرن الماضي وأن موجة الحر الحالية» لا تستوجب الذعر وأنها أحوال جوية اعتيادية».
وعن أسباب موجات الحر، قال أبو هزيم أن «الكتل الهوائية الحارة التي تؤثر على المملكة من شمال أفريقيا في هذا الوقت تؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة كما أن الرياح المرافقة لها تعبر من الصحراء العربية في شمال إفريقيا أو صحراء الجزيرة العربية لذا تكون حارة ومغبرة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة».
من جانبهم اظهر مواطنون انزعاجهم من موجة الحر الحالية التي وصلت فيها درجة الحرارة الى 30 درجة مئوية أي أنها اعلى من معدلها السنوي بـ (12) درجة مئوية.
وقال خالد عريقات الذي يعمل جزارا أن أجواء الحر» مريبة وأننا المفروض في فصل الشتاء»، مشيرا الى أن درجات الحرارة يجب أن تكون أقل بكثير».
وربط بعض المواطنين ارتفاع درجة الحرارة بفصل الصيف، متسائلين عن شكل فصل الصيف القادم وكم ستكون عليه في فصل الصيف.
من جانبه، قال مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران أن ارتفاع درجات الحرارة في شهر آذار «يؤثر سلبا على عدد كبير من الأشجار مثل اللوزيات والمحاصيل الحقلية».
واضاف أن هذه الأشجار تحتاج إلى الرطوبة في مثل هذا الوقت من السنة وأن ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل يؤدي إلى تبخر المياه من التربة وزيادة عملية النتح وهو ما يضر بالأشجار.
وعن الرياح الخماسينية التي ترافق عادة هذه المرتفعات الجوية، قال «أنها إذا ما اشتدت فإنها تساعد على إحراق أزهار الأشجار المثمرة مما يؤثر سلبا على هذه الأشجار».
ولفت العوران إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبا على المحاصيل الرعوية وتنهي فصل الربيع باكرا مما يضطر مربو المواشي إلى الاعتماد على الأعلاف عوضا عن رعي المواشي من الأرض.
ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة اليوم ويستمر الجو حارا نسبيا وتكون درجات الحرارة أعلى من معدلها السنوي في مثل هذا الوقت من السنة.
وبين أبو هزيم أن الموجة الحارة التي أثرت على المملكة ستنتهي يوم غد وأن الجو سيتحول إلى بارد نسبيا وأن درجات الحرارة ستعود لمعدلاتها السنوية لمثل هذا الوقت من العام.
المفضلات