عمان – ناجح حسن - تتناول مجموعة الأفلام التسجيلية التي أنجزها مخرجون عراقيون وعرب بتركيزها على إشكاليتي اللجوء والمنفى لحالات إنسانية دارت وقائعها في أمكنة متعددة، وهي الأفلام التي اختارتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتعرض في احتفالية برعاية سمو الأميرة ريم علي، بحيث تنطلق الساعة الثامنة مساء اليوم في مقر الهيئة ببيت الأفلام وتستمر لغاية يوم الخميس المقبل.
تتضمن الاحتفالية التي تنظمها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الهيئة بمناسبة يوم اللاجيء العالمي أربعة أفلام تسجيلية متفاوتة الطول، تحكي جوانب من تطلعات وهموم أفراد وجماعات في فلسطين والعراق جراء تلك التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قادتهم مضطرين إلى مغادرة وطنهم صوب المنفي.
تعاين كاميرا المخرج اللبناني هادي زكاك بفيلمه التسجيلي المعنون (لاجئون مدى الحياة) وسائل العيش البسيطة لثلاث عائلات من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صور بجنوب لبنان من خلال عين ناشط في حقل حقوق الإنسان يتتبع آمال هذه العائلات في التواصل مع باقي أفرادها الموزعين في بلد أوروبي مثل المانيا وإصرارهم العنيد على حقهم بالعودة .
نال زكاك شهادة ماجستير في الإخراج من معهد الدراسات المسرحيّة والسمعيّة المرئيّة والسينمائيّة في جامعة القدّيس يوسف ببيروت، كتب وأنجز عددا وفيرا من الأفلام القصيرة والتسجيلية منذ العام 1997 لحساب مؤسسات وشركات تلفزيونية لبنانيّة وعربيّة وأجنبيّة عرضت في العديد من المهرجانات السينمائية المختلفة، البعض منها قطف جوائز لافتة، وهو يدرّس مادة الإخراج وتاريخ السينما وأنواع الأفلام، وهو مؤلف لكتاب بالفرنسيّة عن تاريخ السينما في لبنان.
يبرز الفيلم التسجيلي العراقي (عدسات مفتوحة) لميسون بجه جي برؤية تسجيلية تهتم بجهود وإمكانيات المرأة العراقية في التصوير الفوتوغرافي لجوانب من تلاوين الحياة اليومية في العراق خلال الحرب على العراق .
تتنقل شخصيات الفيلم من النسوة الآتيات من خمس مدن عراقية مختلفة بين سوريا والعراق بغية إكمال طموحهن بإيجاد صور تلخص وقائع حياتهن وما أصابهن من إحباط وأمل نتيجة الظروف القاسية اللواتي مررن بها بحكم الاحتلال والتقاليد السائدة وما عايشهن من أحلام أجهض البعض منها بفعل الحرب، لكنهن في مشروعهن الجديد لديهن إرادة على تجاوز كل المعوقات .
درست المخرجة بجه جي العراقية المولودة في مدينة بغداد العراق في العراق وأميركا وبريطانيا حيث حصلت على شهادة البكالوريوس من قسم الفلسفة في جامعة لندن حيث تقيم، ثم تخصصت بالسينما وإخراج الأفلام وأنجزت خلال السنوات الماضية أفلاما تسجيلية في مناطق ساخنة بفلسطين والعراق من أبرزها فيلم «أصوات من غزة» و»نساء عراقيات» و»أصوات من المنفى» واختيرت للاشراف على ورشات عمل في حقل صناعة الأفلام في أكثر من بلد عربي وعالمي.
يسترجع الفيلم العراقي (شمعة لمقهى الشهبندر) للعراقي عماد علي عباس أحداثا عاصرها مقهى عراقي قديم في قلب العاصمة بغداد، حين كان المكان شاهدا على أحداث في السياسة والمعرفة والأدب، ويستقطب سائر رجالات العراق لتبادل الأخبار والآراء والأفكار بخصوص نهضة العراق الحديث .
يعاين الفيلم ما آل إليه هذا الفضاء الإبداعي بعد الاحتلال الاميركي حيث دمرت أجزاء منه بفعل تفجير حول الشارع الذي يقطن فيه المقهى (المتنبي) إلى مأساة إنسانية وركام وردم وأطلال .
يقوم المخرج بمصاحبة الكاميرا في تصوير آثار التفجير وما انتهى إليه مصير المقهى ورواده لكنه يتعرض إلى هجوم آخر يطيح بمشروعه ويؤدي إلى إصابته بجروح بليغة في أنحاء كثيرة من جسمه .
عرض الفيلم في أكثر من مهرجان واستقبل بحفاوة على جرأة مخرجه في خوض غمار مغامرة تصوير فيلمه في فترة تنذر بأجواء مشحونة من العنف اليومي الذي اعتاده المواطن العراقي بشكل يومي حيث القتل والسرقة والاختطاف.
يسرد فيلم (الرحيل) لبهرام الزهيري قصة تلك التهديدات التي تتلقاها عائلة عراقية نتيجة لأسباب طائفية عندما تصورها الكاميرا وهي في اتخاذ قرار مصيري بالتواري عن مدينتهم بغداد التاريخية التي طالما عاشوا فيها مع سائر مكونات المجتمع العراقي بكل تسامح وآمان وطمأنينة .
ترصد الاحتفالية مجريات العديد من الوقائع والتفاصيل داخل أحداث حقيقية وما نتج عنها من تبخر للأحلام والذكريات الدافئة العالقة في أفئدة افراد وجماعات عالجتها الأفلام مجتمعة بسوية من التناغم بين مفردات اللغة البصرية والأفكار تسجيلية تخص النساء والأمهات والأطفال والآباء .
المفضلات