سحم قرية تقع في أقصى شمال الأردن وتطل أراضيها الزراعية على نهر اليرموك وتتميز بخوصبة أراضيها وزراعة أشجار الزيتون حيث يتواجد فيها أقدم أشجار الزيتون المغروسة وتعتبر المنطقة الأولى بعدد أشجار الزيتون الموجودة في كافة أنحاء الأردن. ويعمل أهالي البلدة في القوات المسلحة والزراعة والوظائف العامة وتعتبر من أعلى البلدات في عدد المتعلمين ومن عشائرها المعروفه عشيرة الطوالبة والغوانمه والخزاعله وابوالعسل وغيرها من العشائر وعددها 21 عشيره.
وتمتاز قرية سحم الكفارات عن غييرها من القرى المجاورة بالترابط الاجتماعي القوي بين جميع افراد عشائرها لا سيما أن ابنائها من اوائل المتعلمين في المملكة على يد الاستاذ حسين علي طوالبة الذي أولى التعليم جل اهتمامه
"
وسحم بلدة قديمة تدل الآثار الباقية فيها على أن الإنسان سكنها منذ العصر البرونزي ومن هذه الشواهد (الحصن) الذي يمثل موقع البلدة القديمة و الذي يحيط به سور من الحجارة الصوانيه الضخمه و واستمر النشاط السكاني في البلدة طيلة العصور الأخرى لتوفر المياه الغزيرة فيها ولوجودها في منطقه زراعية خصبه و فالبلدة محاطة بالمواقع الاثريه العديدة منها,(جبيل) في الجهة الشرقية المطلة على هضبة الجولان ,أما اسم جبيل فهو اسم فينيقي وقد أطلق على مدينه في الساحل اللبناني , كذلك (كفر لهيا) غرب البلدة وتعني بيت الالهه أو بيت المر أه المتعبة وهو اسم سامي آرامي قديم , وهناك مكان يدعى (الدير) على سفح الوادي من الجهة الغربية وهو دير منحوت بالصخر وقد استخدم في فترة انتشار المسيحية في الأردن.
ونجد أن هناك الكثير من القطع الفسيفسائيه الملونة والمنتشرة في أرضيات بعض المناطق مما يؤكد بقائها كمركز عمراني في العصرين الروماني والبيزنطي إضافة إلى وجود آلاف من أشجار الزيتون القديمة المسماة بالزيتون الرومي نسبه إلى الرومان وآثار معاصر الزيتون المكتشفة في أنحاء كثيرة من البلدة والمواقع الأخرى القريبة منها .
لم يتم ذكر اسم البلدة في المصادر العربية وربما دلتنا الكشوف الاثريه والنقوش التي يعثر عليها بشكل كبير عن الاسم الذي كان يطلق عليها في العصر الروماني والبيزنطي , وقد عثر فيها على العديد من النقوش اليونانية.ولكن معظم هذه النقوش دمرت أو تم التصرف فيها من قبل سكان البلدة و وهناك بعض الكهوف الموجودة غرب البلدة عثر فيها من قبل الأهالي على جعرانات و وهي عبارة عن تعاويذ كان يستخدمها الاقدمون .
تسمية البلدة
اشتق اسم سحم من (السحم) والاسحم تعني الأسود , والسحم تعني الشجر والحديد , واسحمت السماء صبت مائها , ويذكر ياقوت الحموي أن (سحام) تعني سواد كسواد الغراب , وان سحيم تصغير اسحم وهو الأسود ويذكر أنيس فريحه أن شحم أو سحم تفيد السواد , فسحم على هذا النحو كلمه سامية تعني الأسود وربما جاءت هذه التسمية من لون الحجارة ألصوانيه في حصنها وهي حجارة داكنة مائلة للسواد , أو ربما نسبه إلى كثافة الأشجار المحيطة بها وخصوصاً غابات الزيتون والبلوط . وهناك أسماء علم مشتقه من الكلمة كأبي سحمه وهو راجز باهلي , وسحمه بنت كعب من قضاعه.
ويعتقد أن بلدة سحم كانت إحدى مدن الغساسنه الذين عاشوا في منطقة الجولان وشمال الأردن قبل الإسلام واشتركوا بقيادة جبله بنت الأيهم في معركة اليرموك , وقد استمر النشاط السكاني فيها طيلة العصر الإسلامي , فقد وجد فيها قطعاً من الفخار تعود للعصر الروماني والأموي والأيوبي والمملوكي وذلك في موقع الحصن وحول مسجدها , كما أن وجود المقبرة الاسلاميه القديمة في وسط البلدة والتي تتراوح بين خمسة عشراً إلى عشرين دونماً تدل بان كثافتها السكانية كانت عالية.
المسجد
يقع مسجد سحم في أجمل مكان من البلدة على نشز من الأرض يطل على منظر جميل خلاب فالوادي الأخضر من الشمال وأسوار القلعة القديمة من الشرق0 وأطراف هذا المرتفع على شكل نصف دائري بني في جهاته الشرقية والشمالية جدار بارتفاع متر تقريباً شكلت دكه يمكن الجلوس عليها0 وكان الأهالي يجلسون على هذا السور الذي شكل صحناً للمسجد في فصل الصيف بانتظار أوقات الصلاة أو يتجاذبون أطراف الحديث وأمام ناظرهم من الشمال تمتد سهول الجولان وأودية اليرموك جبل الشيخ فصحن المسجد هذا كانت له وظيفة اجتماعية بجانب وظيفته الدينية 0
ويعتبر مسجد سحم من أقدم المساجد الباقية في شمال الأردن فبناؤه يعود إلى العصر البيزنطي ويعتبر نموذجاً من النماذج الأولى للباسيليكا (كنيسة صغيرة)0 أما الآبس فكان في الجهة الشرقية من المسجد والداخل إلى هذا المسجد لا يخامره شك في ذلك0 وقد أعاد المسلمون استخدام هذا المسجد بعد الفتوحات العربية الإسلامية لبلاد الشام وظل المسجد يقوم بواجبة طيلة العصور المختلفة حتى الوقت الحاضر0
والمسجد مستطيل الشكل مساحته من الداخل 13,9×4،9م وسماكة جدرانه كالتالي :القبلي 1،7م والشمالي 2م والغربي 1،2م والشرقي 1م 0وجسم المسجد قائم على سقف من عقد برميلي واحد ارتفاعه 4،25م ارتكز على الجدران القوية المبنية من الحجارة الكبيرة مما أعطاه القوة والصمود طيلة القرون العديدة وللمسجد نافذتان احداهمامن الغرب طولها 160سم تعرضت للزيادة فيما بعد الترميم أما الشرقية ففتحت حديثاً ثم تحولت إلى مدخل آخر للمسجد بارتفاع 170سم 0
وللمسجد محراب حفرت تجويفته في جدار القبلة في مواجهة المدخل الرئيسي لبيت الصلاة طول تجويفته 2،1م وعرضها 90سم بعمق 70سم وهذه التجويفةلا تقع في منتصف جدار القبلة بل هي منحرفة إلى الشرق قليلاً وقبلة المسجد صحيحه 0 وهناك منبر بسيط على نمط المنابرالاسلاميه القديمة مكون من ثلاث درجات عن يمين المنبر ولكنه أزيل حديثاً ولا توجد أية نافذة في جدار القبلة ولكن يمكن مشاهدة شكل دائرة في جدار القبلة الخارجي ربما كانت نافذة ولكنها أغلقت فيما بعد .
أما الباب الرئيسي للمسجد فيقع في الجدار الشمالي وهو مدخل من عقدين مدببين متزاوجين ارتفاع العلوي 3،1م بعرض 1،3م0والبوابه ففي مواجهة المحراب وهي محاطة بحجرين منحوتين بنيا على جانبي المدخل على شكل قاعدتين مما أعطى الباب جمالاً خاصاً 0
والى يمين هذا الباب توجد بئر ماء ما زالت باقية كانت تزود بالماء بواسطة أنبوب فخاري من سطح المسجد وفوق فوهة هذه البئر توجد فتحة في الجدار نفسه لتعطي حرية لحركة نشل الماء من جوفها 0ولايوجد للمسجد مئذنة ولكن هناك درج مبني في جسم الجدار الشرقي للمسجد مكون من 21 درجه تمكن المؤذن من الصعود إلى السطح للمنادة بالآذان أوقات الصلاة 0
أما صحن المسجد فهو نصف دائري أحيط بجدار مرتفع قليلاً على شكل درابزين لحماية المصلين والأهالي من السقوط في الهوة المحيطة به شرقاً وشمالاً 0وهناك مصطبة بارتفاع 30سم في ساحة المسجد أمام بيت الصلاة يعتقد إنها جزء من جدار اومجنبة كانت قائمه امامه 0
وقد وصف صحن المسجد بالحجارة على شكل بلاطات بنفس النمط الذي كانت ترصف فيه أرضيات بعض الأبنية أو الشوارع في العصر البيزنطي وأوائل العصر الأموي 0وقد كان الصحن مزداناً بقطع الفسيفساء الحجرية ذات الألوان الجميلة ولكننا لم نعثر على شىْ منها بسبب العوامل الطبيعية والعبث بها 0
إن أهمية مسجد سحم تكمن في انه نمط معماري متميز لم نشاهد في المنطقة مسجد قائم بهذا الإسلوب فمعظم المساجد القديمة التي تعود إلى العهود الاسلاميه الأولى هدمت وأعيد بناؤها تماماً كما حدث في مسجد سوف القريبة من جرش والذي يعود مسجدها إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز 0لذا لم نستطع تحديد معالم المسجد الأموي القديم بسبب البناء الحديث الذي اقيم فوقه 0 أما مسجد جرش الأموي فهو مدمر تماماً فلم نشاهد منه سوى أجزاء من جدرانه والمحراب فقط .
عشائر سحم الكفارات
الطوالبه
الغوانمه
الخزاعله
العمري
الرحاحله
المسلماني
الرقيبات
العمور
الكناني
الزيادنه
الكناكري
الدعابسه
اليوانسه
ابو العسل
الحاج
مع خالص احترامي لباقي العشائر التي لم اذكرها اعتذر للاخوه عن الصور لحين اتمامها
المفضلات