مهتمون يحذرون من اندثار التراث التاريخي والمحلي في البترا
البترا- زياد الطويسي-
حذر مهتمون بالشأن السياحي والمحلي في البترا من اندثار التراث التاريخي والمحلي في المدينة في ضوء قلة الجهات القائمة على تدوين
التاريخ التراثي الحديث والقديم، وضعف تسويق أدوات التراث والصناعات الثقافية في الجانب السياحي، فضلا عن عدم إطلاع السياح على طبيعة الحياة النبطية وعادات سكان المنطقة في القدم.
وأضافوا أن عدم الاهتمام الفعلي بالجانب التراثي والانفتاح على العالم بات يهدد الكثير من التقاليد المحلية التي مثلتها العقود الماضية والتي لا زالت بعض معالمها حاضرة في الحياة المعاصرة. وقالت الدكتورة خيرية عمرو نائب مدير متحف الأردن للآثار وإحدى المنقبين الأثريين الذين عملوا في البترا أن الاقتصار على استغلال البترا كمنطقة أثرية واستهداف المعالم التاريخية فيها بالغالبية العظمى من حملات الترويج وبرامج التسويق جاءت على حساب التراث المحلي في المناطق المحيطة.
واعتبرت أن التراث المحلي في المناطق المحيطة بالمدينة الأثرية والتي تقع داخل حدود إقليم البترا بات مهدد بالضياع بسبب عدم الاهتمام بتوثيقه وربطه بشكل مباشر بالتسويق السياحي للبترا.
ونوهت إلى أن هناك الكثير من الجوانب التراثية المتعلقة بالصناعات والعادات والتقاليد والتي تعد فريدة من نوعها باتت مهددة بالزوال رغم ما تحمله من قيم تاريخية وثقافية هامة. ودعت إلى ضرورة العمل على توثيق هذا الجانب الهام الذي لقي إغفالا من قبل كتب التاريخ والأبحاث العلمية ووسائل الإعلام.
في حين قال رئيس جمعية أصحاب الفنادق في البترا فواز الحسنات أن عدم وجود رؤية تربط بين الجانب التاريخي والثقافي لتسويق البترا سياحيا، وغياب البرامج التي تعنى بالقيم التراثية لحياة العرب الأنباط والتراث المحلي في مناطق البترا بات يحذر من زوال الجانب التراثي في حياة المدينة.
وأكد بأن الحياة المعاصرة وما رافقها من تقدم حدت بالسكان المحليين إلى عزوف عن اقتناء أدوات التراث المختلفة والتي تشكل بقيمتها المادية والمعنوية عناصر جذب سياحي تساعد في تسويق المدينة وتعمل على إثراء تجربة زوارها وزيادة مدة إقامتهم فيها، مؤكدا بأن الغالبية العظمى من بيوت السكان المحليين تكاد تخلو من أدوات التراث بسبب عدم الاهتمام بنشر الوعي بأهميتها بين صفوف المواطنين.
ودعا الحسنات إلى ضرورة دعم الهيئات التي تعنى بتوثيق الحياة النبطية القديمة وتقاليد السكان والجمعيات التي تهتم بجانب الصناعات الثقافية لتمكينها من الحفاظ على أدوات التراث والنهوض بها وتدوينها لتصبح عاملا هاما في إثراء تجارب الزوار واطلاعهم على الحياة القديمة للسكان.
كما دعا إلى ضرورة استغلال القرى التراثية في تسويق التراث المحلي والنبطي وعرض أبرز معالمه وإعادة إحيائه لتقديم صورة متكاملة للزوار تربط بين قصة المكان وحكاية الإنسان.
ولفت الدليل السياحي سليمان الهنداوي إلى أن الفجوة التي ساهم بإيجادها التقدم والانفتاح على ثقافات الشعوب من قبل أبناء المجتمع المحلي ساهمت بالتقليل من اهتمامهم بالتراث في ظل غياب الجهات التي تعنى بإعادة إحياء الحياة القديمة وتوثيق صلة الحاضر بالماضي وهو أمر في غاية الأهمية باتت تتطلبه خصوصية البترا السياحية.
وأكدت رئيسة جمعية سيدات وادي موسى مها المشاعلة بأن عدم وجود دعم كاف للعاملين على صناعة التراث والصناعات الثقافية، وطغيان جانب العمل التطوعي في الأعمال التي تعنى بالتراث المحلي والقديم ساهمت بتراجعه في الآونة الأخيرة.وأتفق معها المدير التنفيذي لبيت الأنباط الذي يرى أن قلة الإمكانات المتاحة وضعف التسويق أهم التحديات التي تواجه الهيئات والجمعيات المحلية المهتمة بشؤون التراث وصناعاته.
وأضاف بأن ندرة المصادر التي توثق للنواحي التراثية المتعلقة بحياة العرب الأنباط والتراث المحلي أوجدت صعوبات بالغة في عمل المهتمين بهذا الجانب. وأكد بأن بيت الأنباط كان له دور ريادي في توثيق جزء هام من حياة العرب الأنباط وتراث السكان المحليين من خلال مشروع التأليف والنشر الذي أنتج مؤلفات كانت هي الأولى في التوثيق للتراث النبطي والمحلي في البترا، إلى جانب إنشاء مشغل لإنتاج الصناعات الثقافية.
وبين بأن الهيئة ستعمل مستقبلا عدة مشاريع توثق لحياة وتراث العرب
الأنباط تبدأ من قصص الأطفال، كما وستقوم بنشر مزيد من الوعي بأهمية التراث القديم والحديث في البترا.
رد مع اقتباس
المفضلات