في يوم من الأيام شعرت بالضجر فقررت الخروج من بيتنا من اجل تفريغ بعض ما ألم بي من ضيق , لم أكن اعرف مسبباته وقتها ولكنني أجزم ان ظروف الحياة هي المسبب لذلك الضجر
حملت نفسي وليس هناك مخطط في خاطري للذهاب إلى مكان محدد ,فقد تركت روحي هذه المرة تسيرني
لملمت بعضا من أجزائي المبعثرة وسرت في الطريق فإذا أنا أسير باتجاه تلة مشرفة على بحر واسع , ربما عشقي لهذا المكان هو الذي جاء بي إليه وربما قادتني نفسي لألقي كل ما ألم بي هناك
فالإنسان في ساعات ضيقه يتوجه إلى اقرب شيء إلى نفسه بغض النظر عن ماهية هذا الشيء سواء كان إنسان أو جماد أو أي شيء آخر
جلست فوق التلة فرحت أناظر البحر آملة أن يخلصني مما أنا فيه , فأخذني برحلة طويلة
ودارت رحى ذاكرتي من جديد لتخرج لي نتاجا من بعض دورانها
أفكار وأفكار متتابعة ومتقطعة معا انصبت فوق أوراقي فانا معتادة دائمة أن اصطحب بعضا من الأقلام والأوراق إلى أي مكان اذهب إليه
التصقت الأفكار فوق الورقة فكانت أول تلك الأفكار الإنسان كالشجرة تماما فمنذ لحظة خروجه من رحم الأمومة إلى الحياة الواقعية يصبح بذرة قي أرضها
وتتواصل عملية النمو عن طريق الاعتناء بذلك الإنسان الصغير و رواية تلك البذرة الصغيرة بما تسمى عملية التربية سواء من الأسرة سواء من المجتمع
أما المدة الزمنية التي يستغرقها ذلك الإنسان الصغير هي عبارة عن فترة تكوين الساق لتلك الشجرة
ومن ثم تبدأ ظهور الأوراق على تلك الشجرة الصغيرة نتيجة لتتابع المراحل العمرية لذلك الإنسان , وكل ورقة من هذه الأوراق تحمل مرحلة معينة من مراحل حياته ,وتزداد هذه الأوراق تبعا لتقدم عمر الإنسان وتترسخ جذوره في هذه الحياة كما الشجر تماما ليصبح في النهاية شجرة لها جذور وساق وأوراق توقفت رحى أفكاري وعدت لوعيي من جديد عندها فقط كنت فرغت كل ما املك من أفكار على بحر الورق فقررت بعدها جمع أحزمتي والعودة إلى بيتنا
المفضلات