الحقيقة الدولية – عمان
احتفاظ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمنصبه لا يمثل جديدا بالنسبة للعرب خاصة أن السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية منذ عشرات السنين منحازة للكيان الصهيوني، وأن هذا الانحياز يتغير بدرجة طفيفة وفقا للحزب الذي ينتمي إليه الرئيس سواء كان الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
السؤال الأهم هنا، سيكون في كيفية تعاطي الإدارة الأميركية في ولايتها الثانية مع قضايا المنطقة العربية والدول الإسلامية، سيما أن الفشل حكم وعودها السابقة في ما يخص القضية الفلسطينية والتسوية بين العرب والصهاينة.
السياسة الخارجية الأميركية، هو استمرار للحرب الناعمة، مع جرعة أكبر في الروح العسكرية، تمهيداً لتسويات تحكمها الظروف على الأرض، في ملف القضية الفلسطينية وسوريا.
والجميع يتذكر خطاب الرئيس الاميركي في جامعة القاهرة قبيل الربيع العربي ودغدغ به عواطف المسلمين والعرب، ولكن لم يتم تنفيذ أي شىء على ارض الواقع.
الواقع يقول إن القضايا العربية والقضية الفلسطينية في أسفل سلّم اهتمامات إدارة أوباما، وليست من الأولويات، وإن كان البعض يقول إن الولاية الثانية لأي رئيس أميركي تكون أكثر تحرراً من الولاية الأولى
من الممكن أن يحسن اوباما سياساته التي إتخذها خلال الفترة الأخيرة لأنها الولاية الأخيرة له، بعيدا عن ضغوطات اللوبي الصهيوني، ولا يوجد شئ يندم عليه بعد ترك هذه الولاية، وربما ستكون الولاية الثانية له اكثر جرأة من الأولى ومن ثم ربما سيسعى الى اتخاذ قرارات يسجلها له التاريخ على مستوى منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة الامريكية، بعيدا عن التوازنات.
وفي النهاية يبدو ان العرب لا يريدون ان يستوعبوا ان السياسات الخارجية للولايات المتحدة تتأثر فقط بمفهوم القوة والندية في التعامل ، وبالتالي فان القضايا العربية لن تجد اذنا صاغية في البيت الابيض الا بعد مواقف عربية موحدة، وهذا ابعد ما يكون عليه العرب هذه الايام.
المفضلات