إلى سمراء البشرة, وبيضاء السريرة, ووردية الكينونة
أتدرين كنت احسب بان قلبي لم يعد سوى اثر قديم عفا عليه الزمان وغطته الأتربة, أو حجرة مظلمة لاتحمل في طياتها وبين جدرانها سوى الذكريات العالقة المتناثرة
رأيتك فزلتي الأتربة وفتحتي نوافذ الحجرة المظلمة, لينفذ إليها شعاع الضوء القادم من خيوط الشمس الذهبية مبددا السواد الحالك بإرجائها, عندما نظرت إليك أول نظرة جذبتني عيناك وشدتني قامتك, وعند ما أرسلت نظراتك الحانية إلي أو المتسائلة حولي....
أبت عيني إلا أن ترد على إشارتك وتجيب على تساؤلك.
مرت الأيام والليالي ومشكلة القرب منك أو حتى التحدث إليك تزداد يوما بعد يوم, لتسرق من العيون نومها ومن الأقلام مدادها...
لجأت إلى طرحها بين أيدي قلبي وعقلي للتصرف بها. عقلي يفكر مليا قبل نطقه بالحكم, فعدم الاستعجال شعاره والحرص طريقه, والحقيقة هدفه.
أما قلبي فكانت إشارات عينيك هي أدلته وهي المترجمة لأحاسيسه, فدونت أصابعي أحاسيس قلبي وتركنا عقلي وحيدا.... كتبت لي ورقة هي بالبياض حزينة, وبالسواد سعيدة مضيئة, فهنالك أدرك عقلي انه لا جدوى من طول التفكير والمهاودة فقرر الانضمام.
حينها أصبحت لي عشقا كعشق الفراشة للزهرة, والحبر للورقة, وعشق الطفلة للدمية, فإذا كتبتي جدتي, وإذا مشيتي سلبتني, وإذا نطقت جذبتي, وأقول:
إن كلماتك سواء الخارجة من بين ثغرك وحتى تلك المكتوبة بواسطة أناملك
تتحول لحنا شجيا تعزف على أوتار قلبي
المفضلات