السيلان أو التعقيبة
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري -
لم يعد العالم يخاف من مرض السيلان، وذلك لأن العقاقير والمبيدات الطبية تشفي منه بسرعة ودون خطورة، ومع الاسف، كثرت العلاقات الجنسية بشكل حر لدرجة انه لم يعد يقلق الناس من تعرضهم لمرض السيلان.
في الحقيقة ان كلمة «السيلان» لا تعني «تعقيبة» وانما يعرف علمياً بعبارة Blennorragie أي النز الباثولوجي (المرضي) من فوهة القضيب، والطب يعلمنا ان هناك نزاً لعدة امراض منها الكانديرا والكلاميديا والتريكوموناس والميكوبلاسما والفيروس وجراثيم اخرى، اما السيلان الناتج عن جرثومة التعقيبة فلقد اكتشفت في نهاية القرن التاسع عشر.
ان جرثومة السيلان Neiseria Gonorrhoeae هي من نوع الغونوكوكو gonococus – مكورات السيلان، ومعروف بأنه ميكروب اشد ظهوراً من السفلس بعشرات المرات، الا انه ليس بأهميته ولا بخطورته، وينتقل بسهولة اكثر، مما يخوله حتى الادعاء انه من الامراض الزهرية الاكثر انتشاراً، اصل الكلمة نابع من اليونانية gone أي المني وrheo أي يسيل.
كيفية انتقاله
لا شك ان طريقة العدوى الاولى والاساسية هي بواسطة الممارسة الجنسية وتحصل عادة في اليوم التالي من العلاقة او بعد عدة ايام منها – اربعة حتى خمسة ايام احياناً – مما استوجب تصنيفها ضمن الامراض الزهرية.
الاعراض
عند المرأة
تظهر الاعراض عند المرأة اقل وضوحاً منها عند الرجل، ولذلك لقصر احليلها أي مجرى البول الممتد من المثانة الى الخارجة، بالنسبة لطوله عند الرجل، واهم هذه الاعراض.
-سيلان اصفر كثيف شبيه بالقيح.
-رعية في الفرج.
-حريق مؤلم عند التبويل.
-كثرة التردد الى المرحاض للتبويل – نتيجة التهاب المثانة.
-التهاب حادة في غدة بارتولينو، وهو ورم بحجم البيضة تقريباً على جانب واحد من الفرج، مؤلم للغاية.
الا ان هذه الاعراض كثيراً ما لا تظهر او تكاد لا تظهر، مما يجعل السيلان متتابعاً بصورة مستديمة نتيجة اصابة الجهاز التناسلي بالغونوكوكو، وتدوم هذه الحالة اسابيع او ربما شهوراً او قد تشتد الاعراض خطورة، خاصة عندما ينتقل الميكروب الى القسم الاعلى من الجهاز، فيلتهب الرحم والقناتان الرحميتان والمبيضان والغشاء البريتوني، مما يؤثر على عملية الانجاب فيما بعد وحتى يوصل الى العقم بانسداد القناتين، هذا دون نسيان الحرارة المرتفعة والتعب الجسمي.. الا انه قد تبرد هذه الاعراض ويطول مكوث الغونوكوكو في الجهاز التناسلي، فينتقل المرض الى الحالة المزمنة التي تتميز اكثر ما تتميز بسيلان مزمن دائم، تليه اعراض ونوبات حادة من وقت الى آخر مع حريق بولي مؤلم وحكاك.
عند الرجل
تظهر الاعراض عنده مباشرة بعد ايام قليلة من اجراء علاقة مع امرأة مصابة، فيشعر بـ:
-دغدة ورعية في مجرى البول.
-حريق مؤلم اثناء التبول، يليه سيلان ابيض عكر ينز من فوهة القضيب، سرعان ما يتحول الى سيلان لزج مقيح يترك آثاراً على الثياب الداخلية فيلوثها بشكل بقع صفراء مائلة الى الاخضرار.
-وتزداد اهمية الأعراض الحادة، فيظهر رأس القضيب ملتهباً ومتورماً وبلون احمر فاقع وشديد الشعور بالألم.
واذا لم يعالج المريض كما يجب، ينتقل الميكروب الى الاقسام العليا من الجهاز البولي, ماراً بالقسم الورائي من الاحليل حتى المثانة ومنها الى البروستات والحويصلات المنوية، فينتشر الغونوكوكو ومهدداً سلامة وكيان الجهاز التناسلي.
التشخيص
-الاعراض المذكورة، وعند الشك او عدم التأكد من هوية الجرثومة، يستحسن صباحاً وقبل التبويل، ان يعصر القضيب من اسفله حتى رأس الحشفة لاستخراج عينة من النز الابيض، والتحقق من وجود الجرثومة بواسطة الفحوص المخبرية والمجهرية.
الان ان تشخيصه عند المرأة، ليس بالسهولة نفسها، لأن الاعراض لا تظهر بالوضوح نفسه كما هي الحال عند الرجل، ولذلك وجب ان يبحث عن الغونوكوكو في المواضع التي يتمركز فيها وهي:
-غدة بارتولينو.
-غدد سكان التي تجاور مجرى البول.
-عنق الرحم.
-فوهة الاحليل.
لا شك ان استخراج المواد من هذه المواضع وزرعها ويستعمل عادة طريقة غرام Gram التي تؤدي الى نتيجة ايجابية بنسبة 90% من الاحوال.
العلاج
اليوم يلجأ الى استخدام العقاقير ذات المفعول السريع والقوي، يتناوله المريض دفعة واحدة او يصف حقنة واحدة بالعضل، او حبوب خاصة ليومين او ثلاثة ايام في اقصى حد.
لا شك ان اغلبية المصابين بالمرض يشفون بسرعة اذا ما تنالوا هذه الادوية.
الوقاية
-وضع اوراق على مقعد المراحيض قبل استعمالها، ثم اتلافها بغية منع الانتشار العدوى في المراحيض.
-عدم تناول الكحول اثناء المعالجة.
-عدم استعمال مناشف الغير ما دام السيلان موجود.
رد مع اقتباس
المفضلات