الجهاد.. طريق تحرير فلسطين التاريخية
"الحقيقة الدولية" تستطلع آراء خبراء وسياسيين وعلماء دين حول خطاب زعيم دولة الإرهاب الصهيونية
الجهاد.. طريق تحرير فلسطين التاريخية
الحقيقة الدولية – عمان – خاص
تناولت صحيفة "الحقيقة الدولية" في عددها رقم 171 الصادر الأربعاء 17/6/2009 على صدر صفحتها الأولى خطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، في قراءة تحليلة استشرافية ، تحت عنوان " الجهاد طريق تحرير فلسطين التاريخية"، أكدت فيه أن "الجهاد هو السبيل والطريق الأوحد لتحرير أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"، وان التطرف الصهيوني قد بلغ مداه، بتزوير التاريخ، وابتلاع فلسطين، كامل فلسطين، وفيما يلي، نص التحليل...
ليس من باب العبث أو المزايدة على أحد أن نقولها بكل صراحة أن "الجهاد هو السبيل والطريق الأوحد لتحرير أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"، تلك الأرض الطاهرة التي باركها الله وما حولها، كما أننا ندرك تماما تبعات هذا الطرح وما قد يكتنفه من اتهامات ضدنا بأننا نقوم بدور تحريضي، كون أن مجموعتنا الإعلامية تصدر من بلد تربطه معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني.
إلا أننا ومن باب إيماننا العقائدي المطلق بحتمية المواجهة مع هذا الكيان الغاصب والمزور للتاريخ والديانات السماوية والذي لم يترك مجالا لأحد بتطرفه وإرهابه وليه عنق الحقيقة إلا أن نقف موقفا واضحا لا يقبل التأويل أو التحريف ويتناسب مع ما يفترض أن تواجه به الأمة الإسلامية والعربية الموقف الصهيوني السافر والواضح الذي أطاح بالتاريخ والجغرافيا والحقائق الدينية، كما أنه كيان لا يحفظ عهدا ولا ميثاقا ولا شرعية وينطبق عليهم قول الله تعالى (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون).
إذن فبني صهيون هم ناكثون للعهود ولا يؤمن جانبهم، والحركة الصهيونية، التي يتزعمها قائمة على التزوير والكذب والإرهاب والإجرام والظلم، وهو ما أكده زعيمهم، بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير في جامعة بار إيلان، حينما مارس هوايته في تزوير التاريخ كابن لمؤرخ صهيوني أشتهر بالتلفيق والتزوير، ومن ورائه آلة صهيونية امتهنت وأتقنت لعبة تحويل خرافاتهم وأساطيرهم إلى عقائد تلمودية بالية لا أصل ولا أساس لها في الكتب المقدسة.
فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها فلسطينية – عربية - إسلامية
ما نضح عن زعيم عصابة الإرهاب الدولية الصهيونية، بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير من قفز عن حقائق تاريخية ودينية وجغرافية تؤكد أن أرض فلسطين التاريخية هي أرض كنعانية عربية فلسطينية قبل أن تقوم لبني إسرائيل قائمة منذ تسعة آلاف سنة، وإدعائه بأنها أرض يهودية يعيش عليها تكتل بشري أطلق عليه اسم الفلسطينيين، هو أمر جد خطير ويتطلب موقفا عربيا وإسلاميا واضحا وحاسما يعلن فيه بأن فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها هي أرض فلسطينية عربية وإسلامية لا يجوز التنازل عن أي شبر من ترابها.
الجهاد هو طريق تحرير فلسطين
التطرف الصهيوني هذا يجب أن تواجهه الأمة بأكملها بإعلان واضح وصريح بأن الجهاد هو السبيل الأوحد لتحرير فلسطين التاريخية والمسجد الأقصى المبارك، وما خطاب نتنياهو إلا إعلان رسمي بإصدار شهادة وفاة لما يسمى بعملية السلام المزعومة ومشروع السلام العربي - الصهيوني.
"الحقيقة الدولية" استطلعت آراء المختصين ونخبة من الساسة العرب للوقوف على الرد الأمثل والعملي على تصريحات رئيس حكومة الكيان الصهيوني المغتصب:
أوهام السلام مع الكيان الصهيوني
أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة كمال الخطيب، في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية" التي تبث على القمر الاصطناعي نايل سات: "أنا لست متفاجئا من كل ما تضمنته كلمة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعتقد أن من يحق لهم أن يتفاجأوا هم أولئك الذين ركضوا وراء أوهام السلام مع هذا الكيان، وتأملوا أن يبدأوا حوارا جديدا مع هذا الكيان الغاصب للأرض".
وأضاف لقد جاء نتنياهو ليقول بالقلم العريض ومن منبر جامعة بار ايلان، وهي رمز التشدد والتطرف ليشير بشكل واضح وبصورة لا تقبل الجدل إلى رفض هذا الكيان لمشروع السلام والمفاوضات، وهي صفعة على وجه الذين تأملوا خيرا بهذه المفاوضات وبما يسمى عملية السلام الكاذبة مع إسرائيل.
وقال الخطيب، إن ما قاله نتنياهو يؤكد أن هناك حقيقة على الجميع الاعتراف بها وهي أن إسرائيل ليست وجهة السلام بل هي وجهة للحرب وهذه المزاعم لن تجبر أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني على أن يقروا وأن يعترفوا بهذه المزاعم الصهيونية، فهذه أرضنا التي لن نغادرها ومن دخلها بحراب السلاح والقتل هم الطارئون والذي سيغادرونها عما قريب.
وبين الخطيب، لدينا قرار نهائي بأننا باقون في أرضنا وأن عمليات التهديد بطردنا لن تخوفنا ولن تجبرنا على المغادرة، فنحن أصحاب الأرض الشرعيون وغيرنا هم الطارئون على هذه الأرض الطاهرة.
وطالب الخطيب، العرب بالكف عن الجري وراء أوهام السراب التي يرددها الصهاينة بين فترة وأخرى، والكف عن إيهام الشعوب العربية والإسلامية بأننا على أعتاب مرحلة سلام تعم المنطقة بمشاركة هذا الكيان الصهيوني، ويجب علينا جميعا أن نعود إلى طريق الصواب والحق لانتشال القضية من براثن هذا الاحتلال الصهيوني البشع.
مصطلحات هلامية
وقال المحلل السياسي الأردني الدكتور إبراهيم بدران، في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية" إن الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو لم يأت بشيء جديد، بل كان ضمن سياقات التوقع، فقد تضمن عبارات هلامية خالية من الأفكار حاولت أن تؤسس لفكرة الاحتلال العنصرية وهضم الحقوق الفلسطينية التاريخية في أرضهم التي احتلها الصهاينة.
وأضاف بدران أن العبارات الهلامية التي تضمنتها كلمة نتنياهو سعت إلى وضعنا جميعا في حلقة مفرغة من الأفكار الصهيونية لغرض تبرير استقبالها وتأكيدها من قبل العالمين العربي والإسلامي، وهي ذات الحلقة التي يدور فيها اليمين المتطرف الصهيوني الذي يريد السيطرة على الأرض والموارد وطرد الفلسطينيين من أرضهم وهدر حقوقهم المشروعة، فضلا عن صبغ فلسطين بالصبغة اليهودية. ثم هو يريد بعد ذلك السلام والأمن لتلك الدولة اليهودية وضمان عدم حمل السلاح بوجهها.
وأكد بدران أن المطلوب اليوم وبعد هذا الخطاب المشبع بالتطرف الصهيوني، من كافة الدول العربية والإسلامية أن نسارع برفض ما تضمنه الخطاب واعتباره مخالفا للقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وما تم الاتفاق عليه من مشاريع، والتأكيد على أن الخطاب والمضامين التي وردت فيه لا تساعد على السلام الذي وعدنا به مع هذا الكيان الغاصب، بل إنه كان نذير شؤم لاستمرار الحرب.
وطلب بدران من كافة الدول العربية والإسلامية مقاطعة هذا الكيان الصهيوني تماما، ودفع البرلمانات العربية والإسلامية إلى إصدار قوانين ولوائح تعتبر أن الأراضي العربية الفلسطينية هي أراض فلسطينية ولا يوجد لإسرائيل أي حق لها في فلسطين المحتلة. كما عليهم تحريك دعاوى قضائية قانونية أمام المحاكم الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية ضد الصهاينة ومطالبتهم بتغيير سياساتهم الإحتلالية التوسعية وإيقاف عمليات التهويد والاستيطان التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني. ورفع دعاوى قضائية ضد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لاستمرارها في محاصرة الشعب الفلسطيني.
وشدد بدران على أهمية أن يكون الخطاب العربي والإسلامي المندد والرافض لما تضمنته كلمة نتنياهو، موجها لصانع القرار الدولي بكافة تنوعاته، لا أن يكون موجها للاستهلاك العربي والإسلامي الذي هو أساسا صاحب تلك القضية، فالمطلوب اليوم أن نمارس نوعا من الضغط المدروس والممنهج على صانع القرار الدولي وإيصال صوتنا إليه والتأكيد على أن كيان العدو الصهيوني يخالف القوانين الأمريكية على سبيل المثال وباقي القوانين الدولية، ولكن للأسف ليس هناك من يبين تلك المخالفات القانونية لصانع القرار الأمريكي.
فشل الخيار السياسي وتصاعد خيار المقاومة
وبين مدير العلاقات العربية في حزب الله اللبناني الشيخ حسن عز الدين، في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية" أن الجميع لم يتفاجأ بما تضمنه خطاب نتنياهو الأحد الماضي، فهو خطاب يعكس الرؤية الصهيونية في تطبيق أفكارها التوسعية في فلسطين المحتلة.
وقال عز الدين، إن الخطاب وإن أبدى قبولا مبدئيا بما سماه الدولة الفلسطينية، فإنها في الواقع ستكون مفرغة بالكامل من أسس الدولة، وستكون تابعة لدولة الاحتلال الصهيوني، وملحقة بها.
وأكد المسؤول الكبير في حزب الله أن نتنياهو أراد من خلال خطابه ممارسة المزيد من الضغوط على العالم العربي والإسلامي لإجباره على تقديم المزيد من التنازلات المجانية، خاصة أنه حصل في أوقات تاريخية مختلفة أن قدم العرب بعض التنازلات المجانية لهذا العدو، وبالتالي فهو يسعى للحصول على مزيد من تلك التنازلات المجانية، وكلما تنازلنا لهذا العدو فسيطلب المزيد وهذا ديدن العدو الصهيوني.
وأشار إلى أنه بات واضحا للجميع أن الخيارات السياسية مع هذا العدو لم تعد تجدي نفعا، بعد كل هذه التجربة الطويلة، وأن خيار المقاومة هو الخيار المطروح اليوم مع هذا الكيان الغاصب للأرض الفلسطينية، وقد أثبتت التجربة المطولة مع هذا الكيان أن هذا الخيار هو الأنفع والأجدى لردعه عن القيام بأي عمل عدواني.
وأكد الشيخ عز الدين أن خيار المقاومة في العالم العربي لم يعد خيارا فئويا بل أصبح خيار الأمة بكاملها، وبالتالي على هذه الأمة أن تهيئ الآليات المناسبة لدعم المقاومة الفلسطينية لمواجهة المشروع الصهيوني الإحتلالي.
تنكر إسرائيلي للعملية السلمية
وأكد الكاتب الصحفي الأردني عبد الله أبو رمان، في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية" أن الخطاب كان تنكرا إسرائيليا للعملية السلمية والاتفاقيات الموقعة وهو ضد المبادرة العربية التي تبنتها الدول العربية وقدمتها كصيغة مناسبة للسلام في المنطقة، مبينا أن نتنياهو رد على جميع ذلك بصيغة استسلام شامل وهو أمر مرفوض عربيا وأردنيا وهي تمس الأمن القومي العربي بصورة عامة والأردني بصورة خاصة.
وقال أبو رمان إن مفهوم "الوطن البديل" موجود لدى الكيان الصهيوني، ولكنه ليس ضمن قاموسنا ولن يكون أبدا، نعم ربما يكون المصطلح موجودا في القاموس الصهيوني كمؤامرة، لكننا لن نعترف بهذه المصطلحات الإسرائيلية أبدا، وأكاد أجزم أن الأردن تجاوز مثل هذه المصطلحات.
وأشار إلى أن على العرب أن يعوا تماما أنه لا يوجد شريك إسرائيلي في ما يسمى عملية السلام، وعليهم التعاطي مع هذا الواقع بما يحفظ عدم ضياع ما تبقى من فلسطين بأيدي الصهاينة.
ولفت أبو رمان إلى أن الحكومة الإسرائيلية واقعة اليوم تحت ضغط كبير في مواجهة المجتمع العربي والدولي فضلا عن المواجهة الشرسة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وقد جاء خطاب نتنياهو ليزيد من مقاربات تلك المواجهة والضغط الممارس عليها.
خطاب مرفوض جملة وتفصيلا
ورأى رئيس لجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى السفير محمد بسيوني، ان خطاب نتنياهو مرفوض تماما، وانه إذا كانت إسرائيل تريد الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية فهي حرة في ذلك ولكنها لا يجب ان تطلب ذلك من الفلسطينيين، مؤكدا ان هذا يعني ديموغرافيا او سكانيا إلغاء وإسقاط حق العودة، فهناك ما يقرب من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في الخارج ويجب عودتهم في حالة إتمام أي اتفاق.
وقال إن ما يردده رئيس الوزراء الإسرائيلي يلغي ذلك تماما كما ان هذا الشرط الإسرائيلي سيكون مبررا لإسرائيل لترحيل 1.5 مليون فلسطيني موجودين داخل فلسطين المحتلة، وهو بالطبع مبدأ مرفوض تماما.
وأضاف ان المبادرة العربية للسلام هي الإستراتيجية التي اتخذتها 22 دولة عربية في قمة بيروت 2002 وتم التأكيد عليها في قمة الرياض 2007 وهي موقف موحد من الدول العربية وتمثل فرصة ذهبية لإسرائيل ويجب عليها استغلالها فالعرب على أتم استعداد لإقامة السلام مع إسرائيل على أساس هذه المبادرة بشرط عدم التفريط فيها أو التخلي عن أي من بنودها.
وأكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عبد الرؤوف الريدي، ان ما ذكره نتنياهو بشأن ضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية سيسقط حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم وسوف يؤدي إلى العودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
وشدد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية، على انه لا يجوز الموافقة على المطالب الإسرائيلية بالاعتراف بيهودية إسرائيل والإضرار بمصالح الفلسطينيين وابسط حقوقهم، مؤكدا ان الاعتراف بيهودية إسرائيل يعني حرمان أبناء الديانات الأخرى من حقوقهم الأساسية.
وقال صبيح، ان الأمر بحاجة لوقفة جادة من راعي عملية السلام واللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية ومن كافة الدول التي تقيم علاقات إستراتيجية مع إسرائيل لأنه لا يجوز السكوت على تصرفات الحكومة الإسرائيلية التي تدفع الشرق الأوسط نحو الهاوية.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – خاص - 16.6.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشهور
المفضلات