[align=center]
*** مخـــــــــــاوف الرجـــــــــــال ...... !!! ***
'' تُرى هل هناك مخاوف تنتاب الرجال... وما هي''؟!.
هذا التساؤل اودعناه خاتمة المقالة السابقة، لم يكن الهدف البحث عن إجابات - كما فهمها بعض ممن تلقيت ردودهم - الا ان هذه الاجابات جاءت في اطار تغذية راجعة يجب ان لا نغض الطرف عنها، جاءت ممن انفعلوا... أو تفاعلوا مع '' مخاوف المرأة ''.
لست هنا والآن... بصدد تناول الردود بتفاصليها، فهنا يقف في الوجة دائما محذوران: أولهما أن '' الأسماء قد لا تكون حقيقية ''وثانيهما'' غياب ميزان قياس المصداقية ''، تبقى الاشارة الى ان في ردود وصلت هناك نساء ''تطرفن'' في ادانة آدم، ورجــال ''اعترفــوا'' ان لديهم مخــاوف هذا ما حفزني الى النظر في مخاوف ''الرجال'' : عند البحث في دراسات تزدحم بها عناوين يصل اليها الباحث في الوثائق وبسهولة يجزم علم النفس ان الخوف احساس انساني طبيعي لا تخلو نفس بشرية منه، وهو لا يميز بين رجل وامرأة وان كانت دوافعه محكومة لمتغيرات الظروف لا بل واكثر من هذا فان علم النفس ذاته يؤكد ان تطور ''الخوف'' الى ''مخاوف'' عند الرجل اسرع واكثر عددا ونوعا منه عن المرأة، فالخوف حين ينتاب الرجل يصوغ من الاحتمالات ما قد يفوق ما يفعله اذا ما انتاب المرأة، فمخاوف الرجل اذا ما انفجرت في نفسه اكثر بكثير.
والدراسات نفسها، تشير الى ''تناقض وتقاطع'' عند رسم اولويات مخاوف الرجل، وتعزو هذا الى ان الرجل عندما ينتابه الخوف، تحكمه حقيقتان واضحتان لابد من اخذهما بعين الاعتبار : الأولى انه يعمد الى اخفاء خوفه لاسباب تفرزها ''النزعة الذكوية'' التي يتباهى بها دائماً، والثانية ان الرجل يحجم ولاسباب النزعة الذكورية ذاتها يحجم عن التعبير والاعتراف بمخاوفه، من هنا فان الوسائل المتعارف عليها في اجراء الدراسات، قد لا تقدم اجابات عالية الصدقية في تحديد مخاوف الرجل.
مع هذا كله فان... الموت وما بعده... الفقر... المرض... الفشل الوظيفي... العجز الجنسي... جاءت على هذا الترتيب لمخاوف تنتاب الرجل آنياً ومستقبلاً، وان كانت دراسات اشارت الى مخاوف آخرى تنتاب الرجل لكنها ترتبط بظروف محددة لا يمكن معها التعميم وبناء القاعدة والقياس عليها، ابرز هذه المخاوف وحدة ارذل العمر... الحاجة للآخر عند ذهاب القوة لاي سبب... ثم بعد هذا عقوق الابناء... الان ان ''التجاعيد'' التي اخافت بعضهن،غابت تماماً عن مخاوف الرجل، لعل مرجع هذا ثقته بانه أياً ما كان سيبقى '' السيد ''.
نعود الى ما اخترنا من ردود، لنكتشف انه بين تطرف من اتهمن الرجل بـ '' النفاق'' مؤكدات ان المخاوف تنتابه وربما اكثر منهن، ويرين ان قوته غشاوة تغطي ظاهرة، وانهن ما عدن كما كانت عليه '' المرأة '' التقليدية التي لولا وجودها لما وجد الرجل من '' يتسيد '' عليه، بين هؤلاء وبين الرجل الذي آثر ان يكون واقعياً، صلة وصل رابطها ان المخاوف لا تتباعد طبيعتها كثيراً بين رجل وامرأة، فنساء اليوم، بعد أن امتلكن قرارهن الاقتصادي، انتزعن حريتهن من '' السيد '' الذي ثبت انه ضعيف تنتابه المخاوف، وفي لحظة الصدق اعترف رجال بصدق هذه المقولة.... بان للرجال في هذه الحياة مخاوف لا تبتعد كثيراً عن مخاوف النساء.
يبقى السؤال الاكبر.... ما دمنا.... رجالاً ونساء.... شركاء حياة واحدة مفاصلها الرئيسية يوم مضى، ويوم أدركناه نحن فيه ويوم '' قد '' يأتي لا ندري ما فيه.... فلماذا ومن ماذا الخوف الذي يتكاثر ليصير... مخاوف النساء.... ومخاوف الرجال ؟!
المصدر
جريدة الراي الاردنية
سهى حافظ داود طوقان [/align]
المفضلات