بمقتل خمسة من رجال الجيش المصري على الحدود المصرية الإسرائيلية على ايدي جنود إسرائيليين أدى هذا الحادث المفجع الى رفع وتيرة الغضب الشعبي المصري الذي لم يكن في يوم من الأيام راضيا عن استمرار هذه العلاقة او وجودها أصلا.
استدعاء السفير المصري من تل أبيب الى القاهرة جاء في هذا السياق، الجماهير الغاضبة في شوارع القاهرة وفي محيط السفارة الإسرائيلية تطالب جهارا نهارا برحيل السفير الصهيوني، الأمر الذي يعكس مدى التردي الذي وصلت اليه هذه العلاقة ليس بسبب الحادثة الأخيرة فحسب بل هي نتاج تراكمات سببتها السياسة الخرقاء التي انتهجتها الحكومات اليمينية المتطرفة التي نأت بنفسها عن العملية السلمية وضربت بها عرض الحائط.
الربيع العربي الذي صاحبه حراك شعبي كبير دفع الى اسقاط النظام المصري السابق المتهم بمهادنة الحكومات الاسرائيلية، حتى الاعترضات على الممارسات الاسرائيلية المعادية للفلسطينيين كانت تتم باستحياء وبنعومة غير مرضي عنها حسب المراقبين المصريين.
المراقبون الاسرائيليون اشاروا الى ان القيادة المصرية الجديدة تختلف اختلافا كليا في تعاطيها مع الجرائم الاسرائيلية على الحدود، او في ردة فعلها عن القمع المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال، سيما الغارات المتواصلة التي تشنها آلة الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، لذلك ثمة من نصح الحكومة الاسرائيلية المترددة عن تلبية الطلب المصري بالاسراع في تقديم اعتذار رسمي، وباعتقادي ان اسرائيل سوف تلبي هذا المطلب تحت ثقل ضغط الشارع المصري الذي لن يتنازل عن مطالبه ولو في حدودها الدنيا، التي لن تتجاهلها الحكومة المصرية الحالية.
الجامعة العربية راحت تناقش التصعيد الاسرائيلي على القطاع الذي فقد اكثر من خمسة عشر شهيدا خلال فترة وجيزة، من جراء القصف الجوي الذي تشنه الطائرات الحربية الاسرائيلية على اهلنا في القطاع المحاصر.
الأيام القليلة القادمة تنذر بالشر اذا ما واصلت القوات الاسرائيلية في تصعيد هجماتها على المواقع الفلسطينية ما سيدفع رجال المقاومة الى اطلاق المزيد من صواريخ جراد التي وصلت اسدود وبئر السبع، وكذلك لن تبشر بالخير اذا لم تقدم اسرائيل الاعتذار الذي طلبته الحكومة المصرية، ومع هذا كله فان العلاقات المصرية الإسرائيلية لن تعود الى طبيعتها السابقة، بل سوف تستمر في تراجع ملموس في ظل هذه المناخات المتوترة التي تخيم على الحدود على المستويين الرسمي والشعبي.
المفضلات