اول زفاف جماعي لقرية كاملة بالصعيد
بني سويف ـ من مصطفي فؤاد
قرية زاوية المصلوب احدي قري مصر القديمة تقع علي الساحل الغربي من النيل وكانت لعراقتها هي العاصمة الإدارية لمركز الواسطي كله حيث أنشيء بها مركز الزاوية عام1844 م باسم قسم الزاوية.
وكان اختصاصه يشمل عدة بلاد من قسم بني سويف الذي كان بدوره واحدا من ثلاثة أقسام تضم المديرية كلها وهي: مراكز بني سويف, وببا, والزاوية, وظل هذا الحال علي ماهو عليه إلي ان نقل في عام1886 م إلي بلدة الواسطي مع بقاء اسمه حتي عام1896 م ويقع بجوار القرية خط السكة الحديد الموصل من العاصمة إلي الصعيد.
القصة بدأت مع تقاليد عائلة علي وهي اسرة كبيرة تمثل حتي الآن معظم سكان القرية وتتفرع إلي عدة فروع متعددة بأسماء كثيرة ويقال ان أصولها نزحت من بلدة العسيرات محافظة سوهاج, حيث تمتد هذه الاصول إلي عائلة بني نصار ومعه ابنته فاخرة وولداه خضر ونصار ولان الأسرة ذات اصول عربية تشتهر بالكرم والألفة والشجاعة فقد اجتمع الناس علي موفديهم علي ضفاف نيل الواسطي وتكاثر عدد سكانها.
وحول مقام الشيخ زارع صاحب الكرامات والسيدة الصالحة التفت القلوب بشدة وحب وشغف لدرجة انه جعلت مولده مناسبة دينية.
أصبح بعدها مولد الشيخ زارع هو موعد الزفاف لقرية الزاوية كلها, حيث تستعد القرية للخبيز وعمل الفطير وأصحاب الحرف يقومون بتجديد وتزيين المنازل, يأتي موعد بركة يوم السعد والوعد مولد الشيخ زارع وعيد الزفاف, حيث تتزين الجمال قبلها بأيام كاملة ويحرص الشباب علي اختيار الزينة المناسبة بعناية ولف أعناق الجمال بالحرير الملون واختيار حمالة الهودج باتقان حرصا علي سلامة العروس.
وفي يوم العرس تخرج زاوية المصلوب علي بكرة أبيها في أكبر حشد فولكلوري
يزغردن علي اجناب الطرقات وفوق اسطح المنازل ويصفقن خلف جمل عريس وعروس الأسرة والشباب يتباري حاملا العكاكيز بضرب الأرض امام المحامل, بينما توزعت حلقات وحلقات بشكل منظم وسط الهوادج وقد اشتبكت مع بعضها في لعبة التحطيب المشهورة.
وكان يتعاهد العريس والعروس علي تسمية الابن الأول زارع, تبركا بالشيخ ودفاتر المواليد في قرية زاوية المصلوب مركز الواسطي ببني سويف تؤكد ان اسماء زارع لاتقل نسبتها حتي فترات قريبة عن75% من اسماء أبناء القرية لتذكر بأيام عرس زاوية المصلوب هذا الاحتفال الفلكلوري الذي اختارته زاوية المصلوب وتوارثته وحرصت عليه حتي فترات قريبة.
المفضلات