نصيب السياحة الأردنية فيها بضع كلمات ومحرروها بريطانيون...!!
متى تؤمم الملكية الأردنية مجلة "الأجنحة الملكية"؟
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ نعمت الخورة - مجلة "الأجنحة الملكية" والتي توزع على متن طائرات الخطوط الجوية الملكية الأردنية، يفترض بها أن تكون وجها مشرقا لأردن الخير، ووسيلة ترويجية وتوعوية وتثقيفية للمسافرين العرب والأجانب حول كنوز الأردن بكافة أطيافها، وخاصة السياحية والاقتصادية والتاريخية منها، إلا أن الحقيقة ليست كذلك، فطاقم تحريرها الذي يترأسه، كلير لويس، ومحرر الشؤون الأردنية، إدي تايلور، ومساعد المحرر، سايمون تاتوت، ومدير المشروع، إيد أوب، كلهم يبدو من أسمائهم أنهم غير أردنيين، حتى أن المصمم الغرافيكي، روين كاسل، والشركة المتعاقدة مع الملكية SPAFAX والتي أوكلت إليها مهمة إصدار المجلة جميعهم غير أردنيين، واكتفت الملكية الأردنية بتعيين موظف من قبلها (حسين الدباس) للإشراف التحريري على المجلة.
تلك التركيبة غير الأردنية من طاقم تحرير وتصميم وإدارة، ليست وحدها سبب الاستهجان، ولكن ما يثير الاستغراب هو مضمون المجلة برمتها الذي يدعو للتساؤل حول تلك المطبوعة ذات الأهمية العظمى، كونها أول ما يقع بين يدي المسافر إلى الأردن.
فالمتصفح للعدد الأخير من مجلة "الأجنحة الملكية" يجد أنها تروج لكتـّاب أجانب من أمثال، كريستيان روزداي، وجنيفر كار وأندي بوتس، وتشيد بمهاراتهم الصحفية، قافزة عن جهابذة الإعلام الأردني والعربي على حد سواء.
أما الكتب المختارة التي أفردت لها مجلة "الأجنحة الملكية" واختارتها لقرائها فجميعها أجنبية، وهي: "هل أنت هنا: تاريخ الكون المحمول" للمؤلف كريستوفر بوتر، وكتاب "ترك العالم" للمؤلف دوغلاس كينيدي، وكتاب "الفن في تاريخ العالم" للمؤلف ماري هولينغزورث، وكتاب "ألف فكرة لتصميم الحدائق" للمؤلف ستافورد كليف، وخلت المجلة من أي مما تزخر به المكتبة الثقافية الأردنية والعربية من مؤلفات.
حصة الأردن السياحية اقتصرت على موضوع يتيم حول المحميات الأردنية، بالإضافة إلى نثريات هنا وهناك، وحصة الأسد ذهبت لمواضيع أخرى لا علاقة لها بالأردن من قريب أو بعيد.
أما افتتاحية العدد فتناول فيها الرئيس التنفيذي لإدارة الملكية الأردنية سامر المجالي الذكرى العاشرة لتأسيس تحالف (one world) العالمي وانضمام الملكية إليه كأول شركة طيران عربية.
تضارب في المعلومات وتهرب من التصريحات
"الحقيقة الدولية" توجهت إلى المسؤولين في الملكية الأردنية لتفسير هذه القضية، وصدمت بأن جميع من تحدثت إليهم اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، طبعا بعد معاناة شديدة في الوصول إليهم، إلا أن ما أدهشنا أن المعلومات كانت متضاربة منذ البداية حول الجهات القائمة على إصدار مجلة "الأجنحة الملكية" التي توزع على أسطولها الجوي.
ففي الوقت الذي أكدت فيه مسؤولة رفيعة المستوى أن جهات أجنبية هي من تدير عمل المجلة وتتحمل نفقاتها المالية، وأن المجلة ليست معنية بالترويج السياحي للأردن وإنما الهدف منها ترفيهي فقط، أكد مسؤول آخر أن المجلة أردنية وعمرها ثلاثون عاما وتعنى بالترويج السياحي للأردن.
مسؤول في الملكية الأردنية، رفض الكشف عن هويته، قال لـ "الحقيقة الدولية" ان "مجلة الأجنحة الملكية ـ أردنية تعود للخطوط الملكية الأردنية وأنها تصدر منذ السبعينات وحاصلة على جائزة مرموقة في التسعينات في الترويج السياحي للمملكة".
وأكد المسؤول ان المجلة كونها تقوم بالترويج السياحي للأردن تقوم الملكية على إنتاجها التحريري والمطبعي من خلال شركة أجنبية بهدف خفض التكاليف، مضيفا "حتى لا تتحمل الملكية كلفة إنتاجها أحيلت طباعتها على شركة أجنبية تقوم بتغطية نفقاتها من خلال الإعلانات التي تنشرها تلك الشركة".
وشدد المسؤول على عدم معرفته بكمية الأعداد التي تتم طباعتها من المجلة او كلفتها المالية، مؤكدا ان إدارة الملكية تقوم بالإشراف على ما يكتب من مواضيع في المجلة.
وبين ان القائمين على المجلة موزعون ما بين بريطانيا وعمان ومنهم أردنيون كما ان جميع المواضيع الموجود داخلها تقرأ من قبل محررين والمدير العام وهي مجلة ناتجة عن الملكية.
وأوضح ان الشركة التي تصدر المجلة تقوم بنشر مواد إعلامية وأفلام ومجلات لأكثر من 57 شركة طيران في العالم وهي متخصصة بإعلام الطيران.
وأشار الى ان هناك صفحات ثابتة عن الأردن تكتب بشكل متواصل، لافتا الى ان أكثر من 50% من المسافرين على متن الملكية هم من الأجانب ولذلك تطبع باللغتين العربية والانجليزية وتحمل العديد من المواضيع كما أنها توزع مجانا على المسافرين كونها مجلة للتسلية والفائدة العلمية.
في حين قال مسؤول رفيع في الملكية، رفض الكشف عن هويته، ان شركة "spsfax" كانت قد طلبت من الملكية الأردنية ترويج المجلة على متن طائرتها كون الهدف منها حمل اسم "الأجنحة الملكية".
وبين أن الملكية اشترطت على الشركة الإشراف على جميع المواد التي تنشر في المجلة لمراقبة طبيعة المواد التي يتم نشرها.
وأكد أن الملكية الأردنية لا تدفع أو تتلقى أي مبالغ مالية عن المجلة، لافتا في ذات الوقت إلى ان المجلة تروج ضمن صفحات ثابتة للأردن مبينا أنها مجلة ترفيهية بالدرجة الأولى وليست مجلة سياحية كما ان الإعلانات التي توضع على صفحاتها تمر عبر الملكية وهي مصدر الربح الوحيد للمجلة.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ نعمت الخورة - 17.3.2009
المفضلات