السلام عليكم
*إلى أمي الغالية أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية.
*إلى شقيقاتي العزيزات حفظهن المولى عزوجل.
*إلى كل أخواتي الفضليات بالمنتدى رعاهن الله تعالى
أهدي هذا الموضوع.
ظلمت المرأة عند الجهلة في مالها ثلاث مرات - مرة قبل زواجها يوم كان أبوها الجافي وأخوها القاطع يحاسبانها في آخر كل شهر على راتبها ويقتران عليها بالنفقة
وظلمت مرةً ثانية من زوج بخيل شحيح تسلط على مالها وحرمها حرية التصرف في ما تملكه فصارت تنفق عليه وهو يقابلها بالفظاظة والغلظة وصنوف الإيذاء
وظلمت مرة ثالثة لما طلقت فمنعت من أبسط حقوقها المالية فخسرت المال والزوج والأطفال والبيت والحياة الأسرية
و المرأة مظلومة عند الكثير من القساة الجفاة الجهلة بالشريعة فإن تأخر زواجها لسبب من الأسباب الخارجة عن إرادتها قالوا: عانس حائرة بائرة و لو أن فيها خيرا لتزوجت
و إن طُلقت قالوا: لو أن عندها بعد نظر و حسن تبعُّل و جميل خُلق لما فارقها زوجها
و إن رُزقت كثيراً من الأبناء والبنات قالوا: ملأت البيت بالعيال و أشغلت الزوج بالأطفال
و إن لم ترزق ذرية بأقدار إلهية قالوا: هذه امرأة عقيم لا يمسكها إلا لئيم و البقاء معها رأي سقيم
و إن تركت مواصلة التعليم وجلست في بيتها تشرف على أولادها قالوا: ناقصة المعرفة، ضحلة الثقافة، رفيقة جهل
و إن واصلت التعليم و ازدادت من المعرفة قالوا: أهملت البيت، و ضيعت الأسرة، و تجاهلت حقوق زوجها
و إن لم يكن عندها مال قالوا: حسيرة كسيرة فقيرة أشغلت زوجها بالطلبات و كثرة النفقات
و إن كان عندها مال وأرادت التجارة والبيع والشراء قالوا: تاجرة سافرة مرتحلة مسافرة
لا يقر لها قرار و لا تمكث في الدار، عقت الأنوثة و تنكرت للأمومة
و إن طالبت بحقوقها عند زوجها وأهلها قالوا: لو أن عندها ذوقا وحسن تصرف لنجحت في حياتها الزوجية و لكنها حمقاء خرقاء
و إن سكتت فصبرت على الظلم ورضيت بالضيم قالوا: جبانة رعديدة، لا همة لديها، و لا حيلة في يديها
و إذا ذهبت إلى القاضي ورفعت أمرها للحاكم قالوا: هل يعقل أن امرأة شريفة عفيفة تنشر أسرارها عند القضاة و تشكو زوجها و ذويها عند المحاكم؟
أين العقل الحصيف؟
و أين العرض الشريف؟
و إنما يحصل هذا الظلم والإقصاء والتهميش للمرأة في المجتمعات الجاهلة الغبية فهي عندهم من سقط المتاع و من أثاث البيت تُورث كما تورث الدابة و يُنظر إليها على أنها ناقصة الأهلية
قليلة الحيلة ضعيفة التكوين تحتاج إلى تدبير و تقويم و توجيه وتهذيب و تعزير
بل بعض المتخلفين الحمقى لا يذكرها باسمها في المجالس بل يعرض ويلمح ويقول مثلا: (الأهل)، (و الحرمة)، (المرأة أكرمكم الله) و (راعية البيت)
لئلا يفتضح بذكر اسمها
و هذه غاية النذالة و نهاية الرذالة
و هي مخلوق كريم و جنس عظيم فالنساء شقائق الرجال و أمهات الأبطال و مدارس المجد و صانعات التاريخ و شجرات العز و حدائق النبل و الكرم و معادن الفضل و الشيم و هن أمهات الأنبياء
و مرضعات العظماء و حاضنات الأولياء و مربيات الحكماء فكل عظيم و راءه امرأة و كل مقدام خلفه أم حازمة
و كل ناجح معه زوجة مثابرة فهنّ مهبط الطهر وميلاد الحنان و الرحمة و مشرق البر و الصلة و منبع الإلهام و العبقرية و قصة الصبر و الكفاح
فلا جمال للحياة إلا بالمرأة و لا راحة في الدنيا إلا بالأنثى الحنون
فآدم لم يسكن في الجنة حتى خلق الله له حواء
و رسولنا صلى الله عليه وسلم هو أبو البنات العفيفات الشريفات ذرف من أجلهن الدموع و وقف لأجل عيونهن في الجموع و سجل أعظم قصة من البر و الإكرام و الاحترام و التقدير
المرأة أما و أختا و زوجة و بنتا
فيا أيها المتنكرون لحقوق المرأة لقد ظلمتم القيم و عققتم الفضيلة و جهلتم الشريعة و نقضتم عقد الوفاء و نكثتم ميثاق الشرف
فأنتم خاسرون لأنكم ناقصون ناديتم على أنفسكم بالجهل و الغباء و حكمتم على عقولكم بالتخلف و الحمق
فتبا لمن ظلم المرأة و سحقا لمن سلبها حقوقها
بقلم د/
عائض القرني..
المفضلات