حتى لا تنحرف الثورة الليبية عن مسارها ، كنا نكرر و لازلنا ننادي بضرورة الحفاظ علي خط سيرها السلمي و لا تمنحوا القذافي الشرعية في قمعها عن طريق جرها إلي الصراع المسلح و تصويرها علي أنها عصابات مسلحة منبوذة أمام العالم .
فما قام به القذافي حتى الآن ، هو إخلاء معظم المعسكرات من السلاح الذي يشكل خطر عليه ، ثم قيامه بالتوزيع علي الناس بعض الأسلحة الخفيفة التي لا تشكل خطرا كبيرا ، ثم جر الثوار إلي الهجوم علي المعسكرات ( شبه الخالية أصلا ) ، و أخيرا قام بتدمير الترسانة العسكرية الثقيلة في المنطقة الشرقية عن طريق قصفها بالطيران .
بعد ذلك بدأ يصيح أمام العالم أن المظاهرات كانت في البداية سلمية إلا أنها الآن إتخذت منعطفا آخر في شكل عصابات مسلحة تهاجم المعسكرات و تنادي بالإنفصال ، و ذلك ليبرر عدوانه علي الثوار و محاولة بائسة لإجهاض ثورته .
لذا لازال تعديل مسار الثورة ممكنا . نأمل من المدنيين الذين يحملون السلاح سحب هذه الذريعة من القذافي بعدة طرق إما الإنخراط في الجيش كعسكريين و لبس اللباس العسكري و الدفاع ضد المرتزقة و العدوان القذافي وفق خطط محددة ، أو ترك هذه المهمة للقوات المسلحة التي إنضمت لهم علي أن تكون تحت قيادة عسكرية موثوق فيها .
و مواصلة التظاهرات السلمية التي بدأوا بها في كل مكان و في كل يوم فهي الأكثر فاعلية و إقناعا و العمل علي وصولها إلي المناطق الغربية و خصوصا طرابلس ، لأن القذافي لن يستطيع مواصلة هجومه علي أناس أبرياء عزل من أي سلاح أمام الرأي العام الذي أصبح يراقبه عن كثب جدا الآن . لذا نأمل فورا و بشكل عاجل الإثبات للعالم أننا لسنا عصابات مسلحة و لن يكون هناك عراق ثاني و لا صومال كبير كما يعتقد البعض ، و حتى نترك للعالم الفرصة للتحرك ، و حتى نفوت علي القذافي فرصة تمييع الهدف الأساسي من هذه الثورة و هي أن ( الشعب يريد إسقاط النظام ) كما تم في تونس و مصر فلا عيب من ذلك فللحرية طريق واحد ، فهل رأيتم في تونس و مصر هجوم الثوار من المدنيين علي معسكرات الجيش و حمل السلاح ، و الدليل الآخر أنظروا إلي صورة القذافي و تصريحاته المرتبكة و الرعب الحقيقي الذي عاشه أثناء إستمراركم في التظاهر السلمي العارم فمرة يظهر من خرابة ليقول كلمة و يهرب و مرة أخرى يطل من تحت مظلة تحت المطر و أخرى من فوق قلعة قديمة شاهقة الإرتفاع ، و رأيتموه الآن بعد أن جركم إلي الصراع المسلح و بدأ ينحرف بمسار ثورتكم عن خطها السلمي كيف بدأ و عاد يتبجح من جديد و يلقي بكلماته لساعات طوال للتحامل علي ثورتكم و يكيل الإتهامات و يفتري و يكذب و يهين علي هواه .
الخلاصة :
في مؤتمر صحفي لرئيس محكمة الجنايات الدولية ( أوكامبو ) اليوم الخميس 03.03.2011 ، وجه إنذارا نهائيا لكل من القذافي شخصيا ، و موسى كوسة وزير الخارجية ، و بوزيد دوردة رئيس الأمن الخارجي ، و لكل من رئيس الأمن الداخلي ، و رئيس الأمن الخاص بالقذافي . و حملهم مسؤولية أي إعتداء علي المظاهرات المدنية إلي أن يحين موعد مثولهم للمحكمة علي جرائمهم التي بدأت منذ 15 فبراير .
و أكد أن الشيء الجديد أن هناك إتفاق عالمي و دولي أن لا يستطيع أحدا أن يهاجم المدنيين و يرتكب المجازر بحقهم .
لذا أرجوكم أعطوا هذه المحكمة الفرصة لكي تعمل و تحمي حقوق الإنسان و تتعقب المجرمين ، و أعطوا لأنفسكم الفرصة لإنجاح الثورة ، و ألقوا السلاح سريعا و أخرجوا في مظاهرات عارمة لم يسبق لها مثيلا في كل أرجاء ليبيا ، فلم يعد للقذافي من مبرر أمام العالم و دعوا الجيش يعود إلي ثكناته أو أن يقوم بحفظ الأمن و تنظيم الأمور اليومية ، أرجوكم أفهموا بعضكم بعض هذه الفكرة و من يصر علي موقفه إما أنه لم يستوعبها فأفهموه بروية أو أنه مجند من قبل القذافي بعلمه أو بدون علمه ، لذا إنتهزوا هذه الفرصة الذهبية التي سوف لن تتكرر .
واصلوا مظاهراتكم السلمية العارمة خصوصا في طرابلس في الساحة الخضراء و الإعتصام هناك حتى لفترات طوال إعتبارا من الآن ، فلم يعد لطرابلس من عذر الآن ، و أحشدوا لها كافة الإمكانيات و وسائل الإعلام ، فسلاح المظاهرات السلمية الفتاك هو الصورة و الصوت و الإعلام ، لذا كثفوا من التصوير و يفضل عن طريق وسائل الإعلام العالمية المعترف بها لذا إستغلوا وجودها .
و كفوا عن تصوير المدنيين الذين يحملون السلاح . و وفقكم الله
( للأهمية القصوى نأمل التعميم علي كافة وسائل الإعلام و الإتصالات و المواقع الإلكترونية ) .
بقلم : الجيل الجديد
المفضلات