[grade="2e8b57 b22222 008000 ff0000 2e8b57"]الـرَّبـِيـعُ[/grade]
مع الخيوط الأولى لربيع هذا العام ، بدأ الدّحنـون يتفـتَّحُ هنا وهناك ،
ويتـألَّقُ بلونـهِ المخمَلِيُّ الزَّاهي مِنْ بـين الأعشابِ النَّديـَّةِ البـرِّيـَّةِ في أنحاءٍ شتَّى من المنطقة ...........
أشجارُ اللَّوزِ بَدَتْ بثيابِ إِزْهارِهَا البيضاء كسِرْبٍ مِنْ حَمَامَاتِ سَلامٍ اجْتَمَعَتْ تُخَطِّطُ
لقضاءِ أوقاتٍ لطيفةٍ ممتـعةٍ هذا الرَّبيع ........
والحِمْضِيَّاتُ مِنْ ليمونٍ وبرتقالٍ وكلمنتينا أََخَذَتْ تُطْلِقُ شذاها اليَاسَمينِيُّ كعادتها
في مِثْلِ هذا الوقت مِنْ كُلِّ عام ..........
الشَّمْسُ تشرقُ لطيفةً بأشعَّتِهَا الذَّهبيَّةِ التي تَنْشُرُها في الطُّرقَات ،
على أسطحِ المنازِل ، ومِنْ بَيْنِ قِمَمِ الأشجارِ وأغصانِهَا إلى الشُّرفاتْ ،
وتُظْهِرُ حاميةً قليلا ًبإرسالها العموديُّ فلا يحولُ بيننا وبينَها حائِلٌ طبيعيٌّ ،
لِتعودَ فتغربُ لطيفةً وراءَ أحدِ الجبالِ الشَّامِخَةِ أو خَلْفَ بحرٍ واسعْ........
زهورُ النَّرجسِ البيضاءِ ، لَفَتَتْ انتباهي ذاتَ مَرَّةٍ ،
فطالما تغنَّيْتُ بها رمزاً للطُّفولةِ ، وبراءَتِهَا العذبة ،
إلا أنَّني " وبصراحة " لَمْ أُفكِّر يوماً أن أتَّخِذَها رمزاً أيضاً لطفولتي ،
بلْ كنتُ أخُصُّهُا دوماً لورود الجوريِّ الأحمر والدَّحنونْ .........
في الحقيقةِ لا أدري لماذا ،
فهل لدمويَّـةِ مشاكساتي الطفوليَّةِ واحمرارِ نتائجها في الغالِبِ لها علاقةٌ أَمْ لا !!!؟؟
أم أنَّهَا مجرَّدُ إحساسٍ متبادلُ بالمودَّةِ بيني وبينَ الدَّحنون والجوريُّ المُحْمَرّ .....
المُهِم أنَّ هـذهِ المودَّة تأخذُ مكانها مِنَ الأهميَّةِ مَعْ بزوغِ الرَّبيعِ في كُلِّ سنةٍ
وتبدأ بالإختباء والتَّخافتِ مَعْ نهايتهِ .......
وعلى الرَّغمِ منْ أنَّني وُلِدْتُ في نهايةِ الصَّيف بدايةَ الخريف ،
إلا أنَّ للرَّبيعِ مكانةً خاصَّة في قلبي تجعلني في ربيعٍ دائمٍ مِنَ التَّفاؤُلِ بالحياةِ والأملِ بكلِّ نجاح ........
المفضلات