من معوقات الاجتهاد ج2
بقلم
الدكتور أنس العمايرة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
كنت قد تحدث عن معوقين من معوقات الاجتهاد في الرسالة السابقة قبل أيام ، وهنا أذكر معوقيين آخرين من تلك المعوقات هي :
أولا : تأثير نظرتك للمعلم على مادته : لا شك أن لنفسية المعلم ولسلوكه وشخصيته وتعامله مع الطلبة الأثر الكبير عليهم ، ولكن لا تجعل كرهك للمعلم يبعدك عن مادته وبالتالي تتأخر فيها ، فأنت الخسران في نهاية الأمر ، قيل لسفيان بن عيينة : ( إن قوما يأتونك من أقطار الأرض فتغضب عليهم ؛ يوشك أن يذهبوا أو يتركوك ، فقالهم حمقى إذا هم تركوا ، ما ينفعهم لسوء خلقي) ، وعن ابن عباس t ذَللتُ طالبا ؛ فعززتُ مطلوبا) ، وقال بعض السلفمن لم يصبر على التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة ) .
فاصبر لدائك إن جفوتَ طبيبه واصبر لجهلك إن جفوتَ معلما
ورحم الله الشافعي حين قال :
اصبر على مر الجفا من معلم فان رسوب العلم في نفراتــه ومن لم يذق مـر التعلم ساعة تجرع ذل الجهـل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابـه فكبــر عليـه أربعا لوفاتـه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتــه
للمزيد في هذه النقطة انظر رسالة : (حق المعلم على طلبته ) بجزأيها من هذه السلسلة .
ثانيا: مشاهدة التلفاز وسماع الأغاني : لا شك أنك تعلم حكم الله Y في التلفاز والأغاني ، وأن سامع الأغاني يصب في أذنيه نحاس مغلي يوم القيامة ، هذا من الناحية الشرعية . أما من الناحية العلمية فإن مشاهدة التلفاز وسماع الأغاني لهما الأثر الكبير على تراجع التحصيل العلمي لدى الطلبة ، وإنني أُحَمّل الآباء والأمهات المسؤولية العظمي في هذه القضية الخطيرة ، وأتذلل إليهم بالطلب الفوري والجازم بإلغاء هذه الأجهزة الفاسدة المفسدة الضالة المضلة من بيوتهم الشريفة ؛ لأن عواقب إبقائها في بيوتهم وخيمة . للتعرف على حكم التلفاز وسلبياته والأغاني راجع رسالتي : (التلفاز سلبياته وإيجابياته واقعه ومشروعيته) و (الموسيقى والأغاني ) من هذه السلسلة .
يقلم
الدكتور أنس العمايرة
المفضلات