مقالات
غزة.. وماء البحر نملؤه سفينا!!!
لا اعرف لماذا تذكرت عمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي الذي جاء في شعره على ذكر السفن، وهي القصيدة التي قرأناها صغارا في المناهج دون ان نرى سفنا تملأ بحارنا او تنجدنا على ما لحقنا من حصار في غزة رقت له قلوب الكفار والاجانب من (40) بلدا دون ان ترق له قلوب العرب والمسلمين بما يكفي لادراكهم ان مليون ونصف يعيشون في حصار قاتل...
اين عمرو بن كلثوم الذي قتل الملك عمرو بن هند حين طلبت ام الملك من ام عمرو الشاعر ان تناولها غرضا بصورة الامر فاستصرخت المرأة ابنها على الاهانة فانتقم لامه وافتخر على عمرو بن هند بقوله:
ملأنا البحر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
الزمان هو الثاني والعشرين في ايار عام 2010 والمكان هو (سراي بورنو) في تركيا حيث تتحرك السفن اخيرا من اسطنبول الى غزة تحت شعار «تحيا فلسطين... الحرية لغزة».
هنا يختلط العرب بالعجم والمسلم بالمسيحي واليهودي، والاردني بالسوري والتركي والانجليزي واربعين جنسية وسبعمائة وخمسين شخصية رجال ونساء فتيات وشبان وكهول ادباء كتاب فنانون وسياسيون ونقابيون وشعراء ومتقاعدون عسكريون ومتطوعون وعمال... كلهم على(دين غزة) ومن اجل فك الحصار عنها... لم تتحمل ضمائرهم حصار مليون و نصف غزي تعذبهم اسرائيل كما لو ان معتقلات النازيين تبعث من جديد.. وما زال النظام العربي صامتاً.
في الشراكة من اجل غزة ثلاث سفن تركية واثنتين بريطانية وواحدة لليونان واخرى لايرلندا.. وسفينة للجزائر واخرى للكويت حيّا الله الكويت وحيا الجزائر.. والتحية للاردنيين وهم الاكثر عدداً سافروا الى هناك على نفقتهم من اجل ان يلتحقوا بالقافلة.
لماذا تصبح غزة قريبة على الانجليزي والايرلندي وبعيدة على العربي؟ ولماذا يتكلم العالم عن جرح غزة بصوت مرتفع ولا يستطيع العربي ان يفعل؟!...
كنت اقرأ في تاريخ غزة حين حاصرتها جيوش ابراهيم باشا ابن محمد علي حاكم مصر في عام 1832 وقد كانت في التبعية العثمانية وقد ادرك السلطان العثماني انذاك ضرورة استنهاض الهمم لفك الحصار عنها.. فكتب لاهل مدينة السلط يطلب منهم العزيمة لغزة وقد فعلوا اندحرت جيوش ابراهيم باشا لفترة من الزمن كان ذلك في التاريخ الذي لم يعد مقروءاً لتزاحم اخبار الحصار في الفضائيات.
ماذا لو قالت العرب لا لحصار غزة وركبت البحر اليها.. ما الذي سيحدث؟ ماذا لو انشدت العرب:
أبا «شلومو»فلا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ماذا لو قالت العرب.. وماذا لو فعلت؟.
لماذا خيل العرب مقيدة؟..وارادتها منزوعة؟لماذا يتحرك التركي من اجل غزة هاشم ولا تُصفّر الموانئ العربية لاعلان فك الحصار؟لماذا غزة بعيدة في حين ركب العرب البحر الى الصين التي وصلها سعد بن ابي وقاص؟..
هل استذكر اوردغان نداء السلطان العثماني لفك الحصار عن غزة فجاءه المتطوعون من كل حدب وصوب؟..
هل يعلم الكثيرون ان غزة اخذت صفتها من اسم جد الرسول المدفون فيها «هاشم» فسميت «غزة هاشم» وهي التي زارها الرسول»ص» مرتين في تجارة وزارها والده عبدالله لنفس السبب..
هل نستطيع ان نخرج من تاريخنا وندير الظهر له وننتظر الايرلنديين ليشتبكوا في البحر مع القراصنة الاسرائيليين؟.
لماذا يُجيش العالم ضد القراصنة الصوماليين الذين لم يحاصروا احدا وانما خرجوا للقرصنة من جوع ومن خوف واعتداء في حين يترك العالم قراصنة اسرائيل في شرق المتوسط يواصلون حصار مليون ونصف غزي ويمنعون العالم من انقاذهم!!..
سلطان الحطاب
رد مع اقتباس
المفضلات