كتبت - سهير بشناق - بهواجس متبانية عاد امس الطلاب الى مدارسهم بعد انقضاء العطلة الصيفية وانتهاء شهر رمضان المبارك الذي جاء للعام التالي خلال العطلة الصيفية, قد تكون ايجابية او سلبية خاصة لدى الطلاب الذين يذهبون للمدارس للمرة الاولى وهم طلاب الصفين التمهيدي والبستان اضافة الى طلاب الصف الاول ابتدائي الذين ينتلقون من مرحلة تعليمية الى اخرى تكون اكثر نضجا والتزاما .
فكثير من الطلاب لم يعرفوا الخلود للنوم قبل هذا اليوم بسبب ترقبهم لشكل اليوم الاول في المدرسة و كيفية تعامل معلميهم معهم بل ان الكثيرين منهم اختار ان يحمل في حقيبته المدرسية في يومه الاول جميع الكتب تخوفا من ان يوجه اليه اي انتقاد لعدم احضارها .
ويتطلب اليوم الاول في المدرسة تعاملا خاصا من قبل القائمين على ادارة المدارس سواء كانوا المدراء او الهيئة التدريسية حيال الطلاب ليتركوا انطباعا جميلا في اذهانهم عن المدرسة ويبددوا مخاوفهم التي تكون مسيطرة عليهم خاصة للطلاب الصغار في صفوف البستان والتمهيدي والصف الاول ابتدائي وهي مشاعر يترجمونها بالبكاء والتعلق بابائهم وامهاتهم ورفضهم البقاء في المدرسة وهو سلوك يحتاج لوقت لياخذ شكل التعود على فكرة الذهاب للمدرسة دون اي رفض او تمرد من قبل الطلاب الصغار .
اليوم الاول في المدرسة من اهم الايام في حياة الطلاب ، هذا ما اكدته الاخصائية التربوية منال عودة مشيرة الى ان هناك مسؤولية كبيرة تقع اليوم على المعلمين الذين يتعاملون مباشرة مع الطلاب .
واضافت ان الطلاب تتغير عاداتهم وسلوكياتهم خلال العطلة الصيفية بدءا من عدم الالتزام باوقات محددة للنوم ومشاهدة التلفاز واللعب داخل المنزل وخارجه مما يتطلب جهدا كبيرا من قبل الاهل بالدرجة الاولى لمساعدتهم للتاقلم على نمط حياة المدرسة وما تفرضه من التزامات عديدة .
وبينت عودة ان هذا التغير يحتاج لعدة ايام ليعود الطالب الى السلوك الطبيعي في حياته خلال ايام المدرسة ويحتاج لصبر من قبل الاباء والامهات خاصة فيما يتعلق بالذهاب للنوم في اوقات مبكرة وتحديد وقت للدراسة ووقت اخر للعب او القراءة او مشاهدة التلفاز .
واشارت عودة الى ان تعاون المعلمين مع الطلاب امر في بالغ الاهمية خاصة للطلاب الذين يذهبون للمدرسة للمرة الاولى وهم الاطفال في الصف التمهيدي والبستان والصف الاول ابتدائي فعليهم ان يكونوا رحماء بهم يعاملونهم معاملة خاصة يكون اساسها الحب والعطف خاصة وانهم يبتعدون عن اسرهم وامهاتهم مما يترك اثرا نفسيا كبيرا بهم لا يبدده سوى معاملة طيبة وعطف كبير من قبل المعلمين والمعلمات .
واوضحت عودة ان الانطباع الاولي لدى الطفل يسيطر عليه لفترة طويلة فان وجد معاملة غير مرضية له او معاملة قاسية فستتولد لديه مشاعر كره للمدرسة قد تحتاج لوقت طويل لتتغير الى مشاعر ايجابية.
وبينت ان اليوم الاول يجب ان يكون يوما ممتعا للطلاب سواء كانوا صغارا او كبارا بحيث لا نثقل عاتقهم بواجبات مدرسية كثيرة مبينة ان اليوم الاول يجب ان يكون يوما تعارفيا .
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية وصف عودة الطلاب للمدارس في هذا اليوم بمثابة مهرجان شعبي وعرس وطني حيث سيكون هذا اليوم يوم حركة ونشاط وحيوية حيث ينشغل الجميع بالمشاركة في هذا المهرجان الاحتفالي ويقوم الاباء والامهات في التحضير لهذه العودة .
واضاف الخزاعي ان هذا الفصل الدراسي بمثابة بدء عام جديد عن الاسر حيث بدأت الاسر منذ ايام بتفقد احتياجات ابنائهم من قرطاسية واقلام وشنط ودفاتر وتحضير الكتب والمقررات المدرسية والزي المدرسي تمهيدا لتوفير التسهيلات والضروريات اللازمة للابناء .
واشار الى ان بعد الاجازة التي قضاها الابناء في البيوت والاكتفاء بالبقاء في البيوت فان الطلاب قاموا بقضاء اوقات فراغهم في البيوت وقرب الحواسيب والانترنت وعدم القيام بنشاطات تربوية او ترفيهية او النوم والعزلة عن الاهل
حيث يواجه الطلبة في الاسبوع الاول من الالتحاق في المدارس مشكلة التأقلم من جديد في الحياة المدرسية وكسر روتين العطلة الدراسية .
وبين الخزاعي ان عودة الطلاب للمدارس ستكون مرهقة اقتصاديا بالنسبة للاسر وذلك بسبب التكبد في شراء ادوات دراسية وقرطاسية لهم ، وكذلك دفع الرسوم للمدارس ، والصعوبة ستكون اكبر عند السيدات العاملات حيث سيواجهن من جديد مشكلة ارسال الابناء لدور الحضانة او المدارس والبدء بتخصيص وقت لهم بعد عودتهم من المدارس من اجل تدريسهم ومتابعة احتياجاتهم .
ويبقى اليوم الاول له نكهة خاصة لدى الطلاب يحتاج لجهد تشاركي من قبل الاسر والمعلمين ليبقى محافظا على نكهته فالدموع والبكاء الذي يصدر من قبل الطلاب وخاصة الصغار في هذا اليوم سوف يستبدل بفرح ورغبة حقيقية بالذهاب للمدرسة ان وجدوا من يتفهم خوفهم ويبدد مشاعر الخوف والترقب لكيف ما سيكون كل ما هو جديد ليبقى اليوم الاول جميلا يبشر بايام مدرسية تحمل قدرا كبيرا من الفرح والمثابرة لعام دراسي جديد .
المفضلات