إخباره بأن الأرضة أكلت صحيفة المقاطعة
قد جرى أن قريشا قاطعوا بني هاشم والمطلب وكتبوا صحيفة عاهدوا فيها ألا يبيعوهم ولا يشتروا منهم ولا ينكحوهم ولا ينكحوا منهم وأن يمنعوا الناس عن التعامل معهم ووضعوا بذلك الحصار الاقتصادي عليهم وبعد مضي مدة من هذه المقاطعة قال الرسول ( لعمه أبي طالب يا عم أن ربي قط سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسما هو لله إلا أثبتته ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان. فقال أربك أخبرك بهذا؟ قال: نعم. فخرج أبو طالب إلى قريش فقال يا معشر قريش إن ابن أخي يقول كذا وكذا فهلموا صحيفتكم فإن كان كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وأنزلوا عما فيها وإن كان كاذبا دفعته إليكم فقال القوم رضينا فأتوا بالصحيفة فإذا هي كما قال. فقام رهط من القوم فنقضوا الصحيفة وانتهت القطيعة.
إخباره بفتح البلدان عليه
قال ابن إسحاق حدثت عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال ضربت في ناحية من الخندق فغلظت عليّ صخرة ورسول الله ( قريب مني، فنزل ( فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ثم ضرب به ضربة ثانية فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى فقلت بأبي أنت وأمي ما هذه اللمع التي ظهرت تحت المعول؟ قال: أو رأيت ذلك؟ قلت: نعم. قال:أما الأولى فإن الله تعالى قد فتح عليّ بها اليمن وأما الثانية فإن الله تعالى قد فتح علي الشام والمغرب، وأما الثالثة فقد فتح الله علي بها المشرق.
قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وعثمان رضي الله عنا وعنهم افتحوا لما بدا لكم فوالذي نفسي بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه وتعالى محمدا ( مفاتيحها قبل ذلك. ويقول الشيخ الباليساني صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في جمع هذه المعجزات وغيرها معلقا، يفهم من هذه القصة أن المراد بقوله ( قد فتح الله تعالى عليّ بها أي على شخصه أو على الإسلام وأن الرسول ( كان يفتح البلاد لنشر سلطان الإسلام لا سلطان نفسه وأنه كان يصاحب أصحابه وجيشه في القتال ويمارس معهم ما يمارسون من الأعمال والأشغال وهذه هي القيادة الحكيمة فليقتد به من يريد أن يكون محبوبا عند الله وعند الناس أجمعين.
المفضلات