يَنداحُ الليلُ بِكفيّهِ ، تحتضنانِ وجههُ..
يَفتحُ ذراعيه مصَلِّباً عضلاته، ويَمُدّ جَسدَه مستلقياً على ظهرِهِ
..ويَهِبّ جالساً إحتبائتَهُ على فِراشِ وحدتِهِ الإفتراضيّة
ورأسهُ بينَ كتفيهِ هوى.. يُأرجِحُ الخيالَ والصّور
وبصعوبةٍ بالغةٍ، قام يقصد "الحمّام"
يُريد أن يَغتَسِل..
الماء بارد، ويَكاد الفجرُ أن يُسفر عن بياضِ خَدِّه للشمس
جسدُهُ حارٌ .. وأحشائه مُتّقِدَةٌ، والماء بارد !
الإحساس الجسدي يكونُ إرادياً في بعض الأحيان
لا يُريد أن يشعر بالبرد، وربّما لم يعد يستطيع
كلّ ما فيه يحترِق
والماءُ يَتَدَفّق .. وعلى مشاعرهِ يتَصبّب قبل جسده
ويسيلُ مُتَسلِّقاً بانحدارٍ لصيق
مِن خُصلاتِ شَعرهِ الأسود
إلى جبينِهِ وصَدغيهِ، مُتَخلِّلاً لِحيتَهُ الكَثّة، ويقطرُ مِن فروعِ أذنيه
.. بدأ يشعر أن الماء أصبحَ حارّاً أيضاً
أو أنّ جَسَدَهُ أصبح أبردَ من الماء
أكثر من عشرة دقائق مرّت عليه وهو مصلوبٌ تحت الماء، قبل أن يبدأ بالوضوء!
كيفَ يغسل المرءُ قلبَهُ بالماءِ أيضاً .. بل كيفَ يغسل دمَهُ!
المفضلات