برنابا بنجامين: مصر قدمت لنا مالم يقدمه أحد
أجري الحوار في جوبا: أسماء الحسيني و العزب الطيب الطاهر
أكد الدكتور برنابا بنجامين وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان والناطق الرسمي بإسمها أن دولة الجنوب القادمة في حال الإنفصال لن تكون دولة معادية لمصر أو الدول العربية
<p>وقال إن ماقدمته مصر لجنوب السودان من مساعدات يفوق ماقدمه أي طرف خارجي آخر بمافيه الحكومة المركزية في السودان وقال إن ذلك لن يقابل في الجنوب إلا بالمواقف الطيبة والرغبة في إقامة علاقات حسنة مع مصر والعالم العربي وأكد أنه لاعلاقة لجنوب السودان البتة بإسرائيلوأن هناك من يحاول الترويج لأكاذيب في هذا الشأن لتسميم علاقة الجنوب بمحيطه العربي وقال إن الجنوبيين يرغبون كذلك في حال إنفصالهم في إقامة علاقات طيبة وتعاون مشترك مع الشمال بعد أن سأموا الوحدة التي لم تجلب لهم سوي الحرب والإقتتال علي مدي أكثر من55عاما> مضت ست سنوات حتي الآن علي توقيع إتفاقية السلام; ماذا أنجزت حكومة الجنوب حتي الآن؟ـ واجهت إتفاقية السلام تحديات كبيرة منذ توقيعها عام 2005وعندما ننظر للوراء الآن نري أننا حققنا الكثير فعندما جئنا إلي الحكم لم يكن هناك شيء وبدأنا من الصفر في كل شيء ونجحنا في إقامة الحكومة القومية وحكومات عشر ولايات والمجالس التشريعية فيهاونجحنا في إحلال السلام التام وليس هناك مشاكل أمنية ولماجاءت الإنتخابات استطعنا إجتيازها رغم أنها كانت من أصعب الإنتخابات في العالم حيث كان علي الناخب الجنوبي الإنتخاب 12مرة وأصبح لدينا حكومة منتخبة من الشعب ومجلس الشعب واستطعنا تحويل الجيش الشعبي إلي جيش وطني وشرطة متعلمة مدربة علي مستوي عالمي ومصر ساعدت في تدريبها وتنمية قدراتها وتمكنا من مواجهة الصعوبات وبناء السلام وبدأنا بعد ذلك في مواجهة تحديات الإستفتاء وتمكننا من إقرار قانون الإستفتاء والمفوضية بصعوبات كبيرة ثم نجحنا في مرحلة التسجيل وسارت هذه المرحلة بكل نجاح وفي سلام وسجل نحو‏4‏ ملايين شخص وهذا نجاح كبير للإستفتاء‏.‏<br /> ونحن كوزارة إعلام خلقنا بيئة جيدة لكل المواطنين في أجهزة الإعلام للتعبير عن آرائهم بحرية وفي جو ديمقراطي سواء أكان ذلك للوحدة أو الإنفصال حيث يمكن لكل شخص أن يدعو لرأيه ونعتبر ذلك جدلا صحيا وكل يدعو لخياره وفقا لما تنص عليه إتفاقية السلام وأطالب شركاءنا في الخرطوم‏'‏ المؤتمر الوطني أن يتيحوا حرية الدعوة للخيارين فقد لاحظنا أن وزارة الإعلام القومية لاتتيح الفرصة لدعاة الإنفصال للتعبير عن آرائهم وأقول لهم‏:‏ إن الإستفتاء للجنوبيين ويجب أن يتيحوا الفرصة لهم للاطلاع علي الرأيين كما فعلنا في الجنوب وألا يظلوا يتحدثون لأنفسهم ودعوناهم أيضا للمجيء إلي الجنوب للتبشير برأيهم‏.‏<br /> تنتقد كثيرا الإعلام في شمال السودان؟<br /> ـ أعتبر الدور الإعلامي في غاية الأهمية ونحن في وقت مهم يحول تاريخ السودان تحولا كبيرا وجديدا وحتي لو أصبحنا دولتين فيجب أن يسود بيننا التعاون والمحبة فالسودان أنفصل عن مصر ولم تنقطع العلاقات بينهما والكراهية كما رأينا في رواندا سببتها وسائل إعلام ونحن نريد من إعلامنا في شمال السودان وأيضا من الإعلام العربي ألا يجلب الخوف للشعب السوداني وللشعوب العربية بأن هناك عدوا جديدا سيظهر في الجنوب إذا إختار الإنفصال فكل دلائل الواقع تؤكد أننا سنكون دعاة سلام ومحبة لجيراننا جميعا كم يبلغ عدد الإعلاميين والمراقبين الذين جاءوا لتغطية الإستفتاء؟ـ بلغ عدد المراقبين للاستفتاء نحو1200 مراقب من المجتمع الدولي و17; ألف مراقب من الداخل ويغطي الحدث آلاف من الإعلاميين من نحومؤسسة إعلامية/> كيف ينظر الجنوب للعلاقة مع مصر في حال إنفصاله؟ ـ لاحظنا أن شركاءنا في الخرطوم يقولون للدول العربية أن الجنوبيين يكرهون الدول العربية والإسلامية وهذاغير صحيح فعلاقاتنا قوية جدا مع مصر التي قامت بدور أكبر من أي طرف آخر في دعم الجنوب وقامت بدور أكبر من الخرطوم نفسها وقدمت للجنوب مساعدات طبية وتعليمية لكثير من أبناء جنوب السودان الذين تعلموا في مصر وقدمت الأدوية وبنت المدارس وأدخلت الكهرباء إلي خمس مدن جنوبية وقدمت مشروعات تقدر بمائتي مليون دولار وهذه العلاقة مع مصر سنعمل علي تنميتها أيا كانت نتائج الإستفتاء ولن يؤثر عليها إنفصال الجنوب إذا كان هو نتيجة الإستفتاء المقبل وكيف تنظرون إلي الموقف العربي من الجنوب؟ ـ الجامعة العربية وأمينها العام السيد عمرو موسي أقاموا مؤتمرا كبيرا للاستثمار والتنمية في جوبا ويعدون لمؤتمر آخر في البحرين مستقبلا وهذا يظهر مدي متانة العلاقات مع الدول العربية وبعد الإنفصال ستكون للجنوب ذات العلاقات وربما أقوي مع الدول العربية و لن يكون الجنوب في حال إنفصاله مصدرا لأي ضرر للدول العربية كما يروج البعض وكناطق رسمي بإسم هذه الحكومة أؤكد أننا حريصون علي علاقة قوية مع الدول العربية وقد زار سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب مصر ثلاث مرات ويحتفظ بعلاقات قوية معها كما زار الأردن والإمارات وقطر وهذا يدل علي رغبة حكومة الجنوب علي بناء علاقات قوية مع الدول العربية في الآن والمستقبل وماذا بشأن موقفكم من قضية مياه النيل؟ ـ في حال الانفصال سيكون نصيب الجنوب من المياه من نصيب السودان ونحن نناقش ذلك في إطار بحثنا عن حل لقضايا مابعد الإستفتاء وجنوب السودان لايعاني نقصا في المياه فلدينا مياه جوفية وأمطار ومصر لم تواجه أي ضرر من جنوب السودان منذ عام&1998; وحتي الآن ولن تواجه مستقبلا وتقاليدنا الأفريقية تعلمنا أن نعطي ضيوفنا المياه ولانمنعها عن أي غريب ثم لماذا نضر مصر ولم نجد منها إلا الخير ولكن أنبه أن هناك أناسا يريدون التشويش علي جنوب السودان وماذا بشأن علاقاتكم مع إسرائيل؟ـ يقولون ان إسرائيل ستأتي بواسطة جنوب السودان مع أن هناك دولا عربية وأفريقية عديدة لها علاقات مع إسرائيل ونحن ليس لنا علاقة حتي الآن بإسرائيل وأعتقد أن الجنوب عندما يكون دولة ستكون له أولويات يدلل البعض علي علاقتكم بإسرائيل بفندق شالوم بجوبا؟<br /> ـ أؤكد أن فندق شالوم الذي ذكرت صحف عربية وقناة الجزيرة بان ملكيته تعود لمستثمر إسرائيلي هو ملك لمستثمرين أريتريينهل تتوقعون متاعب مع الشمال؟ ـ لابد من خلق بيئة طيبة يسود فيها السلام والمحبة والتعاون الثنائي وهذا الذي ينفع الشعوب ومثلما قال سلفاكير فإن الجنوب حتي لو أصبح دولة مستقلة سيظل موجودا في مكانه ولن يرحل بعيدا& لماذا فشل خيار الوحدة في الجنوب؟ ـ التبشير للوحدة لايستلزم7 أيام كان يحتاج العمل له منذ وقت أطول وهذا لم يتم& الحركة الشعبية وقياداتها متهمون بأنهم هم من دفعوا الجنوب دفعا نحو الإنفصال ومزقوا وحدة السودان؟ ـ لقد ظللنا في إطار الوحدة 55; عاما بعد استقلال السودان عام1956; وكانت سنوات من المعاناة والقتل والتشرد لشعبنا مات فيها أطفال ونساء ورجال ولذلك جعلنا في إتفاقية نيفاشا للسلام خيارين وجعلنا فترة إنتقالية مدتها سنوات لتغيير الوحدة القائمة غير المرضية لأهل الجنوب وقلنا للشمال أن يبني وحدة جاذبة للجنوبيين ولكنهم لم يقيموا أي مشروع لتعزيز تلك الوحدة لذا بقي مفهوم الوحدة القديمة المرتبطة بالموت بالدومار والآن لم تعد الحركة حزبا فقط بل هي حكومة أيضا وإذا لم نستجب لمطالب شعبنا في الإنفصال فسيرفضنا الشعب& وكيف تتوقع أن تكون نتائج هذا الإستفتاء؟ـ الاستفتاء سيجري في موعده ويمتد من9 إلي15من الشهر الحالي وأن التحضيرات للاستفتاء اكتملت تماما وكان هناك صعوبات كبيرة وقد تجاوزناها الآن والتسجيل للإستفتاء نجح تماما وأنه سيجري إعلان النتائج في الأسبوع الأول من شهر فبراير والمواطنون متحمسون ولديهم شعور كبير بالرغبة في التعبير عن مستقبله
رد مع اقتباس
المفضلات